الرئيسية / أدب / ماهي اللغة الأفضل للتعلم؟

ماهي اللغة الأفضل للتعلم؟

تأليف: مجموعة من الكتاب لمجلة (إيكونوميست)
مقال بتاريخ ابريل/2012
ترجمة: ياسر منهل التك
تدقيق: نعمان البياتي
تصميم: حسام زيدان

بعد أن كان تعلم اللغات الأجنبية مهارة تدل على ثقافة من يتقنها سابقاً، أخذ الإقبال على تعلم اللغات الأجنبية بالتراجع بين الناطقين باللغة الإنكليزية الآن، كما أن طرح التساؤلات حول أسباب هذ التراجع لا يعد فائتاً لأوانه بأية حال، لكن من أين نبدأ دراسة هذه الظاهرة؟
مُقَدِمة
كتبها روبرت لان جرين (Robert Lane Greene)
تبدو الحقيقة معتمة لمحبي اللغات: فالناطقين بالإنجليزية لم يعودوا يحبون تَعلُم اللغات، ففي بريطانيا، ورغم إمضائها أكثر من أربعة عقود في الاتحاد الأوربي فإن معدل من حصلوا على درجة A في اللغات الألمانية والفرنسية أخذ بالتراجع حتى وصل إلى النصف في العشرين سنة الماضية، في حين إن تعلم الإسبانية الذي كان يعد توجهاً متزايداً بقي على حاله دون ازدياد؛ وينطبق الحال على أمريكا أيضاً حيث بينت الإحصاءات تراجع تعلم اللغات كذلك. إن من إحدى الأسباب التي تقف خلف هجمات الحادي عشر من أيلول في أمريكا كان قلة عدد متعلمي اللغة العربية في صفوف أعضاء وكالة الاستخبارات المركزية، إذ أدت قلتهم إلى قلة في المعلومات الاستخبارية عن الناطقين بالعربية، ولكن بعد عشر سنوات من أحداث سبتمبر يبدو أن الدعوة المنادية بتعلم “الإنكليزية فقط” مقبولة في أوساط الوطنيين الأميركيين أكثر من الدعوات التي تروج لتعلم لغات أجنبية أخرى، وكأن اللغة الأكثر نجاحاً في العالم (أي الإنكليزية) مهددة بالزوال.
ما الحاجة لتعلم لغة اجنبية؟ بعد كل ما ذكرنا، فإن اللغة التي نتحدثها (أي الإنكليزية) تعد اللغة الأهم والأكثر استخداماً في العالم، إذ لا تعد الإنكليزية اللغة الأولى في أغلب البلدان المتقدمة فحسب، بل تعد الآن اللغة الثانية في بقية دول العالم: فالسائح الياباني في السويد أو طاقم طائرة تركية تهبط في إسبانيا سيستخدمون في الغالب اللغة الإنكليزية كأفضل وسيط للتواصل فيما بينهم.
ومن دون أدنى شك، تبقى هنالك أسباباً ملحة تدعونا لتعلم اللغات الأجنبية وتتنوع هذه الأسباب ما بين اقتصادية وثقافية وسياسية. فقبل كل شيء يساعد تعلم اللغة الأجنبية على فهم لغتك الأصلية بشكل كامل، إذ لم يدرك كثير من الناطقين بالإنكليزية استخدام صيغة (الماضي التام) إلا بعد دراستهم لهذه الصيغة في اللغة الفرنسية. ثانياً، يوسع تعلم لغة ثانية الأفق المعرفي والثقافي لمتعلميها، كما يُفضل قرائه الأدب بلغته الأصلية إذ يفقد الأدب الكثير من قيمته الجمالية بعد ترجمته.
كما ويعاني الشعر وكلمات الأغاني (على وجه التحديد) من حيف كبير يقع عليهم بعد الترجمة؛ أضف إلى ذلك إن تعلم لغة ثانية يساعد الطلاب على امتلاك طريقة جديدة في التفكير، رغم إن المفهوم القائل بأن متحدثي لغة مختلفة يفكرون بطريقة مختلفة قد أخذ أكبر من حجمه من المبالغة لا بل أُسيء فهمه، إلا إنه يبقى الكثير لنتعلمه من خلال اكتشافنا للثقافات الأخرى وطريقتها في تسمية الأشياء.
