كتبه لصحيفة الاندبندينت: جوش جاباتيس
منشور بتاريخ: 14/1/2019
ترجمة: عقيل الزيادي
تدقيق: مازن سفّان
تصميم الصورة: مثنى حسين
“جيمس واتسون” هو بلا شك أحد أعظم العلماء الحيويين في العالم. حيث حصل على جائزة نوبل على مشاركته بتفكيك بنية اللولب المزدوج للحمض النووي، وهو – وقتئذ – ما يزال شاباً، فقد أصبح ضوءاً لامعاً في عالم الوراثة، وفي ثورة البيولوجيا الجزيئية التي تلت ذلك. وقد قاد فيما سبق مؤسسات بحثية رصينة، وكذلك قاد مشروع الجينوم البشري، الذي رسم بنجاح خرائط الحمض النووي البشري لأول مرة.
لكن للأسف، في السنوات الأخيرة طغت على إنجازاته سلسلة من الملاحظات المثيرة للجدل، والتي تم طرحها في العلن وأمام الصحافة، والتي اعتُبرت عنصرية ومتحيزة للجنس الأبيض، والكراهية للمثليين.
تم إعادة إثارة الحديث حول الدكتور “واتسون” بفيلم وثائقي جديد، في قناة (PBS) والذي تناول سيرة حياته المذهلة، وقد تحداه أيضاً في بعض أقواله، وبالخصوص الأكثر إثارة للجدل.
لطالما كان الدكتور “واتسون”، وهو من أهالي شيكاغو، شخصية مثيرة للجدل. قبل أن يصبح الثنائي أصدقاء؛ وصف “واتسون” عالم الأحياء الشهير إدوارد ويلسون ذات مرة بأنه “أكثر البشر سوءاً؛ من بين الذين قابلتهم”.
العرق والذكاء
أكثر شيء مزعج هو عندما قال الدكتور “واطسون” في مقابلة مع صحيفة “صنداي تايمز” في عام (2007): إنه بطبيعة الحال “متشائم من آفاق مستقبل أفريقيا” لأن “جميع سياساتنا الاجتماعية تستند إلى حقيقة أن ذكائهم مشابه لذكائنا، لكن كل التجارب نقول خلاف ذلك”.
وأضاف أنه في الوقت الذي يود فيه أن يكون الجميع متساوون، “فإن الأشخاص الذين يتعاملون مع الموظفين أصحاب البشرة السوداء يجدون أن هذا غير صحيح”. فهذه التصريحات التي كان يطلقها السيد “واتسون”، التي أخذ صداها عالميا كانت تعتمد أسس علمية غير دقيقة بشكل لا يصدق، مما أدت إلى تقاعد الدكتور “واتسون” – قسرياً – من دور كمستشار، في مختبر (Cold Spring Harbour).
ففي الفيلم الوثائقي الجديد الذي يتكلم عن سيرة حياته، يسأل أحد المذيعين العالم “واتسون” والذي بلغ من العمر (90) عامًا إذا ما تغيرت وجهات نظره بشأن آراءه السابقة؛ بسبب ردود الأفعال، التي عانى منها بعد تعليقاته حول العرق والذكاء. لكن إجابته كانت لا تترك مجالاً للشك: “لا ، بالتأكيد لا”. حيث قال: “هناك فرق بين السود والبيض في اختبارات الذكاء. وهنا أود أن أقول أن هذا الاختلاف وراثي “.
لون البشرة والرغبة الجنسية
وقد زاد الجدل عام (2000) عندما اقترح الدكتور “واتسون” أن هنالك صلة بين لون البشرة والرغبة الجنسية، مما يشير إلى أن (الميلانين) لون البشرة (الجلد) يعزز الدافع الجنسي.
وقال “لهذا السبب النساء يعشقن اللاتيني”. “أنت لم تسمع عن عشيق الإنجليزية، بل سمعت فقط عن المريض الإنجليزي (الإشارة هنا إلى رواية د.ه لورانس ”عشيق الليدي تشارلي“ ورواية جيمس بالدوين ”المريض الإنجليزي“).
معاداة السامية
وفي مقابلة أخرى أجريت معه في عام (2007)، وكانت هذه المرة مع مجلة (Esquire)، حيث قال: أن “معاداة السامية يمكن تبرريها”. “تماما مثل ما يبرّر بعض المشاعر المعادية لأيرلندا. فإذا كان لا يمكن انتقادك، فهذا أمر خطير للغاية. لأنك تفقد مفهوم المجتمع الحر “.
وفي المقابلة نفسها، امتدح اليهود الأشكناز ، مشير إلى أنهم أكثر ذكاءً من الجماعات العرقية الأخرى.
أما كلامه عن النساء، فعلى مر السنين كثيرًا ما أدلى الدكتور “واتسون” بتعليقات؛ وصفت بأنها جنسية. وقد قال: أن العلماء – صنف الإناث – لن يؤخذ العلم منهن على محمل الجد، بالخصوص إذا كان لديهن أطفال، فالمرأة المرضعة ليست جيدة في الرياضيات، وقال إن وجود المزيد من النساء في العلوم يجعل الأمور “أكثر متعة للرجال” ، إلا أنها “أقل فعالية على الأرجح”.
وقد لاحظ أيضاً فيما يتعلق بالابتكارات الوراثية المستقبلية التي “يقول الناس أنها ستكون أمراً مروعاً إذا جعلنا جميع الفتيات جميلات. وأنا أعتقد أنه سيكون أمراً رائعاً بالفعل.”
إن مساهمة الدكتور واتسون الشهيرة بالاكتشاف المذهل للحمض النووي قد جعله مشهورًا، جلبت له العديد من الجوائز. ومع ذلك، وجهت إليه انتقادات أيضاً.
رأيه عن الناس البدينين
ففي عام (2000) وأثناء إلقاءه محاضرة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، طرح الدكتور “واتسون” رأيه على الجمهور حيث قال: أن الأشخاص الأكثر نحافة هم أكثر الناس طموحاً. وقال: “عندما تقابل أشخاصاً بدينين، فأنت تشعر بالسوء لأنك تعلم أنك لن تستأجرهم”.
والأكثر إثارة للجدل؛ هي مقابلة أجراها لصحيفة صنداي تلغراف قال فيها: “إذا تمكنت من العثور على الجين الذي يحدد الجنس، وقررت امرأة أنها لا تريد طفلاً مثليًا، فهذا جيد.“
المقال باللغة الإنجليزية: هنا