قراء الكتب من افضل الاشخاص لنخوض معهم قصة حب

هل اكملت قراءة كتاب في يوم من الايام؟اي قرآءته بالكامل من بدايته إلى نهايته. هل اغلقت الكتاب وكآنك تصحو ببطىء بعد القراءة، تشعر أنك قد رجعت الأن للعالم بعد رحلة طويلة؟

 

هل اخذت نفسا عميقا وجلست انت والكتاب بين يديك، وتمعنت النظر جيداً في ذلك الكتاب، وكآنه لايوجد شيء غيره امامك؟.

هل شعرت انك ممتن، غزير بالافكار، ومتآمل. وكأنك اكتسبت جزءا خاصا منك بعد أن كنت فاقده، هذا يعني أنك قد اختبرت شيءعميق، عاطفي، وربما مثير. فلقد مررت للتو بتجربة فريدة، من نوعها وبطريقة ما كآنك قد انسلخت من ذاتك بشكل مؤقت.

 

مثل الوقوع في حب شخص غريب لن تراه مرة اخرى، تشعر بالالم والحنين والحزن معاً لانتهاءالعلاقة، ولكن في الوقت ذاته تشعر بالرضى. إنها تجربة تشعرك وكأنك قد احتويت الكثير بداخلك، التواصل العميق مع ذلك الشخص وكآنك امتزجت مع روح آخرى، سوف تشعر بالاكتفاءالنفسي، حتى لو كان ذلك لفترة زمنية قصيرة.

…..

هذا النوع من القراءة، تبعا لمانشرته آني ميرفي بول”Annie Murphy paul”، في مجلة التايم”time magazine”، يسمى القراءة العميقة”deep reading والذي قريبا سيندثر، فالناس الان تتصفح الكتب بسرعة، وتقرأ بشكل اقل.

قراءة الكتب وتبادل تلك الكتابات التي تتم صياغتها بواسطة كُتاب على بطاقات اعياد الميلاد،اصبحت الأن في طريقها للاندثار في وسط هذا التطور الذي يشهده عالم الانترنت ووسائل التواصل الحديثة.

اسوء ما يولده هذا الاندثار الهائل للقراءة، هو انتاج شخصيات ذو تفكير سطحي فقراء الكتب اثبتوا فعلا أنهم من اذكى والطف الاشخاص مقارنة بالاخرين الذين هجروا القراءة، وربما هم الاشخاص الوحيدون الذين يستحقون أن نقع في حبهم في وسط هذا العالم الممتلىء بالسطحية.

تبعاً لدراسة تم نشرها بين عامي 2006 و2009 بواسطة رايموند مار”Raymond mar”، وهو عالم نفس في جامعة يورك في كندا”york university”،مع كيث اوتلي”keith oatley”وهي بروفسورة في علم النفس المعرفي في جامعة تورنتو”Toronto university”، هؤلاء الذين يقرأون الكتب الخيالية يكونون من اكثر الاشخاص تعاطفا وعلما وفهما في الجانب النظري للعقل”theoryof mind”، اي يملكون القدرة على تقبل ارآء الاخرين، بغض النظر اذا كانت هذه الاراء تتناسب مع افكارهم ام لا.

فهم يتفهمون افكار غيرهم، دون ان يرفضوها وفي الوقت ذاته قادرين على الابقاء على افكارهم الخاصة، وهذا مايجب ان يكون عليه الانسان فهي من المفترض ان تكون ميزة فطرية في دواخلنا، ولكنها قبل ذلك تحتاج الى خبرة واسعة في الحياة الاجتماعية وعلى جميع المستويات ليصبح الشخص متقبلا تماماً لافكار غيره، فلربما لاحظت على صديقك السابق عدم تقبله لافكارك بصورة  النرجسية.

فهل رايته يمسك كتاباًمن قبل؟ هل تكلمت معه حول قراءة الكتب؟ اذا كانت الاجابة لا، ربما من الافضل أن تعيدالتفكير في طبيعة علاقتك معه.

 

ليس من المفاجىء أن القراء هم من افضل الاشخاص، فلقد خاضوا تجربة حياة شخص آخر بنظرة مجردة تماما من انفسهم، ليروا هذا العالم بعيون اشخاص اخرين.

 

فهذه الفرصة قد اتاحت لهم قراءة الكثير من الارواح، واستخلصوا الافكار منها. فهم قد مروا بامور لن تفهمها اطلاقا، وعاشوا تجربة موت احد الشخصيات التي لن يلتقوا بها على ارض الواقع ابداً.

 

تعلموا مامعنى أن يكون الانسان امراة، او أن يكون رجل. وعرفوا ماذا يعني أن يتعرض الانسان للمعاناة. فاصبحوا حكماء مقارنة باعمارهم الصغيرة.

 

دراسة اخرى تم طرحها في عام 2010، ايضا بواسطة مار حيث قدم فكرة تثبت انه كلما كان يُكثر من قراءة القصص للاطفال كلما كانوا عقليا اكثر نضجاً لهذا كل من يعتقد أن طفله هو الافضل فهذا ليس صحيحاً، فافضل الاطفال هم قراء القصص، فهم اكثر وعيا ولطفا وفهما للاطفال من حولهم.

