كتبه لموقع ”بيغ ثينك“: ديريك بيريز
منشور بتاريخ: 20.6.2018
ترجمة: محمد شوقي
تصميم: مينا خالد
أحد المشاهد الختامية في الفيلم الوثائقي ”السنة الأخيرة“ الذي أصدرته شركة “اتش بي أو” كان ليلة الانتخابات، حيث كانت “سمانثا باورز” تستضيف ما كانت تظنه الحزب المنتصر لـ”هيلاري كلينتون”. اجتمعت 37 سفيرة ومعهن امرأتان مهمتان هما “مادلين أولبرايت” و”غلوريا ستينم”، مادت بهن الأرض عندما أعُلنت النتيجة، إذ لن تكون هناك امرأة في منصب الرئاسة.
أشارت دراسة حديثة نشرتها “مجلة السلوك الاقتصادي والتنظيم” إلى أن المرأة لم تشغل منصب الرئاسة من قبل، وهذه هي المعضلة. رغم كل ما انتشر بشأن فساد “كلينتون”، فإن هذا البحث الجديد -الذي أجري على 155 منطقة في 17 دولة أوروبية- يكشف أن العكس هو الحقيقة: عندما تكون المرأة في الحكومة، يقل الفساد في الدولة.
يركز البحث -الذي عمل عليه كلًا من “تشاندان كومار جها” من (مدرسة “مادن” للأعمال) و”سوديبتا سارانجي” (أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد بجامعة فرجينيا للتقنية)- على المشاركة النسائية في القوى العاملة و الحضور البرلماني. وبينما لدى النساء تأثير أقل على أكثر النشاطات الاقتصادية في الحكومة، فهن بالتأكيد أقل فسادًا. وتسري هذه الحقيقية على الجانب المحلي والدولي.
كتب “سارانجي”: “يؤكد هذا البحث على أهمية دور المرأة، ووجودها في أدوار القيادة وتمثيلها في الحكومة. وهذا شيء مهم خصيصًا في ضوء حقيقة ضعف تمثيل المرأة في السياسة في معظم الدول، بما فيهم الولايات المتحدة.”
ينسب المؤلفان هذا الأمر إلى القرارات السياسية التي اتخذتها المرأة. أوضحا أن المرأة تميل إلى التركيز على القوانين التي تخص المرأة والأطفال والعائلة. بينما قد يبدو أنه كلما طالت مدة المرأة في السلطة، فإنها تصبح أكثر فسادًا، فإن المؤلفان لم يجدا دليلًا على ذلك. لم يذكرا أن المرأة بالضرورة أقل فسادًا من الرجل عمومًا؛ فقد كان التركيز في هذا الدراسة على الأدوار الحكومية والقرارات السياسية المتخذة. وفي هذا المجال فالأمر واضح.
ومن الشائق هنا، أن المؤلفَين أشارا إلى خلل في بحثهما: بياناتهم معنية أكثر بمفهوم الفساد. لكنهما لم يجدا أن هذه مشكلة. في الحقيقة، لقد كتبا أن المفهوم والفعل مرتبطان بشدة:
“بجانب حقيقة أنه وجد أن مفهوم الفساد مرتبط ارتباطًا لصيقًا بالفساد الفعلي، فمفهوم الفساد مهم في حد ذاته مثل أهمية القرارات الفردية المبنية على المفاهيم. أقرت أيضًا المحكمة العليا الأمريكية أن هناك حاجة إلى تقليل مفهوم الفساد بالتوازي مع الفساد الفعلي.”
وبينما قضية عدم المساواة بين الجنسين ما زالت مستمرة على الكوكب، فقد اختتم المؤلفان بحثهما: “لا يجب أن تكون مشاركة المرأة في السياسة فقط للتشجيع من أجل الحصول على المساواة بين الجنسين، لكن أيضًا لأن لها تأثيرات خارجية إيجابية كالحد من الفساد.”
وبرقم قياسي لهذه السنة في الولايات المتحدة لأعداد النساء اللاتي خضن الانتخابات -إجمالي 309، متخطيًا عام 2012 الذي سجل 298- فإن محاربة الفساد هو إحدى القضايا العديدة التي تشغل عقول الشعب. تشغل النساء نسبة أقل من 20 بالمئة من الكونجرس الحالي. وإذا حالفهن الحظ، فسيتغير هذا الأمر هذه السنة.
على المستوى المحلي، فالأرقام مخيفة أكثر؛ فقد نشرت لجنة “إميليز ليست” تقريرًا أن 34000 امرأة عبرن عن اهتمامهن في كسب مقاعد هذه السنة. أشعلت السياسات التي تميز بين الجنسين حماس النساء في أمريكا كما لم يكن من قبل. فلنتطلع إلى 2019 لتكون سنة أقل فسادًا.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا