الكثير من المواقع الالكترونية مخفية عن موقع غوغل. هنا ستتعرف على محتوياتها.
بقلم: مارك كودمان
تعتقد بأنك تعرف ماهو الانترنت، لكن المواقع الالكترونية مثل فيسبوك وأمزون وإنستغرام هي مجرد قشرة وهنالك عالم أخر خفي يسمى الشبكة العنكبوتية العميقة DeepWeb.
الشبكة العنكبوتية العميقة هي المكان حيث تكون معلومات الانترنت محمية بكلمات مرور او محجوبة خلف جدران دفع الاموال قبل الدخول لها او تتطلب نوعاً خاصاً من البرمجيات للوصول لها- وهي كثيرة جداً.
تقول بعض التقديرات أنها 500 مرة أكبر من الشبكة العنكبوتية الظاهرة التي يتصفحها معظم الناس يومياً. لكن برغم هذا الحجم الكبير، هي بعيدة عن النظر بشكل كامل. طبقاً لدراسة نشرتها مجلة (Nature) فإن فهرسة غوغل لا تمثل أكثر من 16 بالمئة من الشبكة العنكبوتية الظاهرة وبعيدة تماماً عن الشبكة العنكبوتية العميقة. بمعنى أخر فإن أي عملية بحث لا تعطي سوى 0.03 بالمئة مما هو موجود حقاً من معلومات (واحد من كل 3000صفحة). يمكن القول أنها تشبه أن تصطاد في المحيط على عمق قدمين وتحتك خندق ماريانا (اعمق مكان في المحيطات).
معظم محتويات الشبكة العنكبوتية العميقة غير المفهرسة هي قواعد بيانات ليست بذات أهمية مثل ليكسس نيكسس LexisNexis (مختصة بخدمات البحوث) او وثائق مكتب براءات الاختراع الأمريكي. ولكن يمكن تشبيه الشبكة العنكبوتية العميقة بدمية ماتريوشكا الروسية (دمية بداخلها دمية أصغر وهذه بدورها تحتوي على دمية أصغر وهكذا) حيث تحتوي على عالم أكثر خفاءاً، مجتمع أصغر لكنه مهم حيث تتحد الجهات الفاعلة الخبيثة لاهداف شريرة مشتركة. إنها الشبكة العنكبوتية المظلمةDark Web الشبيهة بأنفاق ميترو رقمية واسعة حيث تدار اعمال تجارة قراصنة الكمبيوتر ورجال العصابات والإرهابيين والباحثين عن الجنس مع الاطفال القصر. فيما يأتي عبارة عن عينات بسيطة من السلع والخدمات المتاحة من خلال أحلك أعماق الإنترنت.
الأشياء التي يمكن شراؤها
1.الادوية: كميات من الادوية المشروعة وغير المشروعة من كل نوع متوفرة في عالم الانفاق الرقمي هذا وعلى مستوى الافراد او الوسطاء. طريق الحريرSilk Road وهو متجر أدوية الكتروني تم اغلاقه كان قد جمع 200 مليون دولار أسترالي من أعمال التجارة هذه في 28 شهراً فقط.
2.العملات المزيفة: المال الوهمي هنا يختلف كثيراً في الجودة والتكلفة، ولكن اليورو والجنيه الاسترليني والين كلها متوفرة. بستمائة دولار يمكنك الحصول على 2500 دولار امريكي مزور، مع تطمينات بأن هذه العملات غير قابل للكشف باختبارات الاقلام النموذجية او الأشعة فوق البنفسجية
3.أوراق مزورة: جوازات السفر، رخص القيادة وأوراق الجنسية والهويات مزورة والشهادات الجامعية، و وثائق الهجرة، وحتى بطاقات الهوية الدبلوماسية هي أمثلة عما يتوفر في هذه الأسواق غير المشروعة مثل اونين لخدمات بطاقات الهوية Onion Identity Services. رخصة القيادة في الولايات المتحدة مثلا تكلف ما يقرب 200 دولار اميركي، في حين جوازات السفر من الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة تباع ببضعة آلاف من الدولارات.
4.الأسلحة النارية والذخائر والمتفجرات: الأسلحة مثل المسدسات ومتفجرات C4 ممكن شراؤها بطريقة غير شرعية على الشبكة العنكبوتية المظلمة. يشحن الباعة هذه المنتجات في علب محمية خصيصا لتجنب اختبار الأشعة
السينية او إرسال قطع الأسلحة مخبأة في لعب الاطفال اوالآلات الموسيقية او الإلكترونيات.
5.القتلة المحترفين: مقدمي هذه الخدمات – بما فيهم شركة تدعى بـ H.P. Lovecraft monster C’thulhu – يعلنون عن “حلول دائمة لمشاكل عامة.”
هذه البنادق المستأجرة لكل شيء من الضغائن الشخصية إلى الاغتيالات السياسية تقبل الدفع بالعملة الالكترونية “بتكوين” (bitcoin) وتقدم
ما يثبت الفعل بصور فوتوگرافية.
