بقلم: جون ميلر
بالرغم من العديد من التعبيرات الطنانة في كلمات مؤتمر دافوس هذا العام، الا أن تعبير “فجوة المهارات” كان الاكثر تداولاً!
ويبدو أن هناك إجماعاً واسعاً على أن من أسباب تلك الفجوة هي طرق التدريس التي عفا عليه الزمن والافتقار الى التدريب العملي، ولكن هناك أراء مختلفة لما يجب فعله او الخطوات المتخذة لتجاوز ذلك.
لكن هناك واحداً من الحضور للمنتدى الاقتصادي العالمي هو الذي استولى على انتباه المسؤولين التنفيذيين في هذا المنتجع الجبلي، وهو شخص يبلغ من العمر 24 عاماً من ولاية نيويورك الامريكية فشل في إتمام دراسته في جامعة كولومبيا.
قُدّم من قبل زعماء العالم على أنه “الرجل الذي لديه 26 مليوناً من الطلبة”، إسمه زاك سيمز ويدير موقعاً الكترونياً منذ 3سنوات اسمه كودكاديمي”Codecademy”* والذي يتمكن من خلاله المستخدم تعلّم ست لغات برمجة شائعة، عبر واجهة بسيطة ومجاناً.
زاك يكاد أن لا يكون من نوع الرجال الذي تلتقيهم في دافوس، فهو يعتذر عند إستخدام كلمات طنانة مثل”مفترق الطرق” ويسخر من شعار دافوس” السياق الرقمي الجديد”، لكنه المثال الحي عن ضحايا “فجوة المهارات”في العالم الاول.
يقول زاك:”عندما كنت أبحث عن مكان للتدريب في سنتي الثالثة، في شركات مثل جولدمان ساكس وشركة ماكنيزي، أدركت أنني لن أمتلك المهارات التي من شأنها أن تكون ملائمة في سياق العمل”!
ويضيف:”لقد كنا نقضي ايامنا في دراسة الاساطير اليونانية، ونقضي الليالي في دراسة الكتب المدرسية السميكة عن النمذجة المالية، وبالتالي برزت لدينا مشكلة نحن الطلاب في جامعة كولومبيا -من الجامعات الخمسة الاولى في البلاد- إننا لا يمكن أن نعثر على الوظائف بعد التخرج، لابد من وجود مشكلة في هذا الامر”.
لذلك قام زاك وبمساعدة صديقه رايان بوبنسكي، بتعليم نفسه لغات البرمجة” لذلك بنينا النسخة الاولى من كودكاديمي” ومن ثم قاما معاً بتوسيع الموقع. ليصبح السيد بوبنسكي الشريك المؤسس وأطلق الثنائي موقعهم في آب 2011.
في عطلة نهاية الاسبوع يستخدم أكثر من 200 الف شخص الموقع. يصل الموقع الان الى ما يقارب ال26 مليون طالب من اكثر من 100 دولة، ليساعد الناس من جميع الخلفيات الاقتصادية لرفع مهارتهم، بما في ذلك سكان مخيمات اللاجئين في افريقيا والامهات العازبات في الولايات المتحدة.
في تقرير عن “القدرة التنافسية للمواهب العالمية” الذي صدر من من كلية ادارة الاعمال والتوظيف اديكو، شدد التقرير على أن المواهب هي “العملة الجديدة للاقتصاد العالمي”، وأضاف التقرير أن ما يُقدّر بنحو 8.4 مليون فرصة عمل ستتوفر لو قللنا “التفاوت بين المهارات وتوزيعها الجغرافي في إشارة الى المهارات المحتملة في المناطق الفقيرة”
وفي حفل دعم الشركات للتعليم الذي يضم قادة بارزين في السياسة والاقتصاد، قال أحد رؤوساء الشركات:”فرضية إنك تتعلم لمدة 25 سنة ومن ثم تعمل ل45 سنة لم تعد قادرة على الاستمرار طويلا”!
مشارك آخر هو قطب الاعمال الامريكية ستيفن شوارزمان يقول:”إن تحسين التدريب يعلّم كيفية التعامل مع عدم المساواة في الدخل”. ورغم أن إجماع واسع يتشكل بأن جذب الاستثمارات هو أصعب من أي وقت مضى، الا أن 13% فقط من اموال اكبر 500 شركة للتنمية الاجتماعية في 2013 ذهبت نحو مشاريع التعليم وفقاً لاحد التقارير. وعلى الرغم من الطلبات المتزايدة على التدريب أثناء العمل الا أن رغبة الشركات لتوفير هذه الفرص تتضائل كما يقول البعض.
واذا كان من رسالة يوجهها زاك الى نخبة دافوس هي التعامل ب”قليلا من المسؤولية” حيث ان الرغبة في التعلم عالية في كل وقت لدى الموظفين. ويضيف”إنه امر مجنون أن اثنين من الاطفال-يقصد نفسه مع زميله رايان-يمكن أن يبدءا شيئاً من غرفة نوم داخل شقة في كاليفورنيا يقوم بتثقيف الناس في عطلة نهاية الاسبوع اكثر مما تفعله مؤسسة رسمية في سنوات”
رابط المقال: هنا
*معلومات ورابط الموقع الذي أسسه زاك سيمز/
كودكاديمي هو موقع تفاعلي يوفر منصة لتعلم لغات برمجة مثل بايثون وجافا سكريبت و روبي وكذلك لغات الترميز مثل HTML وCSS