ويبدو إن الأسباب العملية أكثر إلحاحاً لإجبارنا على تعلم لغة أخرى، ففي مجال التجارة والاقتصاد لو كان أعضاء الفريق الجالس على الطرف الآخر من الطاولة، أثناء اجتماع عمل، يجيدون لغتك وأنت لا تجيد لغتهم، فإنهم من دون شك سيكونون أكثر اطلاعاً عنك وعن شركتك، بينما لا تعرف أنت عنهم وعن شركاتهم إلا القليل بسبب جهلك بلغتهم، وبذلك ستكون في موقف الضعيف أثناء التفاوض. ويُذكر أن الكثير من المستثمرين في الصين قد اتخذوا قرارات غبية تجاه شركات لم يتمكنوا من فهمها بشكل صحيح مما انعكس بصورة كارثية على أعمالهم. إن غياب المعرفة بلغة الآخر يُضعِف كثيراً من فعالية العمل الدبلوماسي والاستخباري وقرارات خوض الحروب، وبالتأكيد فإن الاطلاع على لغة الآخر سينعكس إيجابياً على العمل سواء أكان هذا العمل في القطاع الخاص أو العام.
إذاً ماهي اللغة التي يجدر بنا وبأطفالنا أن نتعلمها؟ قبل الإجابة على هذا السؤال، لو ألقينا نظرة على الإعلانات في مدينة نيويورك وعلى اللغات الأكثر رغبة في الدراسة عند طلبة الجامعات البريطانية سيكون الجواب صادماً بعض الشيء: إنها لغة الماندرين (الصينية)! يستمر الاقتصاد الصيني بالنمو بوتيرة ثابتة ستجعله أكبر من الاقتصاد الأمريكي في غضون عقدين من الزمن على أبعد تقدير، كما وينمو النفوذ السياسي الصيني بشكل مترافق مع نموها الاقتصادي، إذ يتهافت رجال الأعمال الصينين على شراء كل شيء ابتداءً من المنتجات الأمريكية ذات العلامات التجارية الشهيرة إلى المعادن الخام من إفريقيا وصولاً إلى النفط الروسي، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: إن كانت الصين هي بلد المستقبل، فهل ستكون اللغة الصينية لغة المستقبل أيضاً؟
إن الجواب على هذا السؤال سيكون “لا” على الأرجح، وهنا نستحضر اليابان وبروزها الكبير؟ والذي كان بروزاً مذهلاً كما هو الحال مع الصين الآن تماماً، ولكن على نطاق أصغر، حيث دفع النمو الاقتصادي الياباني العديد للاعتقاد بأنها ستسيطر على العالم اقتصادياً، حيث كانت اليابان ثاني أكبر اقتصاد في العالم على مدار عقود (قبل أن تتراجع للمرتبة الثالثة بعد الصين حالياً)، وهنا نطرح السؤال التالي: هل كانت اللغة اليابانية ثالث لغة مفيدة في العالم؟ كلا، بل إن ترتيبها كان بعيداً جداً عن المركز الثالث في ترتيب اللغات الأكثر أهمية واستخداماً، فلو وضعنا جدولاً لأول عشر لغات في العالم مُرتبةً حسب فائدتها، لما وجدنا اللغة اليابانية في القائمة أصلاً، فالأسباب التي منعت اللغة اليابانية من الانتشار هي ذات الأسباب التي ستمنع اللغة الصينية من الانتشار كذلك.
ويعود السبب في عدم انتشار اليابانية إلى نظام الكتابة الصيني (والذي استعارته اليابان من الصين وتبنته كنظام للكتابة قبل قرون عديدة)، إذ يتوجب على متعلم اللغة الصينية أن يتقن ما بين 3000 إلى 4000 حرف لكي يكتب الصينية بصورة مقبولة، وأن يتعلم آلافاً أخرى من الحروف لكي يمتلك إحساساً حقيقياً باللغة التي يكتبها، بيد إن الذاكرة الضخمة جداً التي يحتاجها الشخص لتعلم لغة الماندارين لا تزال أمراً صعباً على متعلمي هذه اللغة، إذ إن هذا العائق يمنع الكثير من الأجانب من إتقان هذا النظام الكتابي الذي يخطئ فيه وبشكل متزايد حتى الناطقون بالصينية أنفسهم.
وقد كشفت دراسة استقصائية، نشرت في مجلة (بيبلز دايلي) (People’s Daily)، بأن 84% من الذين شاركوا بالدراسة يوافقون الرأي بأن المهارات في كتابة اللغة الصينية آخذة بالتراجع، وإذا كانت هذه المشكلة شائعة في أغلب اللغات إلا إنها متزايدة في اللغة الصينية. إذ إن عدد المتحدثين بالصينة من الذين يستخدمون الحروف الصينية آخذ بالتناقص بشكل كبير، وعوضاً عن حروفهم الأصلية يستخدمون الحروف اللاتينية عند الكتابة على الحاسوب؛ ليس ذلك فحسب، بل إنهم كانوا يستخدمون حروف الأبجدية اللاتينية لإنتاج حروف صينية: فلو طبعنا الحرفين wo في حاسوب يدعم نظام اللغة الصينية فإنه سيعرض قائمة بالحروف الصينية التي تحمل هذا الصوت.