6.أعضاء بشرية: في اشد الزوايا حلكة لهذه الشبكات المظلمة هنالك سوق سوداء حيوية ومرعبة لأعضاء بشرية حية. الكلية الواحدة مثلاً قد تكلف 200000 دولار، القلب بـ 120000 $، والكبد بـ 150000 دولار، وزوج من مقل العيون بـ 1500 دولار.
الأشياء التي تسهل جرائم الإنترنت
1.العملة المشفرة: النقود الرقمية، مثل بيتكوينbitcoin و داركوين darkcoin ونظام الدفع ليبرتي Libertyتوفر بيئة ملاءمة للمستخدمين لانفاق المال على
الانترنت مع الحفاظ على هوياتهم في العالم الحقيقي مخفية.
2.خدمات استضافة المواقع المحمية: بعض مضيفي المواقع الالكترونية
في دول مثل روسيا أو أوكرانيا ترحب باي محتوى الكتروني ولا تحاول معرفة هويات عملائها الحقيقية، وتقبل الدفع غير المعرف بالنقود الالكترونية بيتكوين bitcoin وتتجاهل بشكل روتيني محاولات تطبيق القانون.
3.الحوسبة السحابية: متابعة نشاطات قراصنة الانترنت hackers
تصبح اقل عرضة للملاحظة من قبل أنظمة الأمن من خلال استضافة برمجياتهم الخبيثة في شركات مرموقة. احدى الدراسات الحديثة اشارت الى أن 16 بالمئة من قنوات التوزيع البرمجيات الخبيثة والهجمات الإلكترونية في العالم بدأت في خدمة أمازون السحابية.
4.برمجيات الجريمة: يمكن للمجرمين قليلي المهارة أن يشتروا جميع الأدوات التي يحتاجونها لتحديد نقاط الضعف في نظام ما لارتكاب السطو على الهويات واختراق الخوادم وسرقة البيانات. نظام برمجي مثل هذا كان كل مع أحد قراصنة الانترنت الذي اخترق نظام نقاط البيع لشركة تارگت Target الامريكية في عام 2013.
5.قراصنة المأجورين: مجاميع الجرائم الالكترونية المنظمة قد تستعين بخدمات قراصنة المأجورين. مجموعة لاينكس Lynx group الخفية الصينية جندت ما يصل الى 100 لص انترنت محترف بعظهم معروف باختراقاتهم لانظمة شهيرة مثل گوگل وادوبي ولوكهيد مارتن.
6.مراكز الاتصال المشبوهة متعددة اللغات: العاملين هناك يمكنهم لعب أي دور مخادع ترغب به، مثل توفير المصادر الوظيفية والتعليمية، وتفعيل التحويلات المالية، ورفع الحظر عن حسابات مخترقة . تكلفة المكالمات حوالي 10 دولار.
كيفية الوصول إلى مكونات الشبكة العنكبوتية المظلمة
متصفح إخفاء الهوية تور ( Torمختصر The Onion Router) هو احد البرامج التي توفر مدخلا إلى الشبكة العنكبوتية المظلمة. يقوم تور بتعديل مسار الإشارات عبر 6000 خادم لإخفاء أصل طلب صفحة ما مما يجعل تطبيق القانون لتتبع زيارة لمواد غير مشروعة من المستحيلات تقريباً. ويستخدم صفحات سرية مع لواحق بصيغة .onionبدلا من .com التي يمكن الوصول إليها مع متصفح تور فقط.
محركات البحث السرية
في منتصف عام 2014، أحد قراصنة الانترنت أوجد گرامز Grams وهو اول محرك البحث موزع لبحث الشبكة العنكبوتية المظلمة. گرامز يُمكّن الراغبين بالجريمة البحث عن المخدرات، والاسلحة، والحسابات المصرفية المسروقة عبر مواقع متعددة مخفية. حتى أنه يحتوي حتى على زر “ضربة حظ” وإعلانات موجهة حيث يتنافس تجار المخدرات على النقرات.
الويكي الجنائي
هو ويكي منظمة بعناية وتضع قوائم للمواقع الالكترونية المخفية حسب الفئة، مثل قراصنة الانترنت، والأسواق، والفيروسات والمخدرات. أوصاف كل وصلة تساعد القادمين الغرباء الجدد للعثور على المواد المطلوبة غير المشروعة.
غرف الدردشة المخفية
كما في العالم الحقيقي فإن مجرمي الإنترنت يتطلعون للحصول على معظم المواد الاجرامية التي يجب التأكد منها قبل التنفيذ. وهناك شبكة من غرف الدردشة والمنتديات التي لا يمكن الانضمام لها الا بالدعوة المسبقة وهي مخبأة وراء عناوين ويب أبجدية-رقمية غير مفهرسة وتوفر الوصول إلى معظم المجرمين في هذا المجال.
المصدر: هنا