“العالم ما زال يعج بالاكاذيب والاوهام ويتم توارث الخرافات جيلا بعد جيل والمقاومة ضد ذلك قليلة ولا تُكاد تُذكر”!!
الكاتب: غاي. ب . هاريسون
ترجمة: رعد طالب
تصميم: بهاء محمد
حياتي تحسّنت واصبحت افضل بسبب قرار رئيسي اتخذته بحياتي منذ سنوات عديدة . لستُ متأكداً بالضبط متى حدث ذلك او اذا كان حدث فجأة في لحظة واحدة، ولكنني قررت ان أكون من المتشككين الجيدين والتفكير كعالِم في كل يوم وفي كل الامور.
قد يكون خيارا بسيطا لكنني استطعت من خلاله ان أنظم وقتي ومالي وتفاديت من خلاله الكثير من الحرج والندم ايضا.
انا لم أتخذ هذا الطريق لأشعر بالتفوّق او كي انظر بإستعلاء لمن يؤمنون ببعض الخرافات والاشياء من حولي ، فالشك لا يعني الغطرسة ابدا، كما لم اتخذ هذا القرار لانني اود ان احيا حياة باردة خالية من المشاعر والعواطف والغموض،
فالشكوكية لا تستنزف الفرح والبهجة من الحياة بل يمكن ان تُضيف أليها الكثير.
التفكير كعالِم لا يعني ان المرء لا يمكنه ان يتمتع بالخيال والغرابة بل وان يحلم احلاما مستحيلة.
التفكير متشككاً لا يعني انك ستتجاهل العديد من الاسئلة التي لم توجد لها اجابات بعد والموجودة في كل مكان حولنا.
انا اعتقد ان من البساطة تبني الشكوك لانني ارى ان من المنطقية ان تُقلل كميّة الاكاذيب والاخطاء وسوء الفهم من حياتك. فأنا لا اريد المخاطرة بأن اكون فريسة سهلة للمحتالين .
اذا لم اتشكك في كل ادّعاء طوال حياتي، كان يمكن ان يُشكل ذلك خطرا على حياتي كأن أتعالج بأدوية غير مناسبة او غير فعّالة او أُهدر اموالي على امور تافهة ..
فهناك الكثير من المحتالين الذين يتحدثون بسلاسة ويروجون لمنتجاتهم المغرية التي قد تكون بلا قيمة، فكيف اجعلهم لا يخدعونني؟
كم من المواقف التي ستواجهها بحياتك والتي ستسبب لك القلق والمخاوف؟ كيف ستتعامل معها؟
انا قلق من الناس التي تثق في كل شيء واشعر بالحزن عندما يتم خداعهم، فلا ينبغي ان يكون هناك الكثير من الضحايا.
هذا الكتاب سيُظهر لك كيف ان التشكيك يكون في حالات كثيرة امر جيد ويمكن ان يُساعدك لضمان حياة افضل وسيُظهر لك طُرُقا اكثر فاعلية في التعامل مع الاصدقاء وافراد اسرتك الذين يمتلكون معتقدات مغايرة وفضفاضة.
الشكوكية غير الكافية ربما هي اكبر ازمة عالمية غير معترف بها ويجب ابلاغ الجميع عن مدى خطورتها، فالتشكيك يمكنه تغيير الجنس البشري نحو الافضل.
التشكيك هو واحد من اكثر اسلحتنا الدفاعية غير المُستغلة، الساسة نادرا ما يذكرونه، المعلمون لا يُدرسونه، عدد قليل من الآباء يُشجعون ابناءهم على الشكوكية .
العالم ما زال يعج بالاكاذيب والاوهام ويتم توارث الخرافات جيلا بعد جيل والمقاومة ضد ذلك قليلة ولا تُكاد تُذكر.
انظر الى التكلفة الهائلة للادعاءات التي لم تُثبت صحتها والمعتقدات الوهمية التي ساهمت في خسارة الناس لحياتهم او تسببت في مرارتها. فمعظم الناس يقللون من قيمة اتخاذ الافكار اللاعقلانية وخطورتها .
هذا الكتاب هو عن كيفية التفكير، أريده ان يكون مُلهما للقراء لممارسة التفكير بانفسهم بالطرق المنطقية المعقولة ، فان لا اريد ان ينظر اليّ القراء كسلطة بل ان يعتمدوا على تفكيرهم الخاص، هو دعوة للاعتماد على الذات ، هو للعيش ضمن العالم الحقيقي وتجنب الوقوع في مصائد المحتالين والمجانين، ان لا تكون مخدوعا باحد ما لانك لم تستخدم عقلك.
التشكيك يخلق لك استعدادات جيدة لكل شيء من خلال معرفة التفكير بشكل نقدي والتصرف بحكمة.
ويحتاج الشكوكيون ان يعرفوا الحقائق الاساسية لكيفية عمل الدماغ البشري فكل شيء يبدأ هناك.
ان التشكيك وبمساعدة معرفة بعض المعلومات الاساسية عنكيفية عمل الدماغ هو مسالة مهمة للجميع، بغض النظر عن الذكاء والتعليم والموقع الوظيفي والحالة الاجتماعية ومبالغ الدخل السنوي.
فالجميع عُرضة للوقوع فريسة للمعلومات غير الصحيحة او الخداع ، ومُعرض للاعتقادات الخطيرة ايضا ، ان كُنت تنكر ذلك ، فانت اكثر عرضة للهراء والوهم.
لحسن الخظ، الدماغ الذي قد يكون مُعرضا للخداع ويُسبب لنا الفشل يمكن ان يكون وسيلة حماية جيدة لنا ، فالدماغ يمكن ان يكون اكثر يقظة وفعالية لي ولك ويمكن ان يكون مصدرا للمشاكل ، فالامر متروك للتفكير والشكوكية.
الكتاب كاملا:http://www.amazon.com/Guy-P.-Harrison/e/B001JP2MJC