بقلم : اري التستدتر، جون لويرمان
١٢-٣-٢٠٢٠
ترجمة: سهاد حسن عبد الجليل
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: امير محمد
في المناخ المعتدل، تميل الانفلونزا الموسمية إلى الانتشار في الشتاء وتنحسر بقدوم الربيع. لكن ماذا عن فايروس كورونا؟ هل قدوم الجو الدافئ في النصف الشمالي من الكرة الأرضية سيجعلها تحت السيطرة؟ لقد فكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملياً وقال في خطاب متلفز أنه بإمكان شمس نيسان أن تبعد الوباء. ويقول خبراء الصحة أن الأمر معقد اكثر من ذلك. فقط لأن انتشار الانفلونزا يذوي مع التغيرات الفصلية لا يعني أن فايروساً تنفيسًا مختلفًا سيتصرف بنفس الطريقة.
١-هل المناخ عامل مساعد؟
من المبكر معرفة ذلك. فقد أصاب فايروس كورونا المستجد اكثر من ١٢٠٠٠٠ شخص حول العالم، لكنه لم يظهر سوى في وسط الصين أواخر العام الماضي. وقال مسؤولون في منظمة الصحة العالمية في الخامس من آذار أنه ليس هنالك مبرر للاعتقاد بأن درجة الحرارة ستلعب دوراً في الانتشار لكن الموضوع يستحق البحث.
٢- هل هنالك دليل على كلا الرأيين؟
أعد بعض الباحثين تحاليل عن الموضوع، لكن لم يتم نشر أي منها في مجلة جامعية لحد الآن، يتطلب هذا أن يقوم خبراء يعملون بنفس الحقل بتدقيق بعض البحوث. واستنتج مجموعة من الباحثين الأمريكيين والإيرانيين أن الأماكن التي سيطرت فيها عدوى فايروس covid -19 المسبب لمرض كورونا لحد الآن مثل ووهان في وسط اسيا وميلان وسياتل – جميعها تقريبًا تتشارك برطوبة متوسطة ودرجة حرارة تتراوح بين ٥-١١ درجة مئوية في الشتاء (٤١-٥٢ درجة فهرنهايت). وفي المناطق الاكثر حرارة ورطوبة فقد لوحظ تواجد الفايروس بشكل رئيس في أشخاص جاؤوا به من الخارج، ولم ينتشر بسرعة خلال الرطوبة، طبقاً لما قاله الباحثون. ومع ذلك فقد قالوا أن التنبؤات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار مع “الاحتياط الشديد”.
٣- لماذا تتفاوت الانفلونزا من فصل لآخر؟
في المناطق المعتدلة، تكون الانفلونزا ظاهرة شتوية وبشكل كبير، أما في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية فإنها تميل للظهور في موسم الأمطار، اذا ما كانت هنالك امطار، وإلا فعلى مدار السنة. هنالك عدة نظريات حول السبب، فهنالك دليل على أن كلاً من الهواء البارد الجاف و الظروف الرطبة الخاصة جميعها ملائمة لانتقال الانفلونزا. تمامًا كما أن ميل الناس إلى التزاحم في الأماكن المغلقة في الجو البارد والماطر يعزز العدوى، فإن قضائهم وقت اطول في الخارج في الاجواء الملائمة يقلل التلوث. وهناك احتمالية أن يرفع الصيف من مستويات الميلانين وفيتامين د لدى الأشخاص، والذي يعزز بدوره النظام المناعي لديهم، وأن تفقد الفايروسات قوتها في الأجواء الدافئة بسبب اضمحلال غلافها الخارجي الدهني.
٤- ماذا عن السارس؟
إن وباء السارس لعام ٢٠٠٢ -٢٠٠٣ الذي يسبب أعراض تنفسية شديدة الحدة قد سكن فعلاً بحلول الصيف. لكن هذا الأمر ربما قد يكون اعتمد بشكل طفيف على الجو. حيث كتب عالم الأوبئة في جامعة هارفارد مارك ليبستيج “سارس لم ينتهي لأسباب طبيعية، لقد تم القضاء عليه بتداخلات صحية عامة ومشددة جداً في أراضي كل من المدن الصينية وهونغ كونغ وفيتنام وتايلاند وكندا وباقي المناطق.” ومن بين الاشياء الأخرى، فقد عزلت السلطات الحالات المصابة وحجرت من تواصل معهم. وقد نجحت هذه الخطة، كما قال ليبستيج لأن مرضى السارس المعدين جداً تظهر عليهم أعراض واضحة. وبينما اتخذت الصين خطوات مشابهة مع فايروس كورونا، فقد أدت الفترة الطويلة لحضانة المرض والحالات البسيطة الكثيرة إلى تعقيد جهود احتواء المرض.
٥- أين تذهب الانفلونزا صيفاً؟
إن سكون انتشار الانفلونزا لا يعني أن الفايروس قد مات في درجات الحرارة الدافئة. إنه فقط لا ينتقل بنفس السهولة، لذا حتى اذا ضعف فايروس كورونا في الصيف فربما يعود في الخريف.
المصدر: هنا