أو يمكن للمستخدم أن يلفظ كلمة wo ويمكنه بعدها انتقاء الرمز المناسب الذي سيظهر ضمن خيارات الرموز المقترحة، (أما إذا طبع المستخدم wo shi zhongguo ren، والتي تعني أنا صيني، فإن البرنامج سيتحقق من المعنى وينتقي الأحرف المناسبة في اللغة الصينية)، وفي ظل عدم الحاجة للكتابة بالحروف الصينية وتحمل عناء حفظها بدأ الصينيون بنسيان أحرفهم، ويستذكر هنا ديفيد موزر (David Moser) المختص بدراسة الصينيات أنه سأل ثلاثة ناطقين باللغة الصينية متخرجين من جامعة بيكنغ (Peking university) حول كيفية كتابة كلمة عطسة (sneeze)، إذ يقول: ما أثار دهشتي أن ثلاثتهم هزوا أكتفهم ببلاهة تعبر عن خجلهم، إذ لم يتمكن أي منهم من كتابة الحروف بشكل صحيح؛ والآن تعتبر جامعة بيكنغ الصينية بمثابة “هارفرد الصين”. هل يمكنكم أن تتخيلوا أن طالب دكتوراه في جامعة هارفرد ينسى كيف يكتب الكلمة الإنكليزية “يعطس”؟ ومع ذلك فإن هذه الحالة ليست شائعة بأي حال من الأحوال في الصين.
ولكن طالما تحتفظ الصين بالنظام الكتابي المعتمد على الحرف الصيني – والذي من المرجح له أن يدوم لوقت طويل، والذي يعود الفضل فيه للارتباط الثقافي باللغة وللاهتمامات العملية – فإنه من غير المرجح للغة الصينية أن تكون لغة عالمية حقيقية، أو أن تكون لغة ثانوية كالإنكليزية مثلا، والتي ينشر كيميائي برازيلي بحوثه بها عسى أن تُقرأ أبحاثه في فنلندا أو كندا، وبكل الأحوال إن كانت رغبتك تدفعك لتعلم اللغة الصينية لأغراض التجارة أو للمتعة، فأنا أشجعك على ذلك، فهي لغة مذهلة وممكنة التعلم رغم أن مقالة موزر المنشورة على الإنترنيت بعنوان “لماذا اللغة الصينية صعبة جداً” قد تحبط عزيمة ضعيفي القلوب وأصحاب الوقت الضيق.
ولكني في حال سئلت ماهي اللغة الأجنبية الأكثر فائدة، من دون أن أحدد بمقاييس أخرى مثل (أين تكون مفيدة؟ ولأي غرض تستخدم؟)، فإني سأختار اللغة الفرنسية، ومهما كانت تصوراتك عن فرنسا إلا إن اللغة الفرنسية محدودة أكثر مما يتصور الناس.
فبتراجع الإمبراطورية الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت فرنسا من القوى متوسطة الحجم، حيث قام الفرنسيون وعلى أمل أن يلحقوا بركب أمريكا ولكي ينتفعوا بأكبر قدر من مستعمراتهم السابقة، بإنشاء رابطة الدول الفرنكوفونية، حيث جمع الفرنسيون في هذا النادي كل البلدان ذات التراث المحكي بالفرنسية والبالغ عددهم 56 بلداً حيث يشكلون ما يقرب من ثلث سكان الكوكب، ولكن بالكاد نجد في أي من هذه البلدان مدينة أو منطقة لمن يتكلم الفرنسية كلغة أُم، لا بل يضم النادي الفرانكفوني بلداناً يشكل متحدثو الفرنسية فيها أقلية مثل سويسرا وبلجيكا، وتضم بلداناً أخرى تعتبر الفرنسية فيه اللغة الرسمية لدوائر الحكومة ويقتصر انتشارها بين السكان على النخبة فقط، كما هو الحال في بلدان غرب إفريقيا، كما ويضم النادي بلداناً لا تعد الفرنسية فيها لغة رسمية لكن مازالت هي اللغة المحكية بين أغلب مثقفيها تقريباً مثل المغرب ولبنان، ويضم النادي كذلك بلداناً لا تزال تحتفظ بعلاقات مع فرنسا رغم تراجع استخدام اللغة الفرنسية فيها مثل كمبوديا وفيتنام، ويضم النادي أيضاً بلداناً أخرى بالكاد تربطها علاقة مع فرنسا مثل مصر التي ترغب ببساطة الانضمام إلى النادي الفرانكفوني لأسباب اعتبارية، كما ويجود 19 بلداً آخر يعتبرون أعضاء بصفة مراقب في هذا النادي.
