سكان تسمانيا الأصليون كانو يعيشون فيها منذ 35 الف سنة. اقدم موقع استيطاني لهم هو وارين (Warreen) المؤرخ الى ما قبل 35 الف سنة. علامات أخرى للاستيطان المبكر تبدو جلية في فنون الصخور (النقوش – petroglyphs) في مواضع عديدة، وبالتحديد في شمال غرب الساحل.
الدوائر هي الرمز المنقوش الأكثر شيوعاً، مع اللوالب أيضاً والسطور من النقاط. والأشكال الرمزية مثل رسوم النعامات موجودة أيضاً وهي أقل شيوعاً.
النقوش التسمانية في بريمينكانا (Preminghana) (يدعى سابقاً جبل كاميرون الغربي)، والظاهرة في الصورة هي ابرز ما يُعرف من نقوش ويقدر عمرها كحد أدنى بـ 1500 سنة.
هناك أيضاً المساكن الصخرية والكهوف المزينة بالمغرة الحمراء والمرسام اليدوي. والتي استخدمت على نطاق واسع من قبل صيادي الوالابي منذ ما لا يقل عن عن الـ 35 الف سنة مضت حتى نهاية العصر الجليدي قبل حوالي 12 الف سنة.
التسمانيون الأصليون انفصلوا عن أرضهم الأصلية قبل 10 الاف سنة عندما ارتفع منسوب مياه البحر بنهاية العصر الجليدي مغرقاً هضاب باسيان الواصلة بين تسمانيا وفيكتوريا. والنتيجة كانت انعزال الناس والمجتمع بممارساتهم الثقافية وتقاليدهم واعتقاداتهم.
الحياة قبل الغزو الأوربي
التغيرات في التركيبات الاجتماعية، الثقافية والمحلية للتسمانيين عبر الزمن لم تكن معروفة على نطاق كبير. رغم وجود أدلة على الغاء الأسماك ذات الحراشف من غذائهم ثم ازدياد اعتمادهم على حيوانات الأرض مثل الكنغر والولب (حيوان شبيه بالكنغر). كما أن النساء كُن يجمعن الأصداف والمحار وصدف البحر وغيرها من المحاريات والبقايا المتجمعة على الساحل التسماني.
حتى ذلك الوقت حينما توقفوا عن استخدام الأدوات العظمية، وبدأوا بصناعة الادوات الحجرية. زوارق الكنو خاصتهم (المشحوف Canoes) استخدمت خلال الألفي سنة الماضية للسفر الى الجزر وجمع الطيور اللاحمة (Mutton Birds) والفقمات اثناء الصيف والشتاء.
كشعوب مترحلة بصورة رئيسية فإن التسمانيين يتبعون التغيرات الموسمية في تجهيز الغذاء، مثل الولب، المحاريات، الطيور البحرية ومجموعة منوعة من الخضروات. وهم يخيمون في تجمعات من عوائل واحدة، مجموعة من هذه المجاميع تشكل جماعة معينة تمثل المجموعة الحاكمة للأرض في المجتمع التسماني. 6 الى 15 جماعة يتكلمون نفس اللغة وقد كان هناك 9 لغات لمجموعات او قبائل في تسمانيا في وقت الاتصال مع الاوربيين.
الدليل الآثاري يوضح أن السكان في تسمانيا كانوا يتوسعون، على الأقل محلياً، منذ 4000 الى 3000 قبل الميلا وحتى القرن الثامن عشر. استخدام النار كان عاملاً رئيسياً في توسعهم هذا.
في بداية القرن التاسع عشر كان يُقدر عدد السكان بـ 4000 الى 10000 نسمة. وقد كان لهم تنظيم اجتماعي وسياسي مشابه لما هو موجود في مجتمعات الصيد والجمع في استراليا وقد كان لهم مفهوم البلد معروفاً لديهم.
المستكشفون الاوربيون زاروا تسمانيا في القرن السابع عشر والثامن عشر واستقر البريطانيون في جنوب الجزيرة في عام 1803. وكانت هذه بداية التفاعل المدمر بين التسمانيين والأوربيين.
الاستيطان البريطاني في تسمانيا
بين الأعوام 1803 و 1823، كان هناك مرحلتين من النزاع بين المستوطنين البريطانيين وبين السكان الأصليين. الأول كان بين عامي 1803 و 1808 حول الطعام والموارد مثل الكنغر، والثاني كان بين عامي 1808 و 1823، عندما قادت قلة النساء بين الفلاحين والبحارة وصيادي الحيتان البيض الى اختطاف نساء من السكان الأصليين لممارسة الجنس واختطاف أطفال لغرض تشغيلهم.
هذه الممارسات تزايدت أيضاً بين قبائل السكان الأصليين. وقاد هذا بدوره الى انخفاض في التعداد السكاني للسكان الأصليين. الأمراض الاوربية أيضاً لم تكن عاملاً حقيقياً حتى عام 1829.
التوسع الرعوي المتسارع قاد الى زيادة التعداد السكاني للمستعمرة مما أدى بالسكان الأصليين للمقاومة منذ عام 1824 فما بعدها. بينما وفر المستوطنون حصصاً للسكان الأصليين اثناء حركتهم الموسمية عبر المقاطعات المسكونة، واعتبروا تلك الممارسة ثمناً للانتهاك، غير أن المستوطنين القادمين لاحقاً لم يرغبوا بالالتزام بهذه الاجراءات.