 

وذلك لان القراءة تصقل شخصيتك، وتدخل في تكوين تفاصيلها. فكل تلك اللحظات الحاسمة والاحداث التي يمر بها ابطال الرواية التي تقرآها تصبح انت جزء منها.

 

كل ذلك الالم والحقائق قاسية سوف تسكن بداخلك، فانت تسافر مع الكاتب وتختبر الشعور بالالم والحزن والمعاناة التي مر بها الكاتب اثناء الكتابة،سوف تعيش اكثر من حياة في آن واحد لتعود من هذه الرحلة وانت قد تعلمت الكثير.

 

اذا كنت لاتزال تبحث عن شخص يكملك ننصحك بان تبحث عنهم في المكان المناسب، سوف تجدهم في المقاهي،الحدائق وفي محطات انتظار القطارات.

 

لن يتكلموا معك كلام عابر بل سيتحدثون اليك

سوف يكتبون لك رسائل خطية ورسائل نصية بصياغة شعرية، فهم يمتلكون موهبة كتابة الشعر، ولكن ليس بطريقة مبالغة وبغيضة ومكررة ,عادةً لايحبذون الاجابة على الاسئلة واعطاء بيانات حول امر ما، ولكن يتعاملون معك على اساس افكارك العميقة ومعتقداتك الكامنة في داخلك، سوف يثيرون اهتمامك بطريقة صياغتهم للكلمات وبافكارهم.

 

تبعا لدراسة آني ميرفي كانينغام”Anne E. Cunningham”،في جامعة بيركيلي كاليفورنيا، كُتب فيها مالذي تفعله القراءةلعقولنا”what reading does for the mind”،القراءة تقدم لنا درس في المفردات والكلمات والتي لايتم تدريسها للاطفال في المدارس.

 

حاول ان تتعرف على اشخاص يجيدون التواصل مع الآخر ويعرفون كيف يستخدمون الكلمات.

 

 

لن تشعر فقط بالانجذاب اليهم بل إنهم سيفهموك تماما

 عليك أن تقع في حب شخص يستطيع أن يرى روحك.يجب أن يكون هذا الشخص قد استطاع الوصول إلى داخلك،وإلى اكثرالاماكن عمقا في روحك،والتي لم يستطع احد الوصول اليها من قبل،يجب أن يكون هذا شخص ليس فقط يعرف من انت،بل يفهمك تماما بكل تفاصيلك.

 

تبعا لابحاث المعالج النفسي دايفيد كومر كيد”Psychologist David Comer Kidd”،في المدرسة الحديثة للبحوث الاجتماعية،”إن اعظم شيء يفعله الكاتب هو أن يصنع منك كاتبا، إن الخيال الادبي، وعدم اكتمال الشخصية في الرواية مثلاً سوف يجعل عقلك في محاولة دائمة لفهم الناس من حولك”.

 

هذا يثبت ولطالما ثَبُت هذا الشيء، ان كلما قرأ الانسان واصبح قادرا على التواصل مع شخصيات الرواية التي لم يلتقي بها، كلما سيجعله هذا اكثر فهما للاخرين من حوله في عالم الواقع.

 

فهم لديهم مقدرة على التعاطف والتقبل اكثرمن غيرهم، فربما لايتفقون معك في اغلب الامور، ولكنهم يستطيعون أن يروا الامور من منظورك الخاص.

ليسوا فقط اذكياء بل هم حكماء ايضا

أن تكون ذكيا فقط لهو شيء مزعج، ولكن عندما يجتمع الذكاء مع الحكمة فهو امر رائع، ان نكتشف كل يوم شيء جديد مع هكذا اشخاص هو امر لانستطيع مقاومته جميعا، ان الاحتياج للتواصل المرن واللطيف والمحادثات التي تدخل البهجة لقلوبنا هو امر مهم فوق تصورنا، ان تعيش الحب مع قارئ فسوف لن يزيد من مقدرتك على التحدث بل ستصل معه إلى مستويات اعمق في الحوار.

 

تبعا لاني كانينغام، القراء هم من اكثر الناس ذكاءا، نتيجة لزيادة مخزون مفرداتهم وذاكرتهم،مع مقدرتهم في ملاحظة الاشياء الصغيرة. ويمتلكون قدرة معرفية عالية مقارنة بغيرهم، وقدرة في التواصل مع الاخرين بدقة وفعالية واضحة.

 

أن تلتقي بشخص يقرأ هو اشبه بالتعرف على العديد من الارواح في وقت واحد. فهم يحملون خبرة قد اكتسبوها من خلال قراءتهم للكتب مع كل ماتحمله هذه الخبرة من فائدة تؤدي الى نضوج فكري لديهم،وكأنك ترافق في الوقت ذاته أستاذ ،رومانسي مغامر ومكتشف.

 

أن يكون رفيق دربك شخص يقرأ فانت ايضاً سوف تعيش اكثر من حياة في آن واحد.

 

 

المصدر: هنا