نصائح لقادة المدارس تسعى لتعزيز بيئة داعمة ومترابطة ومحفزة للمعلمين
كتبته: كاتي فاربر
تاريخ: 15/ 1/ 2020
ترجمة فاطمة القريشي
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: امير محمد
منذ سنوات، كنت أرشد مُدرسة جديدة وتركت المهنة بعدها بعامين. كانت رائعة ومتحمسة ومحبوبة جدًا من زملائها وطلابها وأسرهم، وهي من ألهمتني أن أكتب هذا الكتاب “لماذا يستقيل المعلمون العظماء وكيف يمكننا أن نوقف رحيلهم؟”
مع كل يوم أعمل فيه مع المعلمين، اقتنع أكثر بأنه من الضروري لمستقبل التعليم العام بأن نجعله مهنة أكثر استدامة وإنسانية.
تخبرنا الأبحاث أن تعزيز العلاقات القوية وإعطاء الطلاب الفرصة للتعبير عن أنفسهم بالإضافة إلى فرص التعليم الفعال ضرورية لإشراكهم وتحفيزهم، ولكن أليست هذه الأمور مهمة للمعلمين أيضاً؟ كلنا نعرف بأن الطلاب يشعرون بما يجلبه المعلمون من قلق إلى عملهم. لذلك حماية مهنية ورفاهية المعلمين ستعود بالفائدة على الطلاب أيضاً.
نحن بحاجة إلى أن تكون المدارس أكثر إنسانية – من أجل الطلاب والمعلمين. ولكن كيف يمكن لقادة المدارس العمل على تحقيق ذلك؟
سبع خطوات يتخذها قادة المدرسة لدعم المعلمين
- حماية الاحتياجات الأساسية: تذكر هرم ماسلو، كيف يمكن للمعلمين بأن يفكروا بتربية عميقة وقوية إذا لم يحظوا باحتياجاتهم الأساسية؟ يمكن لقادة المدارس بناء مدارس أمنة معنويأ وماديأ من خلال التأكيد على ضمان الاساسيات. حدد وقتًا للمدرسين لاستخدام الحمام، وعين واحد على الأقل من تلك الحمامات للذكور وأخراً للإناث. وتأكد أيضاً من وجود مكان أمن ومريح مخصص للرضاعة للأمهات الجدد. وأحرص أيضاً على أن تحتوي غرفة الأساتذة وسائل الراحة مثل القهوة الساخنة وكرسي مريح أو أثنين.
- بناء الإنتماء: في البيئات المدرسية الداعمة والقوية، يشعر المعلمون بارتباطهم ببعض ويعملون كفريق. فنحن نعرف أنه عندما يتعاون المعلمون يستفيد الطلاب. حيث يستطيع قادة التعليم بناء الشعور بالإنتماء بطرق متعددة؛ فقد يبدأ كل فريق بتنظيم إجتماع دوري لتعزيز الروابط الشخصية أو الإحتفال بالإنجازات، أو وضع معايير جماعية تعزز ثقافة آمنة وداعمة وإنهاء كل إجتماع بالإمتنان دون تجاوز الوقت المحدد.
- بناء بيئة داعمة: المسؤولون والمدربون وقادة المدارس: أنتم في عمل لإظهار الأخلاق في مهنة دائمًا ما تحاول دثرها. فيمكنك تلبية احتياجات المعلمين الذهنية والعاطفية والمهنية باستماعك إلى التغذية الراجعة للمعلمين، فعندما تلاحظ أن المعلمين يحتاجون إلى الدعم أو استراحة أو بعض التشجيع، قدِّم الدعم. (وينطبق هذا على المعلمين أيضاً: ابحث عن طرق لدعم زملائك فكتابة ملاحظة وتغطية الواجبات الشاغرة أو مجرد الإصغاء يمكن أن يحدث كل الفرق).
- خلق مساحة للتأمل والبهجة: وهذا هو الأصعب. في كثير من الأحيان نكون بأمس الحاجة للوقت في المدارس، والإجهاد الذي يأتى من هذا الضغط يؤثر على الطلاب. في كل مرة أقوم فيها بوضع جدول أعمال، أقوم بتخطيه، ثم اتركه لفترة وعندما أعود إليه، ادرك عادة أنه ممتلئ للغاية، فلا يوجد مجال لكي يتأمل المعلمون ويتمعنون ولا حتى يتواصلون. أدرج هذه اللحظات في خطة الاجتماعات أو جدول الأعمال كي لايشعر المعلمون بأنهم يقفزون من دوامة إلى أخرى.
- بناء الثقة: عندما زرت عدة مدارس في نيوزيلندا، ذهلتني الطرق التي بدت بها الثقافات المدرسية التي لاحظتها فكانت محددة بمستويات عالية من الثقة – بين المعلمين، وبين المعلمين والطلاب، وبين المعلمين والإداريين. في خبرتي، يختلف هذا اختلافاً شاسعاً عن أغلب المدارس الأميركية. ففي نيوزيلندا، أُعطي اختصاصيو التوعية الذين التقيت بهم حرية إختيار مجال تركيز تطورهم المهني وإختيار موادهم التعليمية وقضوا بعض الوقت في التواصل مع بعضهم البعض كل يوم. وبوسع قادة المدارس أن يعملوا على بناء الثقة من خلال المتابعة والإنخراط بهذا، كما يمكنهم تزويد المعلمين باختيارهم للتطوير المهني وتعزيز قيادة المعلم و طلب تقييمات بشكل منتظم.
- بين سرعة التأثر: تربى معظم الناس، الرجال خاصة، على أن لايظهروا مشاعرهم، ولكن لايمكن للمربين تحقيق التعليم الفعال بدون التعبير عن سرعة تأثرهم، حيث أظهرت الأبحاث عن رابط وطيد بين سرعة التأثر والتعاون. سرعة التأثر معدية: إذا سمع الناس بأنك سريع التأثر سيطمئنون أن يكونوا مثلك. كونك قائد مربي ونموذج شفاف للقيادة تستلم النتائج وتتعلم وتحاول مرار أحرص على خلق سبيل للمعلمين ليفعلوا نفس الشيء.
- مثال الرفاهية: يتطلب التعليم قدر كبير من الجهد العاطفي ومستوى قلق ينافس مستوى قلق الاطباء والممرضين في غرفة الطوارئ. شجع المعلمين، ولاتستثني نفسك، على أخذ فترات استراحة من العمل لكن ضمن المحدود. فمثلاً تمشى خارج الرواق نهاراً أو لا تجب على البريد الالكتروني بعد السادسة مساءاً، أو يمكنك التريض والتأمل أو التمتع بوقت هادئ كل صباح قبل العمل. خذ بنظر الاعتبار اعضاء فريقك من يعاني من عوامل إجهاد كبيرة ووضح لهم بأنك تقدر رفاهيتهم وترغب بمساعدتهم لوضع استراتيجية لتخطي هذا.
في هذه المهنة الصعبة، تعتبر البيئات الإنسانية التي تسمح للمعلمين بالنمو المهني والشخصي أساسية بحيث يمكنهم القيام بالعمل الحيوي مع الطلاب وهو ماجذبهم إلى التدريس في المقام الأول.
المصدر: هنا