النمو السكاني المتسارع له عواقب عديدة. فهو ينمو بشكل أسرع في البلدان الأفقر. وغالباً ما وجد الربط تاريخياً بين الفقر وبين الخصوبة العالية في المجتمعات، ومعدلات الوفيات في الطفولة. انخفاض معدلات الخصوبة مرتبط ايضاً بتقدم معايير العيش، وارتفاع متوسط العمر، وقلة وفيات الاطفال. الزيادة السكانية والفقر لطالما ارتبطت بالموت المتزايد والأمراض. والناس الذين يعيشون في ظل بنية تحتية ضعيفة يكونون عرضة للكوارث الطبيعية والمشاكل الصحية بشكل مفرط.
ورغم إن معظم فقراء العالم الـ 1.2 مليار نسمة والساكنين في البلاد الأقل تقدماً (LDCs) فإن الفقر موجود ايضاً في البلاد المتوسطة النمو. مثلا 1/5 من مواطني الاتحاد السوفيتي كانوا يعيشون تحت خط الفقر. وفي الولايات المتحدة هناك 33 مليون شخص أي واحد من كل ثمانية امريكان يعيشون تحت خط الفقر الرسمي. التوسع الشديد في عدد السكان مرتبط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بأفقر البلدان وكان سبباً في فقرها.
الفقر هو حرمان مزمن وحاجة على مستوى العائلة. ويعد الفقر مصدر قلق رئيسي للبشر، لأن الفقر يُخضع البشر إلى مستوى متدني من الوجود. الفقراء يفتقرون إلى قدرة الوصول إلى الأراضي الكافية والدخل المطلوب لتلبية متطلباتهم الاساسية. وافتقار الانسان للمتطلبات الأساسية يؤدي إلى ضعف جسدي وصحة سيئة. والصحة السيئة تقلل من القدرة على العمل مما يُفقر الفقير أكثر.
بدلا من السماح للفقر بالاستمرار، من المهم أن نسيطر على أعدادنا لأن هنالك الكثير ممن يفتقرون للغذاء الكافي، الماء، المساكن، التعليم، والوظائف في في المجتمعات التي تعاني من تضخم سكاني. الخصوبة العالية، التي ترتبط تقليدياً بالإزدهار، النفوذ والأمن تُعَرض فرص الكثيرين اليوم للحصول على الخدمات الصحية والأمن للخطر.
البلدان الغنية والفقيرة على حدٍ سواء تتأثر بالنمو السكاني، ومع ذلك فالنمو السكاني للبلدان الصناعية يتزايد بشكل أكثر بطئاً من البلدان النامية. وبحسب معدلات النمو الحالية، فإن التعداد السكاني للبلدان النامية اقتصادياً قد يتضاعف خلال 120 سنة. العالم الثالث، مشكلا ثلاثة أرباع سكان العالم، قد يُضاعف أرقامه ايضاً في خضون 33 سنة. هذا التضاعف المتسارع يعكس حقيقة أن 37% من سكان البلدان النامية هم تحت عمر الـ 15 سنة وهم يدخلون أكثر سنين حياتهم إنتاجية. في العالم الثالث (بغض النظر عن الصين)، 40% من السكان هم تحت الـ 15 سنة عمرا؛ وفي بعض البلدان الافريقية، نصف السكان تقريبا يقعون ضمن هذه المجموعة العمرية.
النمو السكاني الحالي والمتوقع يستدعي زيادة الجهود لتلبية حاجات الغذاء، الماء، الرعاية الصحية، التكنلوجيا، والتعليم. في أفقر البلدان، يتطلب الامر جهوداً هائلة للإبقاء على الظروف الاجتماعية والاقتصادية من الانحدار أكثر؛ أي تقدم في الرفاهية أو جودة الحياة يتنافى مع المزيد من النمو السكاني. العديد من البلدان تفتقر للتجهيزات الكافية للمواد الاساسية المطلوبة لدعم ساكنيها الحاليين. النمو السكاني المتسارع من الممكن أن يقلل من جودة الحياة الكلية ويزيد من معاناة الإنسان على الأرض.
المصدر: هنا