الرئيسية / تأريخ وتراث / عشرة من أقدم التحف الأثريّة في العالم

عشرة من أقدم التحف الأثريّة في العالم

نمتاز نحن، معشر البشر، بإمتلاكنا لنوع خاص من الرهبة فيما يخصّ أقدم أمثلة لثمار إبداعنا وذكاءنا. وكما ناقشنا سابقا، فإنّ التحف الأثريّة التي أنتجناها تشكّل جزءا كبيرا ممّا يفصلنا عن الحيوانات، ولهذا فإنّنا نشعر بفخر مبرّر حيالها. ولهذا فإنّنا إذا ما نقّبنا عن أثر ما وقلنا بأنّه الأوّل، أو على الأقل “أقدم ما نمتلكه” فإنّ لهذا الأمر أهميّة عظمى.

 

10- أقدم كتاب أوروبي سليم

 0141

ما هو أقدم كتاب ناجي في العالم؟ بما أنّ تعريف مصطلح كتاب أمر مختلف عليه منذ البداية الأولى للأدب، فإنّه سؤال تصعب الإجابة عليه ويمكن ببساطة أن يشمل موضوعا آخرا بالكامل.

على أيّة حال، فإنّ أقدم كتاب أوروبي سليم ومصمّم على الطراز الذي لا نزال نستعمله في هذه الأيّام هو إنجيل القدّيس كوثبرت St. Cuthbert Gospel (ويعرف أيضا بإسم إنجيل ستونيهورست أو إنجيل يوحنّا للقدّيس كوثبرت) وقد كتب الإنجيل المجلّد بغلاف جلدي أحمر ويضمّ صورا، باللغة اللاتينيّة في القرن السابع الميلادي.

في عام 2012، دفعت المكتبة البريطانيّة في لندن مبلغا صاعقا مقداره 14 مليون دولار للجمعيّة اليسّوعيّة في بلجيكا والتي كانت تمتلك الكتاب، بعد ما يعتبر أكبر حملة تمويل ناجحة في تاريخ الأمّة. والآن تتوفّر منه نسخة رقميّة كاملة على الشبكة العنكبوتيّة. – الرابط –

ويعتبر الكتاب نسخة من إنجيل يوحّنا، تمّ صنعها أساسا في شمال شرق إنكلترا للقدّيس كوثبرت وفد وضعت في تابوته قبل ما يزيد عن 1300 عام عندما توفيّ. وعندما بدأ الفايكينغ بالإغارة على الساحل الشمالي الشرقي من إنكلترا، هجر المجتمع الرهباني للقدّيس كوثبرت أماكنهم في جزيرة يندز فارن Lindisfarne وأخذوا الناووس معهم، ليحفظوا الكتاب ما أن إستقرّوا في دورهام Durham. وقد تمّ فتح النعش عام 1104 عندما تمّ بناء ضريح جديد من أجل القدّيس، فتمّ إكتشاف الكتاب وحفظه، وإستمرّ للتنقّل من يد لأخرى حتّى وصل إلى أيدي اليسّوعيّين.

 

9- أقدم عملة نقديّة معدنيّة رسميّة

 0240

قبل العملات المعدنيّة المصدرة من قبل الدولة، كانت شارات بدائيّة تشبه العملة المعدنيّة تصدر من قبل التجّار الأثرياء والأشخاص المؤثّرين في المجتمع، بعضها كمواد تجاريّة وأخرى كإشارة للمحطّات. وعلى الرغم من وجود بعض النقاشات حول المسألة، فإنّ معظم الخبراء يتّفقون على أنّ أقدم عملة معدنيّة حقيقيّة في العالم هي الثلث دينار الليدي Stater أو Trite والذي سكّه أوّل مرّة الملك ألياتّس Alyattes في ليديا – آسيا الصغرى (تركيا الحاليّة). وهي تحمل نقشا مدهشا لرأس أسد يزأر على أحد وجهيها ومربّعين مختومين بختم رصّ النقود المعدنيّة كوّنتها ضربات مطرقة أثناء عمليّة سكّها على الوجه الآخر. وتمثّل ضربة الختم هذه طبعة المطرقة التي تستعمل لإدخال قطعة النقود في القالب الذي يشكّل وجهها الأمامي، كما كان يعتقد بأنّها تظهر نقاءها أيضا.