فبدأ السكان الأصليون بالإغارة على أكواخ المستوطنين للحصول على الطعام. وهذه المقاومة بدأت في عام 1824 عندما قدر ليندل ريان وجود حوالي 1000 من السكان الأصليين في المقاطعات المسكونة.
بين الأعوام 1826 و 1831 نشأ نوع من حرب العصابات بين السكان الأصليين كما لاحظ المستوطنون، بعضهم عرف أن السكان الأصليين يقاتلون من أجل بلدهم. وقامت الحكومة الاستيطانية بعدة إجراءات لتحديد النزاع، والتي بلغت ذروتها بإعلان القانون العسكري في عام 1828.
الحرب السوداء بين الأعوام 1828 و 1832 والخط الأسود في عام 1830 كان نقطة تحول في العلاقة مع الاوربيين. حتى رغم أن القبائل عملت على تجنب الوقوع في الأسر اثناء هذه الاحداث، غير أنهم كانوا مصدومين بحجم الحملات ضدهم.
الانسحاب الى جزيرة فليندرس
قررت الحكومة الاستيطانية أن تغير سياستها من كونها وحدة عسكرية الى تسالمية وكانت قد وظفت بناءاً وواعظاً من لندن، جورج اغسطس روبنسون (George Augustus Robinson) للبحث عن علاقات أفضل مع السكان الأصليين.
انطلق روبينسون الى هوبارت (Hobart) في عام 1830 برحلة دامت شهراً خلال براري تسمانيا مع مجموعة من الخدم المسخرين (convict servants) (تسمية تُطلق على أشخاص يعملون بالسخرة في المستوطنات بأختيارهم من السكان الأصليين لعدد معين من السنوات)، اثنان من قادة السكان الأصليين، ومجموعة من اربعة رجال و ثلاث نساء من السكان الأصليين للبحث عن آخر الجماعات القبلية الناجية.
روبنسون رأى في نفسه ذلك الشخص الذي قد يقوم بتحرير السكان الأصليين المتبقين والمختفين وأن يجمعهم في مكان آمن من اضطهاد البيض. روبينسون تولى 5 أو اكثر من الرحلات المشابهة، حيث يقوم بالتواصل مع كل قبيلة ومجموعة متبقية في تسمانيا.
في عام 1835 عمل روبينسون على اجبار السكان المتبقين الى مستعمرة جديدة في جزيرة فليندرس تدعا ويبالينا حيث وعدهم ببيئة حديثة ومريحة، وأن تتم اعادتهم الى تسمانيا في أسرع وقت ممكن.
تروغانيني
تروغانيني كانت دليلاً هاماً ومترجمة لروبينسون. في عام 1829 أصبحت تروغانيني شريكة لوورادي ورافقا روبينسون سورية في مهماته نحو قبائل البيض بين الاعوام 1830 – 1834.
وقد عملت مع زوجها على مساعدة روبنسون في نقل السكان الاصليين لجزيرة فليندرس.
وحين أوصلا السكان الاصليين للجزيرة مع روبينسون ومهمته، اكتشفا ان برنامج اعادة التوطين ما هو الا تآكل آخر في احتمالية بقاء السكان الأصليين وهم يختارون طريقتهم المفضلة للعيش.
في عام 1839 ذهبت تروغانيني الى ميناء فيليب (المعروف حالياً بميلبورن، فكتوريا) لكنها عادت الى ويبالينا في عام 1842. وفي غضون ذلك مات وورادي في الطريق، وهي ضربة اخرى الى تروغانيني. ثم انتقلت تروغانيني للعيش مع قومها في اويستر كوف في تسمانيا.
لم تكن مستعمرة اويستر كوف ناجحة ومات معظم الناس. وقد عاشت تروغانيني حتى وفاتها في عام 1876.
السكان الاصليين في تسمانيا اليوم
عرفت تروغانيني على أنها آخر تسماني اصلي بقي على قيد الحياة غير ان ذلك غير صحيح. رغم خسارة الكثير من ارواح السكان الاصليين، غير ان التسمانيين الاصليين لم يتوقفوا عن الظهور في عام 1876 – السكان التسمانيون والفن التسماني بقي في الاجيال القادمة من سكان ويبالينا ومناطق اخرى.
حتى منتصف السبعينات، كان الاستراليون البيض يعتقدون ان اخر تسماني هو تروغانيني وانها ماتت في عام 1876. إن ظهور أصوات مؤيدة لقضية السكان الاصليين غير هذه الرؤية بشكل تام، وما هو مقبول على نطاق واسع اليوم هو أن هناك 10000 شخص يحملون إرث السكان الاصليين التسمانيين موجودون حالياً.
ملاحظة من المترجم: رغم أن المقال المترجم ومقالات أخرى تذكر وجود هؤلاء السكان الاصليون حتى يومنا هذا غير انه لا توجد صور لاشخاص من تلك القبائل ولا لقاءات ولا روايات او دلائل على وجودهم. كما لا يسهب كاتب المقال في شرح مجريات النزاع والحروب بين التسمانيين وبين التسمانيين والاوربيين. لكن بلا شك هناك من جينات التسمانيين في بعض السكان هناك ممن انجبوا من قبل النساء اللاتي كان البيض يغتصبونهن مثلاً.
http://www.aboriginalartonline.com/regions/tasmania.php
عملوا خير اللي انقرضوا … شكلهم مو حلو ابدا ..الله يرحمهم