الرئيسية / بايولوجي / أقوى عشرة ميزات أكتسبناها من طفرات جينية نادرة

أقوى عشرة ميزات أكتسبناها من طفرات جينية نادرة

 

8- الرؤية الواضحة تحت الماء:

معظم أعين الحيوانات قد صُممت من أجل رؤية الأشياء في الهواء أو تحت الماء وليس كليهما. لذا فأنّ العين البشرية قد صُممت بالتأكيد على النظر في الهواء. فعندما نحاول فتح أعيننا في الماء، نرى كلَّ شيء ضبابي حولنا، هذا لأنّ كثافة الماء تبدو مماثلة لكثافة السوائل الموجودة في أعيننا والذي يحد من كمية الضوء المنكسر المار من خلالها. فضوء منكسر قليل يؤدي إلى رؤية مشوشة.

معرفتنا هذه جعلتنا مندهشين من مجموعة من الأشخاص الذين يُعرفون بالموكن (Moken) والذين يملكون القدرة على الرؤية الصافية تحت الماء، حتى عمق 22متر (75قدم).الموكن يقضون ثمانية اشهر من السنة وهم في القوارب أو على البيوت الطافية. رجوعهم الوحيد لليابسة، يتمثل في الحصول على مواد أساسية، والتي يحصلون عليها من خلال مقايضتهم للأطعمة والقذائف التي يلتقطوها من المحيط. يستخدمون طرقاً تقليدية في جمع الموارد من البحر. فلا يوجد هناك صنّارات صيد، أقنعة أو مُعدّات غوص. فالأطفال هم المسؤولون عن جمع خيار البحر والمحار من قاع البحر.

 فعن طريق تكرار هذه المهمات، أصبحت عيونهم قادرة على تغيير شكلها تحت الماء من أجل الحصول على كمية أكبر من الضوء المنكسر. وهكذا، أصبح من السهولة التمييز بين الطعام والصخور الاعتيادية الموجودة على بعد أمتار تحت سطح البحر.عندما تم اختبارهم، فأن أطفال الماكن سجّلوا ضعف حدّة الرؤية تحت الماء بالمقارنة مع أقرانهم من الأطفال الأوروبيين. هذا مثال على التكيّف الذي بإمكاننا أمتلاكه إذا تطلّبت بيئاتنا ذلك. حيث نجح الباحثون في تدريب الأطفال الأوربيين لكي يؤدوا المهمات بنجاح مثل أقرانهم الماكن.

9-عظام ذات كثافة عالية:

التقدم في العمر غالباً ما يصاحبه مشاكل جسدية، أحدى أبرز هذه المشاكل هي هشاشة العظام، وتعني فقدان العظم لجزء من كتلته وكثافته. وهذا يؤدي إلى كسور في العظام، كسور في الوركين وانحناء في الفقرات لا مفر منه، فلا يوجد نهاية سعيدة لكل شخص.مع ذلك، فأن ليس كل الأخبار سيئة، فهناك مجموعة من الأشخاص يملكون جينات فريدة من نوعها يُعتقد بكونها سر علاج هشاشة العظام.

تم العثور على هذا الجين عند مجموعة من السكان الأفارقة(جنوب أفريقيين ذوي أصول هولندية) الذي يسبب زيادة في كتلة العظام خلال حياة هؤلاء الأشخاص بدلاً من نقصانها. ولكي نكون أكثر تحديداً، فهي طفرة تحدث في الجين المسمى (SOST) المسيطر على هرمون السكليروستين المسؤول عن نمو العظام. أذا حدث وورث الشخص الأفريقي طفرتين جينيتين، فأنه يؤدي إلى حدوث أضطراب في نمو العظام يتمثل في زيادة مفرطة في النمو، التعملق، تشوّه الوجه، الصمم والموت المبكر.

 ومن الواضح أنّ اضطراب نمو العظام هو أسوأ من هشاشتها. مع ذلك، فأنّ وراثة جين واحد لايؤدي إلى حدوث اضطراب، بل زيادة في كثافة العظام طيلة فترة الحياة. على الرغم من أنّ شركات نقل الجينات هم الوحيدون المنتفعون من هذا الجين، فأنّ الباحثين يقومون بدراسة الحمض النووي للأفارقة على أمل الحصول على طرق تُقلّل من هشاشة العظام والاضطرابات الحاصلة فيها. وبناء على ما تعلّموه، فأنّهم قد بدئوا بالدراسات السريرية على مثبطات السكليروتونين التي لها القدرة في تنظيم تكوين العظام.

10- الحاجة القليلة للنوم:

إذا كنت قد حلمت بمزيد من الساعات تضاف الى يومك. لأنّ هناك بعض الأشخاص غير الاعتياديين قادرين على النوم على مدار ست ساعات، وهم لم يكتسبوها من حصولهم على كمية محدودة من النوم، في حين أنّ الكثير منّا يبقى متجمداً في فراشه حتى بعد رنين المنبه الذي يشير الى ثمان ساعات من النوم.هؤلاء الأشخاص ليسوا بالضرورة أكثر صرامة منّا، ولم يقوموا بتدريب أجسادهم من أجل الاكتفاء بست ساعات من النوم. بدلاً من ذلك، فهم يملكون طفرة في الجين المدعو DEC2 والذي يجعلهم قادرين على النوم لساعات اقل من المعدل الطبيعي.

إذا نام الأشخاص الطبيعيون بمعدل ست ساعات أو أقل، فأنّ الآثار السلبية تبدأ في الظهور لديهم على الفور. حيث أنّ الحرمان المزمن من النوم، قد يؤدي الى مشاكل صحية قد يكون بعضها خطير مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. أمّا أولئك الذين يملكون تلك الطفرة، فأنهم لا يعانون من تلك المشاكل المصاحبة لقلة النوم، بالرغم من قلة الوقت الذي يضعون فيه رؤوسهم على الوسادة. الأمر الذي قد يكون غريباً في أنّ جيناً واحداً باستطاعته تغيير كل ما نعتقده بشأن كون النوم من الحاجات الأساسية. الدارسين على هذه الطفرة، يعتقدون أنّها تساعد على النوم بشكل أكثر كفائة. هذا الوضع الوراثي الشاذ، يكون نادراً جداً ونسبته أقل من 1% عند أولئك الذين يتظاهرون بكونهم يحتاجون لفترة نوم قليلة. لذا حتى لو كنت تعتقد امتلاك هذا الجين، فربّما لا تكون كذلك.

 المصدر: هنا

عن Ahmed Alwaeli

Designer, Translator..

شاهد أيضاً

“حمضٌ من بين ملايين الأحماض”: حمض الـ DNA ليس الجزيء الجيني الوحيد

تقديم: مات دافيس بتاريخ: 21. نوفمبر. 2019 لموقع: BIGTHINK.COM ترجمة: هندية عبد الله تصميم الصورة: …

“محرك الوعي” في الدماغ هي منطقة بالغة الصغر

بقلم: ستيفن جونسن بتاريخ: 12/شباط/2020 ترجمة: رهام عيروض بصمه جي تدقيق: ريام عيسى  تصميم الصورة: …