مذكرات جندي ألماني شارك في أول هجوم كيماوي بغاز الكلور
وأخيراً قررنا أن نطلق الغاز، لقد كان الراصد الجوي على حق، فقد كان يوماً جميلاً، وكان الجو مشمساً، كانت الأرض خضراء نضرة حيثما كان هنالك عشب، كان علينا أن نذهب في نزهة، لا أن نفعل ما كنا نفعل. أعدنا الجنود المشاة (الألمان) وفتحنا صمامات الغاز، وبحلول وقت العشاء تقريباً بدأ الغاز بالوصول إلى الفرنسيين، كل شيء كان ساكناً كسكون الصخور، وقد كنا جميعاً نتساءل عمّا كان سيحدث.
بينما كانت سحابة الغاز الخضراء الرمادية الضخمة تلك تتشكل أمامنا، بدأنا نسمع فجأة صرخات الفرنسيين، وفي أقل من دقيقة بدؤوا بأكبر موجة إطلاق نار من البنادق والمدافع الرشاشة شهدتها في حياتي، لقد بدا الأمر وكأن كل بندقية في سلاح المدفعية، وكل مدفع رشاش، وكل بندقية كان يملكها الفرنسيون كانت تطلق النار، لم أسمع بحياتي صوتاً مماثلاً.
كان وابل الرصاص الذي يمر من فوق رؤوسنا لا يصدق، إلا أنه لم يكن يوقف الغاز، فقد إستمرت الريح بتحريك الغاز باتجاه الخطوط الأمامية للفرنسيين، سمعنا صياح الأبقار وسمعنا صراخ الخيول واستمر الفرنسيون بإطلاق النار.
لم يكن باستطاعتهم على الأرجح رؤية ما يطلقون النار عليه، وفي غضون 15دقيقة بدأ إطلاق النار بالتوقف، بعد ذلك بدأ الطريق يصبح نافذاً، واستطعنا المسير إلى ما بعد زجاجات الغاز الفارغة. لقد رأينا موتاً شاملاً، لا شيء كان على قيد الحياة.
جميع الحيوانات كانت قد خرجت من جحورها لتموت، كانت الأرانب الميتة وحيوانات الخلد والجرذان والفئرات الميتة في كل مكان، كانت رائحة الغاز لا تزال في الهواء، وقد كانت عالقة في الشجيرات القليلة الباقية هناك. عندما وصلنا إلى الخطوط الفرنسية كانت الخنادق فارغة، ولكن في النصف ميل التالية كانت جثث الجنود الفرنسيين في كل مكان، كان أمراً لا يصدق، وبعدها رأينا بعض الجنود الإنجليزيين، كان بإمكاننا رؤية آثار الخدوش على وجوه الرجال وأعناقهم في محاولة منهم للتنفس.
بعضهم كان قد أطلق النار على نفسه، كانت الخيول لا تزال في إسطبلاتها وكذلك الأبقار والدجاج وكل شيء، وقد كانت جميعها ميتة، كل شيء حتى الحشرات كان ميتاً.
-كتب فيلي زيبرت، وهو جندي ألماني كان شاهداً على أول هجوم كيماوي بغاز الكلور، كتب هذه الشهادة لابنه باللغة الإنجليزية.
كل الشكر لمتحف “في حقول الفلاندرز”، إيبرا، بلجيكا.
……………………….
مذكرات جندي كندي شهد على أول هجوم كيماوي بغاز الكلور
لم ترَ القوات الفرنسية أياً من الإعدادات لجريمة القتل المتعمدة، فبينما كانوا ينظرون باتجاه الخنادق الألمانية في الساعة الخامسة مساءً تقريباً، رأوا سلسلة من نفثات دخان أبيض وبدأ بعد ذلك ضباب أصفر غريب يميل إلى الاخضرار بالتحرك مع الريح، وهو الضباب الذي ظهر فجأة وبشكل غريب في الأجواء في يوم ربيعيّ مشرق، وصل الضباب إلى المتراس، ثم توقف، وتجمع على شكل موجةوهبط بثقله على الخنادق.
“بعد ذلك تحول الفضول المجرد إلى أذى كبير –إحساس بالاحتراق في الرأس، وإبر حارقة في الرئتين، والحلق مشدود كما لو أن شخصاً ما يخنقه، سقط العديدون وماتوا في أماكنهم، بينما هرب الباقون وهم يلهثون ويتعثرون وكانت وجوههم تتلوى من الألم، وأيديهم منبسطة، وكانوا يئنون بأصوات مثل أصوات الخيول من الألم، هربوا مذعورين باتجاه القرويين والمزارعين إلى داخل مدينة إيبرا، حاملين معهم ذلك الهلع إلى من بقي من المدنيين، ومالئين الطرقات بفارين آخرين من كلا الجنسين ومن كل الأعمار.”
-إيه تي هنتر، جندي كندي شهد على أول هجوم كيماوي بغاز الكلور.
مقتبس من كتاب “كندا في الحرب العالمية العظمى” (1919)، معركة إيبرا الثانية.
المصدر: هنا
———-
لقراءة كامل السسلة “مئة عام على الأسلحة الكيمياوية”
2 تعليقان
تعقيبات: Iraqi Translation Project حلبجة.. يوم مرعب ودروس من المأساة شهادة حية وحوار مع الباحث يوست هيلترمان -
تعقيبات: Iraqi Translation Project فرتز هابر .. والد الأسلحة الكيمياوية -