تعد «الهندوسية» ثالثِ أعظم الديانات الكبرى، والتي تمتلك أكثر من 870 مليون من المؤمنين بها. تعود الهندوسية بالوراء إلى 5000 ق.م والتي تضم العديد من الاعتقادات المتنوعة (المتناقضة مع العقائد المسيحية والإسلامية، حيث إن الأخيرين انبثقا من مُؤسس واحد) لتجعل منها أقدم الديانات العبادية الطقسية، وقريبة من «الجينية» و«السيخية» و«البوذية».
تعود مبادئ هذا الدين إلى نصوصٍ مقدسة تدعى بـ «الڤيدات» و«الاوپنشياد» وكذلك «البهاجاڤاد غيتا».
هناك العديد من قصص الخليقة الهندوسية. عائدة إلى العالم الأول، أو الكون؛ والذي لم يتواجد بعد. كذلك، وعلي الرغم من الاعتقاد الشائع هو الإله الواحد المتعالي، الا إن النصوص الهندوسية تعتبر الالهة هي امتداداً لهذا الإله الواحد.
الربُ «براهما» هو خالق الأكوان، وأول الآلهة الثلاثة. وإن ثاني إلهان من الالهة الثلاثة هما «ڤيشنو» المحافظ على الخلقِ؛ و«شيڤا» محطم الشر. وهذه الالهة الثلاثة من أصلٍ متعالٍ واحد والتي هي مسؤولة وتقف وراء كل عملية خلقٍ وتدمير ـ وهذه الالهة تخلق وتحطم الأكوان بصورة مُستمرة. إن المدة الزمنية لهذه العمليات لا يمكن عدّها؛ بيد ان اليوم الأول عند «براهما» يُماثلُ أربعة بلايين عندنا. ووفقاً إلى النصوص الهندوسية؛ سيتحطم العالم حينما ينام «براهما»؛ ويخلقهُ مرة اخرى حينما يستيقظُ في الصباح.
خلق «براهما» الإنسان وجميع الكائنات الحية. وإن جميع الأنواع جاءت من أجزاءٍ متفرقة من جسدِ «براهما». خلقَ الإنسان كأول نوعٍ من الحيوات والذي هو اقواها صلابةً. وخلقهُ من روحهِ. وتشير أحدى القصص إلى ان «براهما» جَزّءَ نفسه إلى اثنين ليخلق الذكر والأُنثى.
وفي نصوص أُخرى «للپراجاپاتي» (مجمع الالهة)، على إن أبناء «براهما» قالوا؛ لإجل أن يخلق جميع الكائنات الحية، وكلاً من المخلوقات الالهية والبشرية.
إن مفهوم الاله في الهندوسية؛ مُعقدٌ بشكلٍ استثنائي ومتفاوت نسبة إلى التقاليد والفلسفة.
بصورة عامة، تتجلى الآلهة الهندوسية أكثر من ذلك كما لو إنها وجود شخصي متعال.ويمكن أن تُحمل «الڤيدات» (كلمات الالهة) كما لو إنها موجودات فوق طبيعية، ووفقاً إلى النصوص الهندوسية؛ فأن هنالك 33 عالماً فوقياً.
تشير المفاهيم المُثيرة لإحدى ترانيم الخليقة «ناسدايا سوكتا» إلى إن البداية كانت هي خلق الكون، ومن ثم جاءت الالهة بعد ذلك. ورغم ذلك، تبقى النصوص الهندوسية غير واضحة على إن جميع الأشياء جاءت من أصلٍ واحد، وإن الاعتقادات الهندوسية يشوبها الغموض قليلاً.
المصدر: هنا