تحتل اللغة الفرنسية المرتبة الـ 16 في ترتيب اللغات حسب عدد الناطقين بها كلغتهم الأصلية، إذ تسبقها في هذا التصنيف لغات مثل التيلوجو والجاوية وهي اللغات التي لا تعتبر بأي حال لغات عالمية، ويذكر أن اللغة الهندية رغم العدد الكبير للناطقين بها إلا إنها ليست اللغة الأم لكل الشعب الهندي، كما ونجد ضمن هذا الجدول لغات تسبق الفرنسية مثل العربية والبرتغالية والإسبانية والتي تعد من كبريات اللغات من حيث عدد الناطقين بها، إلا إنها لغات متركزة في جغرافيا محددة، وأنصح كل من له اهتمام بدراسة الشرق الأوسط والإسلام بتعلم اللغة العربية، أما إذا كان لديك اهتمامات بأمريكا اللاتينية فأنصحك بتعلم الاسبانية أو البرتغالية أو كليهما إذ إن معرفتك لإحدى هاتين اللغتين سيسهل عليك تعلم اللغة الأخرى.
أما إذا كان اهتمامك يشمل كل العالم فعليك بتعلم الإنكليزية التي تعد أكثر لغة مفيدة في العالم، وفي حال كانت الإنكليزية هي لغتك الأم ورغبت بتعلم لغة عالمية ثانية فإن الخيارات أمامك قليلة، وبالنسبة لي، فإني أرى أن الفرنسية هي أفضل الخيارات من دون منازع، ذلك أنها ستزيد متعتك عند قراءة كتب الأدب والتاريخ والفن والطعام باللغة الفرنسية، كما وإنها تعد أداة جيدة إذا ما استخدمتها في مجال الأعمال الاقتصادية وفي المحافل الدبلوماسية، إذ يوجد ناطقين بها، كلغة أُم، في جميع أرجاء العالم، فضلاً عن موطنها الأصلي فرنسا التي تجتذب سياحاً أكثر من كل دول العالم، إذ بلغ عدد السياح فيها عام 2010 أكثر من 76.8 مليون سائح وفقا لإحصائيات منظمة السياحة العالمية وحلت أمريكا بالمرتبة الثانية ب59.7 مليون سائح. إن اتقانك لبعض الفرنسية سيجعل من زيارتك لفرنسا تجربة أكثر إمتاعاً من دون شك، اذ يُعرف عن الفرنسيين ترحابهم الحار بالزائرين خصوصاً إن أظهر الزائرون لهم ولبلدهم بعض الاحترام، فبأول جملة فرنسية تقولها، خصوصاً إذا كانت مصاغة بقالب قواعدي صحيح، سيذوب كل الجليد بينك وبينهم ومن اللقاء الأول، لذلك وبرغم وجود لغات أخرى رائعة في العالم، إلا إنه يفترض بك أن لا تنسى اختيار لغة سهلة وشائعة وبكلمات أقل بكثير من اللغة الإنكليزية، التي تُدَرّس من دون شك في البلدة التي تسكن بها، وأخيراً أقول: لن تندم مطلقاً على تَعَلُمِك الفرنسية.
اللغة الإسبانية:
قدمها: دانيل فرانكلين Daniel Franklin
تخيل لو أن العالم الناطق بالإسبانية تجمع في بلد واحد يسمى بلاد الاسبان “Hispanidad”، فإن هذا البلد المفترض سيكون حجمه بحجم الصين بمرة ونصف، كما إن سكانه سيكونون 500 مليون نسمة، مما سيجعله ثالث أكبر بلد من ناحية الكثافة السكانية بعد الصين والهند، وسيكون عدد الناطقين في هذا البلد من الذين يتكلمون الإسبانية كلغتهم الأم 400 مليون نسمة، أي سيحلون بالمرتبة الثانية من حيث العدد بعد الناطقين بالصينية “الماندرين”، كما إن اللغة الإسبانية تمتلك تراثاً أدبياً ثرياً ابتداءً من سيرفانتيس إلى غابرييل غارسيا ماركيز، إذ ستكون متعة قراءة أعمالهم أكبر بكثير عند قراءتها بلغتهم الأصلية، كما أنصحك، في حال تعلمت الإسبانية، بمشاهدة إحدى أفلام المخرج الإسباني الشهير “المودوبار” من دون شريط الترجمة؛ وللعلم فإن الإسبانية تعد اللغة الأكثر انتشاراً بعد الإنجليزية والصينية في العالم.
لذلك إن كنت تعمل في مجال التجارة أو كنت مهتماً بالأدب أو ترغب بالتحدث بالإسبانية فحسب فإن حجم بلاد الإسبان “المفترضة” تعد سبباً قوياً وكافياً لتعلم اللغة الاسبانية، ولكن في الحقيقة بلاد الاسبان هذه ليست بلداً واحداً، بل إنها موزعة بين الأميركيتين وإسبانيا وحتى في أجزاء من إفريقيا وآسيا مما يعزز الأسباب أكثر لدراستها.
