كتبه لموقع Medical Xpress: تود باتس Todd B. Bates
منشور بتاريخ: 10 كانون الأول/ يناير 2018
ترجمة: عبدالرحمن الكنامة
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: حسام زيدان
[spacer height=”20px”]
[spacer height=”20px”]
إنَّ الأشخاص المصابين بالصرع يعانون من نوبات صرعية جزئية تعرف أيضاً بـ ( النوبات البؤرية ) والتي تبدأ في أحد نصفي الكرة المخية، ومنهم من يعاني من نوبات صرعية معممة تنشأ في نصفي الكرة المخية معاً حسب معهد الصحة الوطنية NIH. فمنذ عهد أبقراط كان لدى الأطباء شكوك بوجود رابط بين الصرع والاكتئاب. والآن وللمرة الأولى التي يتوصل فيها العلماء في جامعتي (Rutgers University) & (Brunswick and Columbia University) إلى دليل قاطع على أنّ نوبات الصرع، واضطرابات المزاج كالاكتئاب مثلاً تشترك معاً بنفس السبب الجيني عند بعض الأشخاص المصابين بالصرع، وهو ما سيساعدنا على تطوير العمليات المسحية، وتطوير العلاجات، وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على نوعية حياة المرضى.
[spacer height=”20px”]
وقد قام العلماء بدراسة العشرات من العوائل التي يعاني العديد من أفرادها من الصرع، وقاموا بمقارنة مأمول الحياة لأفراد هذه العوائل الذين يعانون من اضطرابات المزاج مع العمر الوسطي لسكان الولايات المتحدة الأمريكية. وبدراسة البيانات الناتجة وجدوا أنّ هناك زيادة واضحة في معدلات حدوث اضطرابات المزاج عند الأشخاص الذين يعانون من نوبات الصرع البؤري، في حين لم يُسجل أي ازدياد في المشاهدات عند المصابين بالصرع المعمم.
وبرأي غاري هيمان كبير مؤلفي الدراسة والأستاذ المساعد في قسم علم الوراثة في (Rutgers-New Brunswick University ):
“إنّ اضطرابات المزاج عند الذين يعانون من نوبات صرعية موجودة بوضوح وهي مسألة تحت المعالجة”. ويضيف الدكتور هيمان: “إنّ الأطباء بحاجة للكشف المبكر عن اضطرابات المزاج عند المصابين بالصرع، ولا سيما عند المصابين بالصرع البؤري، أو الجزئي، ويجب على الأطباء معالجة الاكتئاب بالإضافة إلى الصرع، والذي بدوره سيحسن نوعية حياة المرضى بشكل ملحوظ”.
[spacer height=”20px”]
هذا وقد نُشِرت نتيجة الدراسة اليوم ( 10 يناير ) على الموقع الإلكتروني لمجلة (The Journal Epilepsia) وكانت النتيجة داعمة لفرضية أنّ الأشخاص المصابين بالصرع البؤري على وجه خاص عرضة للإصابة باضطرابات المزاج كالاكتئاب. وفي تعليق لهيمان على ذلك: “نحن بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتحديد الجينات النوعية التي ترفع من خطر الإصابة بكل من الصرع واضطرابات المزاج، بالإضافة إلى أهمية فهم العلاقة بين هذين الاضطرابين”. ويشير هيمان إلى وجود علاقة بين الصرع واضطرابات المزاج منذ آلاف السنين. بالإضافة إلى أنّ أبقراط (الملقب بأبو الطب ) كتب عن ذلك منذ حوالي 400 سنة قبل الميلاد: ” إنّ الأشخاص ذوي النظرة السوداوية عادةً ما تتفاقم مشكلتهم هذه إلى الصرع، أو الاكتئاب، وإنّ ما يحدد تطور المشكلة هو المنحى الذي يتخذه هذه الداء في تأثيره، فإذا كان تأثيره على الجسم فسيترقى إلى الصرع، أما إذا كان تأثيره أكبر على الذكاء فسيتظاهر بالاكتئاب.”
[spacer height=”20px”]
إنّ النوبات لدى معظم الأشخاص المصابين بالصرع يمكن ضبطها بالأدوية، والجراحة. وعلى الرغم من ذلك لا نزال أمام حقيقة أنّ الصرع، واضطرابات المزاج كالاكتئاب تؤثر بشكل كبير على حياة المرضى، وترفع من معدلات الإعاقة، وتكاليف الرعاية الصحية، بالإضافة إلى أثر الاكتئاب في زيادة محاولات، وأفكار الانتحار. وعلاوة على ما سبق فقد ظهرت دراسات سابقة أنّ الأشخاص المصابين بالصرع واضطرابات المزاج يعانون من نوبات أسوأ من أولئك الغير مصابين باضطرابات المزاج. وتشير الإحصائيات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى وجود حوالي 2,3 مليون بالغ وأكثر من 450 ألف طفل، ومراهق يعانون من الصرع بالإضافة إلى إمكانية تطور هذا الاضطراب عند أي شخص مستقبلاً. وفي إحصائية أجريت عام 2015 قُدِّرَ فيها أنّ حوالي 16,1 مليون من البالغين فوق ال18 سنة قد تعرضوا لنوبة اكتئاب صريحة خلال العام المنصرم. ويختم هيمان بقوله: ” لقد توصلنا إلى عدد من الجينات المسؤولة عن الصرع، وفهم فيما إذا كان لهذه الجينات دور في اضطرابات المزاج يحمل في طياته أهمية كبيرة، وفي الحقيقة نحن بحاجة إلى المزيد من الدراسة، والأبحاث لفهم العلاقة بين الصرع البؤري، واضطرابات المزاج.
المصدر هنا