ساينس ألرت عن الكونفرزيشن، ليزا سكوت
بتأريخ: كانون الثاني 2018
ترجمة: أحمد نعيم
مراجعة: حسن مازن
تصميم: حسام زيدان
في ما يتعلق بالتنمية، ليس لكل القصص نفس التأثير.
يحصل الآباء والأمهات في الغالب على كتب عند إجراء فحوصات للأطفال عن طريق برامج مثل برنامج التوعية والقراءة، ويعرفون من مجموعة متنوعة من أخصائيي الصحة والمعلمين أهمية القراءة للأطفال في دعم نموهم. وهذه الرسالة المؤيدة للقراءة تبلغ مسامع الآباء ويقروّن بأهمية جعل القراءة عادة منتظمة. حيث يشير تقرير موجز من مركز ”جايلد تريندز“ إلى أنّ 55 في المئة الأطفال في سن الثالثة إلى الخامسة كان يقرأ لهم شخص يوميًا في عام 2007. ووفقًا لوزارة التربية والتعليم الأمريكية، فأن 83 في المئة من الأطفال في سن الثالثة إلى الخامسة يقرأ لهم فرد من الأسرة ثلاث مرات أو أكثر أسبوعيًا في عام 2012.
ومع ذلك، فإن النصيحة التي تُسدى دائمًا فيما يتعلق بالقراءة مع الأطفال الصغار لا تُوّضِح بالضرورة أن ما تتضمنه الصفحات أنما تركز على تجربة قراءة الكتاب بحد ذاتها. هل تتساوى كل الكتب من حيث القيمة فيما يخص تجربة القراءة المبكرة؟ وهل يهم ما تختاره للقراءة؟ وهل تختلف أفضل الكتب التي تناسب الأطفال الرضع عن تلك التي تناسب الذين يكبرونهم بقليل؟
لقد أجرى مختبرنا للبحوث النفسية سلسلة من دراسات تعّلم الطفل، بهدف توجيه الآباء إلى كيفية خلق تجربة متميزة فيما يتعلق بقراءة الكتب لأطفالهن الرّضع. وأحد أهدافنا هو اكتساب فهم أفضل لمدى أهمية القراءة المشتركة للكتب للتنمية الدماغية والسلوكية.
مكتبة الطفل
يلحظ الباحثون وجود فوائد واضحة من القراءة المشتركة للكتب في نمّو الطفل. القراءة المشتركة للكتب مع الأطفال الصغار جيدة للنمو المعرفي واللغوي، فهي تُسهم في زيادة حصيلة المفردات ومهارات ما قبل القراءة وكذلك في شحذ النمّو المفاهيمي لديهم. وقد تُؤدي القراءة المشتركة للكتب إلى تحسين نوعية العلاقة بين الوالدين والأطفال الصغار من خلال تشجيع التفاعلات المتبادلة بينهما. وبالطبع فإنها توفر وقتًا يوميًا متسقًا لاحتضان الوالدين لأطفالهم الصغار.
وفي هذا الشأن، توصلت دراسة حديثة إلى أن كلا من كيْف وكم القراءة المشتركة للكتب في مرحلة الطفولة يظهران قدرة الطفل على اكتساب المفردات ومهارات القراءة وقدرته على كتابة اسمه في قت لاحق. وبعبارة أخرى، كلما زاد عدد الكتب التي يقرأها الوالدان لأطفالهم وكلما زاد الوقت الذي يقضونه في القراءة، زادت الفوائد التنموية لأطفالهم في سن الرابعة.
هذه النتيجة الهامة التي توصلت إليها الدراسة هي أول ما يقيس فائدة القراءة المشتركة للكتب في مرحلة مبكرة من الطفولة. ولكن لا يزال هناك الكثير لمعرفة ما إذا كانت بعض الكتب قد تؤدي بطبيعة الحال إلى تفاعلات أكثر وتعلّم متزايد.
الأطفال والكتب في المختبر
في تحقيقاتنا، تأبعتُ وزملائي الأطفال الصغار عبر الأشهر الستة الثانية من حياتهم. ووجدنا أنه عندما أظهر الوالدان لأطفالهم الصغار كتبًا تتضمن وجوهًا أو أشياءً لها أسماء، فإن الأطفال يتعلمون أكثر، ويعممّون ما تعلمونه مع أوضاع جديدة ويظهرون المزيد من الردود المتخصّصة للدماغ. هذا على النقيض من الكتب التي تخلو من تسميات أو الكتب التي يوجد بها نفس التسمية العامة تحت كل صورة في الكتاب. كما ارتبط التعلم المبكر في مرحلة الطفولة بفوائد تتعلق بالأربع سنوات اللاحقة في مرحلة الطفولة.