تعد الاسبانية اللغة العالمية الثانية الأكثر استخداماً بعد الإنكليزية؛ بالنسبة للسياح مثلاً، فإن معرفتهم بالإسبانية يسهل لهم السفر لا بل يجعله أمراً ممتعا في أكثر من عشرين بلداً تشكل الإسبانية فيهم اللغة الرئيسية (كما إن الكثير من السياح قد يرغبون في السفر إلى غينيه الاستوائية – علماً أنها البلد الوحيد الذي يتحدث الإسبانية في إفريقيا)، وبالنسبة للطلاب الذين يدرسون الإسبانية فهنالك بلدان كثيرة لزيارتها، وهو أمر جيد لتوسيع مهاراتهم بالإسبانية بدءاً من فينزويلا مروراً بإسبانيا وانتهاءً بالأرجنتين.
كما ولا ننسى أن في الولايات المتحدة الامريكية تعد الإسبانية اللغة الثانية من حيث عدد الناطقين بها بما يزيد عن 50 مليون نسمة، وهي البلد الأكبر من ناحية الناطقين بالإسبانية بعد المكسيك، فتأثير اللاتينيين ثقافياً وتجارياً وسياسياً آخذ بالتصاعد باستمرار، فاليوم لا تخلوا حملة انتخابية في انتخابات الرئاسة الأمريكية من دون إعلانات ترويجية للمرشح باللغة الاسبانية، حيث اشتهرت العبارة الإسبانية على لسان المرشح الجمهوري ميت رومني (Mitt Romney) حيث يقول: “أنا ميت رومني أوافق على هذه الرسالة”.
حتى بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين لا يمتلكون طموحات سياسية، فإنه يوجد سببٌ آخر مقنعٌ لاختيار الإسبانية كلغة ثانية، فهي لغة سهلة بالتأكيد إذا ما قارناها مع اللغة الصينية مثلاً، وفي حال تعلمت الإسبانية فإنك قد اجتزت نصف الطريق نحو تعلم الإيطالية والفرنسية والبرتغالية أيضاً.
بعد كل هذا، هل ستتعلم الاسبانية؟ كيف لا! “i Como no” كما يقولون بالإسبانية.
اللغة الصينية
قدمها: سايمون لونغ Simon long
يقول (ويرنير فون براون) Wernher von Braun: “أجيد العد التنازلي باللغتين الإنكليزية والألمانية، وأنا الآن أتعلم الصينية”.
حين كتب (توم لهرر) Tom Lehrer قبل نصف قرن أغنيته الساخرة، والتي كانت تدور فكرتها حول عَالِم صواريخ ألماني يقوم بالعد العكسي إلى الصفر باللغة الصينية، لابد أن الأغنية قد بدت غريبة وشريرة للمشاهدين الأميركيين، أما الآن فإن تلك البلاد (الصين) قد أصبحت مستعدة لتنتزع موقع الصدارة من أمريكا في عدد الرجال الذين ترسلهم إلى القمر، ومن دون شك فإن الصين تتكلم اللغة التي يفترض بنا نحن غير الصينيين أن نتعلمها.
في الحقيقة فإن هذا التقدم الحاصل في الصين ليس بمقتصر على علم الصواريخ فحسب، بل إنه تقدم على الصعيدين السياسي والاقتصادي، إذ تعد الصين البلد الأكثر كثافة من حيث عدد السكان، ورغم ما تدعيه الهند من أن عدد متحدثي الهندية سيتجاوز في العقد القادم عدد الناطقين بالصينية، إلا إن عدد المتحدثين بالصينية يبقى أكبر بكثير، حتى لو أضفنا على الهندية عدد الناطقين باللغة الباكستانية (الأوردو) وهي لغة قريبة الشبه بالهندية، إذا كانت أهمية اللغة تتعلق بعدد من تستطيع التحدث إليهم بها، فإن الصينية ستحتل المركز الأول من دون منازع. من المؤكد وجود العديد من اللغات في الصين، بيد أن اللغة الصينية الأساسية المعروفة “بالماندرين” أو ما شابهها من لغات تعد مفهومة في كل أنحاء الصين تقريباً، كما إنها تدرس بالمدارس، لذلك لا يوجد ما يستدعي الحيرة عند اختيارك أي من اللهجات ستدرس.