وهذه العملة مصنوعة من الإليكتروم، وهي سبيكة من الذهب والفضّة وبالتالي أصلب من الذهب لوحده. وقد كان يشار إليها في العالم القديم بإسم “الذهب الأبيض” وكانت تستعمل في التجارة بشكل واسع النطاق في تلك الأزمنة. وقد إنتشر إستعمال النقود المعدنيّة إلى اليونان القديمة فيما بعد، ومن هناك، إنتشر إستعمال العملة في عموم العالم الغربي. ويعتقد بأنّ ثلث الدينار “الستاتر” الليدي كان يعادل ما يقارب راتب شهر واحد.

وقد كانت تلك النقود المعدنيّة قد سكّت في فترة ما بين 660-600 ق.م. ووفقا لمعايير جامعي العملات المعدنيّة، فإنّها ليست نادرة جدّا (ويمكنك الحصول على واحدة منها مقابل 1000-2000 دولار أميركي). هنالك العديد من النماذج الأكثر ندرة، تضمّ إختلافات في صور الأسد، الأختام، والوزن بما في ذلك الستاتر الليدي (14 غم) وسدس ستاتر (2.35 غم) وجزء من 12 ستاتر (1.18 غم).

 

8- أقدم بناء خشبي قائم لحدّ الآن في العالم

 0344

أقدم مبانٍ خشبيّة لا تزال قائمة في العالم هي تلك الواقعة في معبد هوريو-جي Horyu-Ji البوذي في إيكاروغا Ikaruga في مقاطعة نارا في اليابان. أربعة من المباني في المعبد التي لا تزال سليمة تماما، تعود في تاريخها إلى عصر آسوكا في اليابان.

وقد بدأ العمل في إنشائها عام 578 ميلاديّة بأوامر من الإمبراطور يوماي Yomei، كنوع من الصلاة شكرا على شفائه من المرض. ولم تكن كيوتو عاصمة اليابان بعد في ذلك الوقت، ولم تزل البوذيّة دينا فتيّا أيضا.

وما أن توفيّ الإمبراطور، أكملت وريثته الإمبراطورة سويكو Suiko، والوصي على عرشها الأمير شوتوكو البناء عام 607 للميلاد. وقد تعرّض المجمّع الأصلي للحريق عام 670 وأعيد بناءه في فترة ما قبل العام 710. وبما أنّ المعمار الياباني الأصلي معرّض للحريق، فإنّها لمعجزة أن تبقى هذه المباني سالمة طوال تلك الفترة التي تلت إنشاءها الأخير. ويتألّف مجمّع المباني من معبد بوذي “باغودا” مركزي مؤلّف من خمس طوابق، وقاعة ذهبيّة بالقرب منه، بوّابة داخليّة، والجزء الأعظم من ممرّ خشبي يحيط بالمنطقة المركزيّة.

ويلقي بعض المؤرّخين شكوكا حول ما إذن كان الحريق الذي يفترض بأنّه قد مسح مجمّع المعابد قد حدث فعلا أم لا. وإذا لم يكن الحريق قد حدث، فهذا يعني بأنّ المجمّع أقدم بكثير. ولكن حتّى إذا كان الحريق قد حصل، فإنّ المجمّع قد شهد إستخداما مستمرّا طوال 14 قرنا الآن وهو أحد مواقع التراث العالمي المسجّلة لدى منظّمة اليونسكو.

ويخدم معبد هوريو-جي اليوم أغراضه الرئيسيّة كما يضمّ كنوزا من عصور آسوكا ونارا المهمّتين في التاريخ الياباني. وقد ذكر المعبد أيضا في كلاسيكيّة الأدب الياباني “قصّة غينجي” The Tale of Genji.

 

7- أقدم تصوير للشكل الإنساني

 0444

يعد تمثال فينوس هولة فليس HohleFels أقدم تمثال في العالم يصوّر الشكل الإنساني. ومع الإستثناء المحتمل لتمثال الأسد الرجل “ذو الشكل الحيواني”، فإنّه أيضا التمثال الأقدم الغير مختلف عليه من فن عصور ما قبل التاريخ ممّا تمّ العثور عليه حتّى الآن (الرجل الأسد، على أيّة حال، يصوّر شخصا غير إنساني أو نصف إنساني).

ويبلغ إرتفاع التمثال الصغير البالغ عمره 40000 عام حوالي 6 سم وهو منحوت على عاج الماموث. وكما هو الحال مع العديد من تماثيل فينوس، فإنّه يصوّر إمرأة شهوانيّة بنهدين وردفين بارزين مبالغ في حجميهما وفرج ضخم ناتيء. وكما هو حال العديد من التماثيل المشابهة، فإنّ هذا التمثال أيضا يفتقد إلى الرأس، لكنّه يضمّ حلقة منحوتة فوق الكتف الأيسر مع سطح متآكل يفترض كونه قد كان يلبس على شكل عقد.

