الرئيسية / فلك / مسبار فيلة يعثر على 16 مركبا عضويا على سطح مذنب

مسبار فيلة يعثر على 16 مركبا عضويا على سطح مذنب

هل يمكن أن تكون الحياة قد بدأت بفعل اصطدام مذنب ما؟ اكتشاف مدهش قامت به مهمة روزيتا لملاحقة المذنبات يضيف أدلة جديدة تقترح أن هذا الاحتمال ممكنٌ.

أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، التي تقود ائتلافا يضم وكالة الفضاء الأميركية (NASA) أيضا, أن مهمة استكشاف المذنب (67P) قد اكتشفت 16 مركبا عضويا، مُركّبات وصفتها بأنها «غنية بالكاربون والنيتروجين».

ونشرت الوكالة على موقعها الالكتروني أن الاكتشاف الذي قام به مسبار فيلة يتضمن أربعة مركبات لم يسبق مشاهدتها في أي مذنب من قبل. ويضيف الموقع بأن بعض المركبات «تلعب دورا محوريا في تراكيب ما قبل الحياة للحمض الأميني و السكر، مكونات الحياة».

ويضيف الموقع: «على سبيل المثال، فالفورمالديهايد يدخل في تشكيل الرايبوز الذي يعد عنصرا مكونا لجزيئات مهمة مثل الحمض النووي (DNA). إن وجود مثل هذه الجزيئات المعقدة في مذنب, والذي هو من آثار بداية تشكل النظام الشمسي, يوحي بأن التفاعلات الكيميائية التي حدثت في تلك الأثناء قد تكون لعبت دورا مهما في تعزيز تكوين مواد ما قبل الحياة».

وتعليقا على هذا الاكتشاف، قال مهندس نظام المسبار لورنس أورورك Laurence O’Rourke لسي إن إن, أن هذا اكتشاف مهم. وأضاف قائلا: «إذا سلطنا طاقة على مثل هذه المركبات العضوية، مثل اصطدام مذنب على سطح كوكب ما، يمكن أن يؤدي هذا إلى تشكل الحمض الأميني الذي يدخل في تركيب البروتينات التي هي أساس الحياة نفسها».

وقد أصاب المسبار فيلة مراقبي المهمة بالقلق منذ ارتداده عن سطح المذنب (67P) في نوفمبر 2014. وقد تمكن من أخذ القياسات من موقعين مختلفين؛ مرة عند اصطدامه بسطح المذنب، والمرة الثانية عندما أخذ قسطا من الراحة تحت منحدر.

اتضح بعد ذلك أن الارتداد كان حادثة سعيدة، حيث جعل المسبار محميا من أشعة الشمس اللاذعة، وفي الساعات الأولى من المهمة بث فيلة معلوماتٍ اتضح أنها مشوقة للغاية.

وعلى الرغم من فقدان الاتصال بالمسبار لاحقا عندما واجه نقصا في الطاقة، إلا أنه عاد إلى الحياة وأرسل إشارة إلى مركبة روزيتا الأم في المدار، عندما وجد أشعة شمس كافية على ألواحِه الشمسية ليعيد شحن نفسه.

وقد علم علماءُ المشروع بوجود مشاكل في مرسلات المسبار، وفُقِد الاتصال مجددا منذ تموز هذا العام. لكن يقول أورورك ان فيلة «آلة قوية»، وهناك أمل في استلام إشارة جديدة منه. كما يقول: «لا يمكننا أن نقول أن المسبار قد مات».

 

روزيتا ومهمتها

البعثة في طريقها إلى الوصول إلى منطقة مهمة تسمى بيريهليون perihelion, حيث أنها نقطة في المدار يكون فيها المذنب أقرب ما يكون من الشمس. ويتحرك المذنب (67P) والمركبة المرافقة له بسرعة مقاربة لـ75000 ميل في الساعة، وستصل إلى أقرب نقطة من الشمس في الـ13 من أغسطس قبل أن تكمل الدورة وتبتعد مجددا في طريقها. يعود المذنب كل 6.5 عام.

مع اقتراب المذنب من الشمس، فإن الزيادة في طاقة الشمس يؤدي إلى ذوبان الجليد و يحوله إلى بخار. ويشرح موقع وكالة الفضاء الأوروبية أن الغازات المتحررة تقذف غبار المذنب بعيدا، والذي تبدو كذيل له، وتمتد أحيانا لتصل إلى مئات الآلاف من الأميال في الفضاء.

يقول مات تايلور Matt Taylor على موقع البعثة، وهو أحد علماء مهمة روزيتا: «موقع بيريهليون حدث مهم في روزنامة أي مذنب, وهو مهم أكثر بالنسبة لروزيتا لأنها ستكون المرة الأولى لمركبة ما أن تلحق مذنبا من مسافة قريبة جدا، وهي تمر في هذه المرحلة من مسارها في النظام الشمسي».

وتقول الوكالة الأوروبية أن المهمة قد تم تمديدها حتى أيلول من العام المقبل, عندما تهبط مركبة روزيتا الأم على سطح المذنب.

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

أرقام غريبة حيرت الفيزيائيون

بقلم بول راتنر 30/12/2018 ترجمة: أحمد طريف المدرس تدقيق: ريام عيسى تصميم الصورة: اسماء عبد محمد هل يعتمد عالمنا، بما في ذلك …

إمكانية السفر عبر الزمن

بقلم: جيم خليلي 11 تموز 2019 ترجمة: ريام عيسى إنه السؤال العلمي المفضل للجميع: هل …