متى يكون ال 1+1 لا يساوي 2 ؟ متى تكون مُدركاً للاشياء من حولك بصورة اكثر وضوحاً؟ فوفقا ل الين لانجر أستاذة علم النفس ومؤلفة كتاب “قوة التعلّم الادراكي”فإن:
“لا شيء نعرفه مستقلٌ تماماً عن السياق تقول لانجر ، وتضيف:”إن إطلالة واحدة من التفكير تجعل الناس يخلطون بين استقرار عقلياتهم مع استقرار الظواهر الكامنة. إن الغفلة هي نهج طائش في الحياة يعطينا قراءة خاطئة للعالم ، وأعتقد أن الغفلة لا زالت قائمة وأننا محتجزين باستمرار بإطلالة واحدة من التفكير”.
واحد من المبادئ الأساسية للسيدة لانجر هو تعزيز القدرة على استقبال المجاهيل الكبيرة بأذرع مفتوحة، وبذا يمكننا جني مكافآت هائلة وليس من خلال رد الفعل التعليمية الشائعة المبنية على الخوف والحرمان. وتؤكد لانجر أيضا على أن هناك فائدة كبيرة من التعلم الإدراكي وهي القدرة على استغلال طاقة “عدم اليقين”بدلا من الخوف منه. وتضيف لانجر “واعلم أنك عندما تتعامل مع هكذا نوع من التعليم ستتعامل مع “البِدَع”والحداثة فأنت ستلاحظ أشياء جديدة وتخلق أصناف جديدة، بدلا من الاعتماد على استذكار مميزات وأصناف تم انشاؤها سابقاً.
وتسترسل لانجر:”عندما نخلق فئات جديدة معتمدة على التعلم الادراكي، فإننا نولي اهتماما للوضع والسياق، حيث سنقوم بتوزيع المهارات إلى فروق أكثر دقة وهكذا نهج مفيد جدا لمدراء الموارد البشرية. فمثلا، في بيئة صاخبة جدا فإن مبرمج ذكي مصاب بالصمم سيكون مرشحا أفضل لوظيفة من شخص آخر له نفس المهارات ولكنه يسمع جيدا، أو إذا كانت الوظيفة لشخص يتطلب منه الجلوس لفترات طويلة فإن إسناد العمل الى شخص على كرسي متحرك افضل من شخص صحيح البدن مع التساوي في المهارات.
تُشير لانجر الى كلمة “هو ذلك ال…”في بداية تعريف الاشياء، والتي تعطي تعريفا قد يشير الى امتلاك الحقيقة المطلقة وأن تلك العبارات المؤكدة لا توّلد افكارا خارجة عن المألوف.
في كتابها هذا، قوة التعلم الادراكي،تُطيح لانجر ببعض الأساطير الشعبية حول أفضل السبل للتعلم ، وواحدة من هذه الاساطير هي أسطورة تعلّم الاساسيات بحيث ما من داعٍ للتفكير فيها، بل تؤكد لانجر “عليك التشكيك في الاساسيات”
وترى لانجر أن لا معنى من أن ننظر للإجابة على نحو صائب أو خاطئ وليس هناك إجابة خاطئة بغض النظر عن السياق الذي وردت فيه الإجابة. بل إن لانجر تذهب ابعد من ذلك، فحقائق ك 1+1=2 يمكن نقلها خارج السياق وتغييرها.
فجمع1+1=2 هو في النظام العشري فقط وليس في جميع الانظمة العددية”تقول لانجر علينا ان نتسائل عندما يقال لنا 1 ففي اي نظام هو؟ لذا علينا ان لا نتعامل مع “الحقائق” كخرسانة غير قابلة للهدم. وتضرب لانجر مثالا اخر، فعند خلط كوب من الخل مع كوب من محلول صودا الخبز ستكون النتيجة اقل من 2 من السائل ، حيث يتم تحويل بعض الجزيئات الى ثاني اوكسيد الكاربون وتُطلق في الهواء كغاز وبالتالي 1+1 لا تساوي اثنان.
وترى لانجر أن التعليم قد يتم على أفضل وجه عندما نعطي أجوبة للمتعلمين تُعطيهم الإحساس أن فيها خطأ وهذا سيوّلد منظور جديد لدى المتعلم لخلق الإجابة. إن فهم سلوك الناس -أو إجاباتهم على الأسئلة من خلال وجهات نظرهم سيعطينا تقييما أفضل لمستوياتهم.
المصدر: هنا