إنّ عدد التماثيل التي تمّ العثور عليها لحدّ الآن، وإهتمام أسلافنا في صنعها يشيران بأنّها كانت ذات أهميّة قصوى بالنسبة للبشر الأوائل. ويعتقد العديد من الباحثين بأنّها كانت تستخدم كطواطم للخصب، لكنّ حقيقة معناها لا تزال غير معروفة إلى حدّ كبير.

وقد عثر على تمثال فينوس هذا في كهوف هولة فيلس HohleFels في منطقة شوابيا الجوراسيّة Swabian Jura بالقرب من مدينة أولم Ulm جنوب غرب ألمانيا، وهي منطقة أقدم آلة موسيقيّة في العالم حتّى الإسكتشافات الأخيرة عام 2012. وقد عثر على التمثال على شكل ست قطع على عمق 3 أمتار تقريبا تحت أرضيّة الكهف وسط بقايا حيوانيّة، عظام منهوشة، وبقايا تشذيب حجر الصوّان.

وتضمّ كهوف هولة فيلس أيضا أدلّة عديدة على إستيطان بشري طويل الأمد في عصور ما قبل التاريخ، كما يعتبر موقعا للعديد من الإكتشافات بما في ذلك تمثال الأسد الرجل. وقد أعتقد في باديء الأمر بأنّ عمر هذا النحت حوالي 30000-31000 عام، لكنّ تقدير تاريخ العظام التي عثر عليها بالقرب من التمثال بواسطة نظير الكاربون المشعّ، رجّح بأنّ عمر تمثال الأسد الرجل حوالي 40000 عام. كما إنّه قطعة فنيّة جديرة بالملاحظة لأنّها تمثيل فنّي لشكل خيالي ممّا يوفّر دليلا مبكّرا بأنّ البشر كانوا قد طوّروا قشرة مخ ما قبل جبهيّة معقّدة Prefrontal cortex  في ذلك الوقت.

 

6- أقدم الآلات الموسيقيّة

0540

في عام 2012، إكتشف باحثون أقدم الآلات الموسيقيّة في العالم، عمرها حوالي 42.000-43.000 عام. وقد تمّ تشخيص اللقى من قبل الأستاذ نيك كونارد، الباحث في جامعة توبنجن Tuebingen والذي كان رئيس بعثة التنقيب بالنسبة لحامل الرقم القياسي السابق – أعلاه – والتي عثر عليها في منطقة قريبة عام 2009.

الآلات عبارة عن مزامير عظميّة، إحداها مصمّمة من عاج ماموث، والأخرى من عظام طائر. وقد عثر عليها في كهف غايسنكلويسترله Geissenkoesterle في منطقة أعالي الدانوب في جنوب ألمانيا. ووفقا لما تمّ العثور عليه في هذا الكهف وكهوف أخرى في المنطقة وحولها، يعتقد بأنّ البشر قد دخلوا المنطقة قبل حوالي 39.000-40.000 عام خلت، قبل الفترة المناخيّة شديدة البرودة بقليل.

ويعتقد البروفسور كونارد بأنّ هذه اللقى التي تمّ جمعها من المنطقة تشير إلى أنّها قد خدمت كممر لدخول الإبتكارات التقنيّة إلى أوروبا في ذلك الوقت. وربّما تكون الموسيقى قد أستخدمت من أجل الترفيه أو شعائر دينيّة وقد تكون جزءا من مجموعة من السلوكيّات التي سمحت للإنسان المبكّر في تفوّقه وإخراجه لإنسان النياندرتال من المنافسة.

يعتقد بعض العلماء بأنّ القدرة على عزف الآلات الموسيقيّة ربّما تعود لفترة أقدم من ذلك بكثير. ويعتقد البروفسور كريس سترنجر، الباحث في أصول الإنسان في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، والذي عمل على الآلات الموسيقيّة التي أكتشفت في كهوف هولة فيلس جنوب غرب ألمانيا، بأنّ البشر ربّما يكونوا قد إمتلكوا مهارات إبداع ثقافي متقدّم منذ عهود مبكّرة تعود إلى أفريقيا قبل ما يزيد عن 50.000 عام مضت أو حتّى أقدم من ذلك.