يستمر الاقتصاد الصيني بالنمو وسيصبح يوماً ما الاقتصاد الأكبر في العالم والسؤال الوحيد هو متى، ولكن يمكنك القيام بتخمينٍ واعٍ ومدروسٍ حول هذا السؤال عن طريق استخدام التقنية الذكية للرسوم البيانية التفاعلية (infographic) في موقع جريدة الإيكونيميست الإلكتروني على الرابط (economist.com/chinavusa)، وبين أفضل التخمينات أن الصين ستصبح الاقتصاد الأول عالمياً في عام 2018. لقد غيرت الصين، وعلى مدار الثلاثين عاماً الماضية من ازدهارها الاقتصادي، الكثير في حياتنا، فعندما نشأتُ في لندن لم يكن هنالك سواحٌ صينيون ولم يكن في منزلنا أي من الحاجيات مكتب عليها “صنع في الصين”، ولكن ماذا عن الصين الآن؟ من المتوقع للاقتصاد الصيني أن يستمر بالنمو متفوقاً على اقتصاديات الدول الغنية خلال العقود القادمة، مغيراً بذلك ميزان القوى الاقتصادية. لذا أنصح بتعلم الصينية، ولكن لا تتعلمها لغرض التأثير على مديرتك في العمل بل لكي تفهم ما تقوله لك.
اللغة العربية
قدمتها جوسي ديلاب (Josie Delap)
بالنسبة لمتحدثي الإنكليزية، من الذين يبحثون عن لغة أخرى لتعلمها وقد يكونون ربما غير ماهرين في قواعد النحو المعقدة، فإن اللغات الرومانسية (اللغات المتفرعة عن اللغة اللاتينية) البسيطة التي تتميز بقواعدها النحوية البسيطة والواضحة قد تبدو الخيار الأفضل لتعلمها، وربما حتى اللغات الإسكندنافية ذات المفردات المألوفة صوتياً لناطقي الإنكليزية، رغم طريقة كتابتها (التهجي) غير المألوفة، قد تبدو من الخيارات الممكن دراستها أيضاً، ولكن بدلاً من كل ذلك أنصحك بأخذ نفسٍ عميق وأن تقتحم دراسة العربية.
تعد العربية لغة صعبة، فالسنة الأولى لدراستك للعربية ستكون مثيرة للإحباط، كمن يحل لغز الصور المقطعة في ليلة مظلمة غائمة، وفي الوقت الذي يقطع فيه دارسوا الإسبانية أشواطاً ويتمكنون من التحدث بالإسبانية عن نوع البيرة التي يرغبون بشربها وعن شؤون شقيقاتهم، تجد متعلم العربية يحاول إتقان استخدام كلمة جديدة؛ كلمة تتداخل فيها النقاط والفراغات وتسبب إرباكاً كبيراً، كلمة تختفي أصوات عِلَتها في العدم، كلمة تتغير أشكال حروفها حسب موقعهم في الكلمة، إذ سيبدو نظام الجذر ثلاثي الأحرف للكلمة العربية، والذي يقبل إضافات: بادئة ووسيطة ولاحقة على جذر الكلمة ثلاثية الأحرف، غريباً جداً وصعباً على المتعلمين الجدد.
بيد أن هذه اللغة جديرة بالتعب فثمارها ستظهر بدءاً من الإعجاب والغرور بنفسك، فالتحدث بالعربية ولو بشكل قليل سوف يثير إعجاب الكثيرين، كما لن يقتصر هذا الإعجاب على من يجيدون لغة واحدة فقط، أو أولئك الذين أصيبوا بالبدانة بعد أن قرروا تعلم اللغة الإيطالية، بل سيثير إعجاب الناطقين بها كذلك، فالمصريون والسوريون والفلسطينيون الذين انتقلوا لأوربا، والذين غالباً ما كنت تعاني كثيراً في التحدث إليهم، سيمطرونك بوابل من عبارات المديح والإطراء إذا ما تحدثت إليهم بالعربية.
حين تشعر بجمالية تراكب الكلمات العربية مع بعضها البعض وتعرف كيف يرتبط معنى الجذر الثلاثي لكلمة الغرب (كاتجاه جغرافي) بمعنى كلمة غروب (الشمس) وكذلك ارتباطه بمعنى كلمة غريب (كصفة لوصف شخص غير معروف)، عندئذ ستدرك مدى الجمال والسمو في هذه اللغة، فما تستطيع العربية التعبير عنه، تعجز القواعد الفرنسية “بماضيها الشرطي” والقواعد الروسية “بمفعولها غير المباشر” عن التعبير عنه، كما إن للعربية متعة لا تنتهي أبداً، وقد تفقد طلاقتك في التحدث بالعربية بعد عمر طويل، لكن سيبقى فيها سحر وجاذبية الحرية في اختيار طريقة تعبيرك الخاصة، وبناء الجمل التي تروقك في خضم تعقيدات النحو العربي.