أحدث إضافة لهذه السلسلة من الدراسات موّلتها المؤسسة الوطنية للعلوم ونُشرت في مجلة نمّو الطفل. إليك ما قمنا به:
أولاً، أحضرنا أطفال عمرهم ستة أشهر إلى مختبرنا، حيث يمكننا أن نرى مدى الاهتمام الذي أولوه لشخصيات القصة التي لم يسبق لهم رؤيتهم من قبل. وقد قمنا بقياس النشط الكهربائي للدماغ. حيث ارتدى الأطفال شبكة تشبه القبعة تضم 128 مستشعرًا مما أتاح لنا تسجيل الكهرباء المنبعثة بشكل طبيعي من فروة الرأس أثناء عمل الدماغ. وقمنا بقياس هذه الاستجابات العصبية أثناء نظر الأطفال للصور على شاشة الحاسوب.
يمكن أن تخبرنا هذه القياسات الدماغية عما يعرفه الأطفال الصغار وعما إذا كان بإمكانهم التفريق بين الشخصيات المعروضة أمامهم. ونحن أيضًا تعقبنا نظرة الطفل المحدّقة باستخدام تقنية تتبّع العين لمعرفة الأجزاء التي ركزوا عليها من الشخصيات ومدة اهتمامهم بذلك. وتعد البيانات التي جمعناها في هذه الزيارة الأولى إلى مختبرنا هي بمثابة حجر الأساس. وأردنا مقارنة القياسات الأولية مع القياسات المقبلة التي سوف نأخذها، بعد عودتهم للمنزل مع قصص تضم هذه الشخصيات ذاتها.
وقسمنا المتطوعين إلى ثلاث مجموعات:
مجموعة من أولياء الأمور يقرأون قصص الأطفال التي تضمنت ست شخصيات لها أسماء معينة لم يسبق لهم السماع بها من قبل. وأعطيت مجموعة أخرى القصص ذاتها لكن بدلاً من تسمية الشخصيات كل بمفرده، استخدمت تسمية عامة ومختلقة للإشارة إلى كافة الشخصيات مثل (هيتشيل). وأخيراً، كان لدينا مجموعة مقارنة ثالثة من الأطفال لم يقرأ لهم والديهم أي شيء خاص للدراسة.
بعد مرور ثلاثة أشهر، عادت الأسر إلى مختبرنا حتى نقيس مرة أخرى اهتمام الأطفال بشخصيات القصص. واتضح أنه فقط أولئك الذين تلقوا كتبًا تضم شخصيات ذات أسماء مميزة أظهروا اهتمامًا متزايدًا مقارنة بزيارتهم السابقة. وكما أظهر النشاط الدماغي للأطفال الذين تعرفوا على أسماء مميزة أنهم يمكنهم أن يميزوا بين الشخصيات المختلفة. ولم نرَ هذه الآثار للأطفال في مجموعة المقارنة أو للأطفال الذين تلقوا كتبًا ذات تسميات عامة.
وتشير هذه النتائج إلى أن الأطفال الصغار قادرون على استخدام تسميات للتعرف على العالم من حولهم وأن القراءة المشتركة للكتاب أداة فعالة لدعم النمّو في السنة الأولى من حياتهم.
تكييف اختيارات الكتب لمضاعفة الأثر المطلوب
فماذا تعني نتائجنا من المختبر للاباء الذين يريدون مضاعفة فوائد وقت القراءة؟ لا تؤلف الكتب بصورة متماثلة. تختلف الكتب التي ينبغي للوالدين قراءتها للأطفال بعمر ستة وتسعة أشهر عن تلك التي يقرأونها لمن هم بعمر الثانية وكذلك الأمر لمن هم في سن الرابعة ممن يكونون بوسعهم للقراءة بأنفسهم.
وبعبارة أخرى، لجني فوائد القراءة المشتركة أثناء مرحلة الطفولة، فعلينا قراءة الكتب المناسبة في الوقت المناسب لأطفالنا. إيجاد كتب للأطفال الصغار بها شخصيات مختلفة من حيث التسمية قد يؤدي إلى تجارب متميزة للقراءة المشتركة ويجلب فوائد التعلم ونمّو الدماغ التي توصلنا إليها في دراساتنا. الأطفال الصغار فريدون من نوعهم، لذا على الوالدين السعي لإيجاد الكتب التي تهم طفلهم.
أحبت ابنتي كتب (بات الأرنب) فضلاً عن قصص عن الحيوانات، مثل (حديقة الحيوان المحبوبة). إذا لم يكن بالكتاب أسماء للشخصيات، فعلينا وضع أسماء لهم. فمن الممكن أن تسهمِ الكتب التي تتضمن شخصيات لها أسماء أن تزيد حديث الوالدين مع أطفالهم ونعلم أنّ الحديث مع الأطفال مهم لنموهم. لذا على الوالدين: إضافة القراءة المشتركة للكتب إلى نشاطهم الروتيني اليومي وكذلك تسمية شخصيات الكتب التي يقرأونها. وعليهم كذلك التحدّث مع أطفالهم في وقت مبكر وتوجيههم خلال عالمهم الجديد المدهش – والاستفادة من وقت القراءة.
المقال باللغة الانكليزية: هنا