 

 5- أقدم لوحات الكهوف

0638

حتى عام 2014 كانت أقدم لوحات الكهوف المعروفة يبلغ عمرها بحدود 30,000- 32,000 سنة وكانت رسوم لحيوانات العصر الحجري القديم الأعلى، وكان قد عثر عليها في كهف شوفيه في وادي نهر أرديتشي في فرنسا.مع قلة الأدلة التي تثبت عكس ذلك كان يُعتقد على نطاق واسع إن إنفجاراًفكرياً في الفن الرمزي بدأ في وقت مبكر في أوروبا أثناء هذا العصر لكن إكتشافاً جديداً في جزيرة سولاويسي الإندونيسية، شرق بورنيو يتحدى هذه الفكرة.

ففي سبتمبر عام 2014 أكد العلماء أن بعض لوحات الكهوف المكتشفة هناك يمكن أن يعود تاريخها لأكثر من 40,000 سنة.تحتوي هذه اللوحات على بصمات أيادٍ رسمت (على غرار لوحات تحمل بصمات وجدت في أماكن أخرى من العالم) لوحات لحيوانات محلية. واحدة من اللوحات هي لحيوان محلي يسمى Babirusa(خنزير الهند) تم التأكد من أن تاريخها يعود لـ35,400 سنة على الأقل، مما يجعلها رسمياً أقدم عمل معروف منصنف ضمن الفنون التصويرية. كما إنه من المحتمل أن يكون هذا الفن قد تطور بشكل مستقل في أماكن مختلفة من العالم فهناك أدلة أخرى تثبت على أن أوروبا ليست هي المكان الوحيد لمنشأ الفن.فقد تم العثور على آثار صبغ أوكسيد الرصاص الأحمر (تستخدم عادة في رسومات الكهوف) في إسرائيل يعود تاريخها إلى قبل 100,000 سنة، كما تم إكتشاف حاويات صنع الطلاء في أفريقيا يعود تاريخها إلى ما يقارب 100,000سنة مضت.المثال الأخير هو أيضاً لأقدم حاوية معروفة في العالم.

 

4- أقدم ساعة ميكانيكية مازالت تعمل

0744

أقدم ساعة في العالم هي الساعة الميكانيكية الضخمة التي تقع في كاتدرائية سالزبوري في جنوب إنجلترا. تم تصنيعها بتكليف من المطران إيرغوم بحدود عام 1386 وتتكون من عجلة ونظام تروس مربوطة بجرس الكاتدرائية بواسطة حبال وتدق مرة واحد عند إكتمال كل ساعة. يتم السيطرة على آلية العمل الداخلية للساعة بنظام يسمى “القضيب وعجلة التوازن”.

كلمة “clock” جاءت من “glocke” باللغة الألمانيةومعناها جرس فقد كانت الساعات الأولى تعمل عادة وهي مربوطة بأجراس. قبل أن تدخل هذه الساعات حيز الإستخدام اليومي كان علماء الفلك هم فقط من يقوم بإستخدامها بشكل منتظم. فقد كانت الساعات الشمسية أو الساعات المائية أكثر أنواع الساعات إنتشاراً وإستخداماً. بينما قسم علماء الفلك الأوروبيين اليوم إلى 24 ساعة كان معظم الناس قد قسم اليوم إلى 12 ساعة ليلاً ومثلها نهاراً مع تغيرها في الطول من يوم إلى آخر. أصبح الإعتماد على الساعات الميكانيكية إيذاناً ببدء ضبط الوقت بصورة أكثر دقة.وبالمناسبة هناك ساعة ميكانيكية أخرى أقدم بقليل تم صنعها في ميلانو في إيطاليا عام 1335 ولكنها متوقّفة عن العمل.

 

3- أقدم الأقنعة في العالم

0843

 أقدم  الأقنعة هي مجموعة من أقنعة حجرية يبلغ عمرها 9,000 عام تعود إلى حقبة العصرالحجري الحديث وقد تم العثور عليها في إسرائيل الحاليّة. تم جمعها من مواقع في صحراء وتلال يهودا ومعروضة حالياً في متحف إسرائيل في القدس.

الأقنعة بحد ذاتها عبارةعن وجوه منمنمة (على الأقل بعض منها تمثل شكل جماجم) مع فتحات على طول حوافها لكي يتم إرتدائها أو قد يكون تم إستخدام الثقوب لإظهار الشعر من خلالها للحصول على تأثير واقعي،أو لتمرير الخيوط من خلالها لتعليقها على الركائزأو مذابح المعابد.

الباحثون غيرمتأكدين فيما إذا كان قد تم إرتدائها أم تم إستعمالها لطقوس شعائرية، لكنهم لاحظوا إن ملامحها تبدو مصممة لتكون مريحة للإستخدام البشري. على سبيل المثال، تم نحت العيون بشكل يمنحها مجال واسع للرؤية.