اللغة البرتغالية البرازيلية
قدمتها: هيلين جويس Helen Joyce
يتعلم بعض غريبي الأطوار اللغات الأخرى لأجل المتعة فقط، في حين إن بقية الناس تتعلم اللغة لأجل تحقيق عوائد جيدة في استثماراتهم وأعمالهم، وما نعنيه بذلك أن نختار لغة محكية من قبل مجموعة كبيرة من الناس، أو أن يتحدثها أناس يجدر التحدث إليهم، أو أن نتعلم لغة تُحكى في مناطق جديرة بالزيارة، أو أن نتعلم لغة تكون قريبة جداً من لغات أخرى، وبذلك نكون قد وضعنا قدمنا على أول الطريق لتعلم لغة ثالثة بسهولة، ويفضل ألا تكون هذه اللغة بعيدة كثيراً عن لغتك الأم التي اخترت أن تتخلي عنها.
وبعد كل هذه المقدمات يبدو أن هنالك خياراً واحداً، ألا وهو: اللغة البرازيلية البرتغالية؛ فالبرازيل بلد كبيرة يبلغ عدد سكانها 190 مليون نسمة وتبلغ مساحتها حوالي نصف قارة أميركا الجنوبية. كما أن مستقبلها الاقتصادي يبشر بكثير من الازدهار، إذ تعد مدينة ساو باولو مركز المال والأعمال في أمريكا اللاتينية، كما لا يمتلك أي بلد أخر غير البرازيل تنوعاً في ثروته النباتية والحيوانية، حيث تعد البرازيل موطن أكبر الغابات التي مازالت قائمة حتى الآن والمتمثلة بغابات الأمازون الشهيرة، أما مناخ البرازيل فهو لطيف جداً وتعد شواطئها الأجمل في العالم، أما سكان البرازيل فهم أناس لطفاء وظريفون لا يخجلون من تعاطي بعض الكذب الأبيض من باب المجاملة، فيخبروك بأن لغتك البرازيلية جيدة لمرات عديدة قبل أن تصبح لغتك جيدة فعلاً.
كما أنك لن تحتاج لتعلم أحرف جديدة ولا قواعد نحو جديدة إن قررت دراسة البرتغالية البرازيلية، وستلاحظ أن البرتغالية تميل للتصريف كثيراً وإلى استخدام الجمل الشرطية، إذ ستتعلم مئات الكلمات من دون جهد يذكر (فهنالك الكثير من الكلمات المتشابهة بين البرتغالية والإنجليزية) كما تستطيع فهم معنى جملة كاملة من دون الرجوع للقاموس، فبهذه الكلمات الجديدة القليلة التي تعلمتها يمكنك أن تسافر إلى البرتغال وبعض أجزاء إفريقيا من دون الحاجة لمترجم، أما إذا كنت تتحدث الإسبانية أو الإيطالية أو الفرنسية، فأنت قد قطعت للتو نصف الطريق في تعلم البرتغالية، أما إذا كنت لا تتكلم هذه اللغات: فلما لا تحاول أن تتعلمها؟ فبتعلمك البرتغالية ستمتلك جناحين سيأخذانك لأماكن كثيرة من العالم.
أما الجانب الأفضل في كل ما سبق يتلخص في أن تعلم الإسبانية سيجعلك متميزاً، إذ لا يتكلم سوى 10%من البرتغاليين الإنكليزية، كما أن كثيراً من ناطقي الإنكليزية يتحدثون الإسبانية أو الفرنسية ولا يتقنون البرتغالية، في الحقيقة وبالنسبة لي فإني لم أختر تعلم البرتغالية، بل وجدت نفسي مجبراً على تعلمها بسبب عرض عمل تلقيته في ساو باولو، ولكن عندما أفكر الآن بمستقبل أبنائي الاثنين البالغين (10سنوات و5 سنوات) وأتخيلهم يكتبون في مؤهلات سيرهم الذاتية CV “يتحدث البرتغالية البرازيلية بطلاقة” ينتابني القليل من الغرور.
اللغة اللاتينية
قدمها: تيم ليزل Tim Lisle
لقد درست اللاتينية على مدار الخمس عشر سنة الماضية، وربما قد تكون هذه المرة الأولى التي اتحدث فيها بشكل مباشر عن اللاتينية في حياتي، وصادفت ذات مرة، قبل وقت طويل مضى، أن استفدت تقريباً من استخدامها، فقد صادف أنى كنت أستمع لإحدى البومات المغني البريطاني ستينغ (ٍsting)، وفيه أغنية زفاف تقليدية يتحدث موضوعها عن عملية طعن، كما ويوجد الكثير من هكذا مواضيع في البومات الشاعر اليوناني القديم كاتالوس (Catallus) الذي امضيت فصولاً دراسية كاملة في قراءة شعره، وإن كنت قد استخدمت مهاراتي في اللغة اللاتينية، فهي من دون شك في تلك المرة التي وصفت فيها أغنية الزفاف التي غناها المطرب ستينغ بأنها أغنية كاتولونية Catullan (نسبة للشاعر Catullus)، ولكن حصل أن تغيرت هذه الكلمة عند نقلها من موظف الاستنساخ إلى معد العناوين إلى كلمة كتلوني (Catalan) نسبة الى كتالونيا، وأعتقد أن هذا التغير في الأحرف كان من صالحي.
