بقلم: ديفيد نيلد
18 سبتمبر 2019
ترجمة: لبنى جمال
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: مثنى حسين
تحدث الخلافات داخل كل زواج، وإذا كان لديك رأي أخر أبلغنا بذلك. ولكن كشفت دراسة حديثة تناولت فيها 121 عينة من الأزواج وصرحت بقضايا معينة يختلف بشأنها المتزوجون وتتسبب في حدوث المشاكل.
عرف جميع الأزواج أنفسهم على أنهم في علاقة زوجية سعيدة، وتميل الأمور التي صرحوا بأنهم يتشاجرون بسببها إلى كونها قابلة للحل: كمن عليه أن يقوم بالأعمال المنزلية، أو كيفية قضاء أوقات الفراغ.
بالذهاب إلى خلافات أكثر تعقيداً – تكون على سبيل المثال أمور متعلقة بالدين أو الأقرباء والتي لم يحدث وأن تحدثوا فيها مسبقاً بشكل كافٍ. يقول الباحثون أن أحد أهم العوامل المشتركة بين العلاقات الناجحة هو تجنب النقاشات والمواضيع التي لا تمتلك سبيلاً لحلها أو عدم الحاجة للخوض فيها.
تذكر الأخصائية النفسية آمي راور، من جامعة تينسي في ناكسفل “يميل من هم في علاقات ناجحة إلى إيجاد سبيل لفض النزاع، يتجلى ذلك أيضاً في المواضيع التي يقررون مناقشتها سوياً”
لاحظ الباحثون مجموعتين من الأزواج: تتكون واحدة من 57 ثنائي أعمارهم تمتد من وسط حتى آخر الثلاثينات، مر على زواجاتهم كحد متوسط 9 أعوام، ومجموعة أخرى تحوي 64 ثنائي في السبعينات، متزوجين لمدة متوسطها 42 سنة.
حينما طُلب من المجموعتين تحديد أهمية القضايا التي كانت سبباً في نزاعاتهم، كانت إجاباتهم تتعلق بما هو على صلة بالحميمية، الاستجمام، أمور البيت، والمال أكثرها أهمية (بالإضافة إلى الصحة، لمجموعة كبار السن).
كما أُدرِجت الغيرة، الدين، والعائلة في خانة الأمور الأقل شدة لكلا المجموعتين.
كما أن التركيز على الأمور التي تمتلك حلاً واضحاً من شأنها إضفاء مسحة من الطمأنينة داخل العلاقة، ويقترح الباحثون أنه يمكن لأمور أخرى أن تزود الزوجين بشعور الإنجاز كالاتفاق على الوجهة المقصودة في العطلة.
برأي السيدة راور وزملائها أنه على العكس من مناقشة أمور كالحميمية والتي قد تسبب شعور بالضعف أو الإحراج. يميل المتزوجون لفترة طويلة إلى الإقرار بأن المشاكل والخلافات التي بينهم ليست بكثيرة – قد يرجع السبب في ذلك أنهم أصبحوا قادرين على تحديد أهمية المشاكل التي عليهم مواجهتها.
من المهم لغرض توضيح الأمر أن لا يتم تعميم ذلك من خلال ما حصلنا عليه نتيجة 121 عينة فقط. أبدى جميع الأزواج كم غبطتهم – لا نعرف تماماً مدى السعادة التي عاشوها، كما يعد مفهوم السعادة في العلاقات أمر موضوعي.
كانت عناصر المجموعات من العرق الأبيض الأسوياء جنسياً ذوي الحالة المادية المستقرة، كما أن حالاتهم تمت دراستها خلال مرحلة واحدة فقط من حياتهم، لذا تعتبر العينات ضئيلة الحجم.
والأهم من ذلك أنه لم يكن هناك مجموعة أخرى من الأزواج التعساء لكي يتم المقارنة بينهم.
بالرغم من ذلك تقدم الدراسة مؤشرات مهمة يمكن أن تساعدك باختيار الشريك المناسب وتحديد الأمور التي تستحق العراك.
وقد أشارت السيدة راور “قد يكمن السر الذي سيجعلك تحظى بعلاقة سعيدة تستمر طويلاً هو قدرتك على إدراك الفرق بين الأمور التي يمكن حلها والأخرى التي توضع على جنب ليتم تجاهلها”
المصدر: هنا