هذا وتصوّر رسومات الكهوف القديمة الناس وهم يرتدون أقنعة، كما يعتقدعلماءالآثارأن العديد منها مصنوعة من مواد قابلة للتحلل، لذلك فقد إختفت إلى الأبد مما يجعل القلة القليلة التي تُكتشف ذات قيمة أكبر.

2- أقدم مثال لتصميم مجرد

0939

في عام 2007 أكتشف علماء الآثار الذين كانوا يدرسون أصداف الرخويات التي تم جمعها من جزيرة جاوة في إندونيسيا بأنه يوجد في إحداها ثقوب مميزة بالقرب من المكان التي تلتحم فيه نصفي القشرة مما يدل على إن شخص ما قد قام بإستخدام الأدوات عليها.

في عام 2014 أكد فريق من الباحثين بأن الصدفة كانت على الأرجح أداة من نوع ما، فالنقوش هي من صنع الإنسان وعلى الأرجح من صنع “هومو إيريكتوس” الذي كان يُعتقد بقدرته على إستعمال الأدوات الحجرية فقط. لكن أكثر الأمور المثيرة للدهشة هو النمط المتعرج للنقوش يشير إلى إنها تمثل أقدم أنواع الفن التجريدي التي تم صنعها من قبل أسلاف الإنسان لحد الآن.

قام فريق من الباحثين من جامعة ليدن في هولندا بقيادة جوزفين يووردينس بتقدير عمر الصدفة بحاولي 500,000 سنة. حيث أثبتواعن طريق إستخدام المجهر بإن العلامات تم نحتها أي لم تتكون من قبيل الصدفة ليبينوا بأنه تم صنعها خلال عملية واحدة، مظهرة نقاط إنحناء حادة في الزوايا كدليل على مهارة متمرسة. ووجدوا أيضا بأن الثقوب المنحوتة في العديد من الأصداف كانت قد تم إنجازها بواسطة أسنان سمك القرش،والتي تم العثورعليها أيضا في ذات الموقع. وبما إن  النقوش كانت قد أظهرت آثارا واضحة لعوامل التعرية فقد تم إستبعاد أن تكون هناك خدعة أو بأن يكون قد تم وضع هذه العلامات على الأصداف من قبل الباحثين.

ومع ذلك، فإنه من السابق لأوانه مناداة الأدلة بالقاطعة فليس من الواضح بإن “الهومو إيريكتوس” كان له حضور بارز على الجزيرة فقد تكون النقوش أعمال لاحقة من قبل “الهومو سابينس”. وحتى يتم العثور على المزيد من الأدلة لا يمكن الوصول إلى إستنتاج راسخ. لكن حتى لو لم يتبين بأن النقوش كونها رمزية بشكل متعمد تبقى على الأقل كونها أقدم خربشة وجدت لحد الآن.

 

1- أقدم  الأدوات المعروفة

1040

أكثر الأدوات قدماً تم العثورعليها في جونا، إثيوبيا ويقدر عمرها بـ 2.5 –2.6مليون سنة وهذا لايجعلها أقدم الأدوات فحسب وإنما أقدم القطع الأثرية في العالم لحد الآن. ويشار إلى هذه الأدوات بإسم أولدوان نسبة إلى ممر ضيق في أولدوفاي, تنزانيا وتتكون من قطع من الصخورالحادة المدقوقة تم إستخراج نواتها وتستخدم لفرم وكشط اللحم من عظام الحيوانات. تم إكتشاف 2,600 قطعة من هذه الأدوات في موقع الحفريات لكن لم يتم العثور على أي بقايا بشرية لتترك هوية صانعي الأدوات موضع جدل ومما هو معروف تسبق هذه القطع أقدم بقايامعروفة من صنع جنس”الهومو”في المنطقة. تم العثورعلى أدوات مماثلة في أجزاء أخرى من أفريقيا، وأقدمها يعود تاريخا لحوالي 2.3 – 2.4 مليون سنة مضت.

 

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

كيف بدأ تقليد أشجار عيد الميلاد؟

كتبه لموقع انسايكلوبيديا بريتانيكا: آمي تيكانين نشر بتاريخ: 14/ 12/ 2018 ترجمة: سارة الأعرجي تدقيق: …

هل النبي محمد شخصية حقيقية؟ خلاف بين الباحثين في الدين الإسلامي

كتبه لموقع شبيغل أونلاين: ياسين موشربش نشر بتاريخ: 18/ 9/ 2018 ترجمة: إبراهيم العيسى تدقيق: …