لذلك فإن الاستخدام المباشر للغة اللاتينية يعد معدوما في حياتنا اليومية، بيد أن اللاتينية التي لا نستخدمها في حياتنا اليومية مطلقاً هي بمثابة تمارين بيلاتس التي تبقى معك طوال الحياة، فهي تقوي أساسك اللغوي وتعلمك النحو والإعراب أفضل مما تعلمه لك لغتك، التي تتعلم بنائها النحوي منذ الصغر دون أن تشعر بذلك، فاللاتينية لغة تخلو من الغموض والمواربة، فكل كلمة فيها تأخذ محلها المناسب لتنسجم مع بقية أجزاء الُجملة وكل نهاية جملة فيها يجب ان تكون صحيحة تماما. وباختصار فان تعلم اللاتينية يعلمك الدقة والصرامة.
ولكن ثمن هذه الصرامة هو الموت، فعاجلاً سيخبرك أحدهم بأن اللغة اللاتينية لغة ميتة، وهذا الكلام صحيح من جانب واحد ولكنه خاطئ من عدة جوانب، فاللغة اللاتينية لاتزال حاضرة بقوة في اللغتين الفرنسية والإنكليزية، كما أنها تعد الأب الشرعي للغة الإيطالية والإسبانية، كما أنها تتغلغل بشكل كبير في اللغة الألمانية، أما الكلمات المشتركة بين اللغات الأوربية فهي في الغالب كلمات لاتينية، وبذلك تبقى اللاتينية لغة التفاهم المشترك بين شعوب مختلفة اللغات، أما الكلمات التي أخذناها عن اللاتينية فتتميز بكثرة حروف الكلمة وطولها وبدلالاتها الثقافية والعقلانية (أما الكلمات القصيرة المنتفخة التي لا نحتاج لاستيرادها من اللاتينية فهي: عاش، مات، أكل، شَرِبَ، حَب وكَرِه)؛ إن كلاً من عالَمي: الأعمال والمعرفة لا يوجد بينهما مشتركات كثيرة، ولكن كلاهما يعتمدان بشكل متزايد على كلمات لاتينية، فالاتحاد الأوربي يتحدث بلغة مشتركا ولو بنسبة قليلة، وأذكر أنى قبل عشر سنوات كنت أُحَضر لكتابة مقالة احتجت عندها أن أقرأ الدستور الأوربي المقترح، فهالني الكم الهائل من الكلمات المشتقة من اللاتينية المستخدمة في كتابة الدستور، ويبدو أن مواطني بروكسل كانوا يحاولون بناء دولة عظمى باستخدامهم لأسماء مجردة.
إن علم الإدارة وهذا الهراء المسمى الاتحاد الأوربي هو لاتيني في أسوأ التقديرات، ومع ذلك فإن تعلم اللاتينية يساعدك على شق طريقك للتحدث بفصاحة في وسط هذه البيئة، فمن الصعب على أحد أن يسخر منك إن كنت تجيد اللاتينية (ولكن من المحتمل أن تتعرض للتهديد مثلما فعل بوريس جونسون)، وفي حال تمسكت بهذه اللغة وثابرت على دراستها فستكتشف بعد أقل من ثمان أو تسع سنوات بأن هذه اللغة: عظيمة بحد ذاتها.
فأدب هذه اللغة قد اجتاز امتحان آلاف السنين: بدءاً من أُوفيد وكتاباته المؤنسة إلى لوقريطوس المثير بأفكاره المحفزة وسيسيرو صاحب الأسلوب الآسر في الكتابة، بينما اشتهر هوراس بأسلوبه الجارف -فهو ككاتب العمود الأسبوعي سيء، ذلك أنه دائماً ما يكتب عن حديقته وقبوه، باستثناء مقالاته المليئة بالعبارات الجديرة بالاقتباس حول حلاوة الموت في المعركة؛ بيد أن فيرجل الذي كان معاصراً لهوراس كان ساحراً بكل ما في الكلمة من معنى، فقد اختار لنفسه المهمة الأصعب لأي أديب -ألا وهي تخليد روما بكتابة ملحمة شبيهة بملحمتي الإلياذة والأوديسة، مختصراً ذلك بعمل ملحمي واحد سمي (الأنيادة)؛ كان فيرجل حينها الذراع الأيمن للإمبراطور-وقد حالفه النجاح في مهمته الصعبة هذه. لقد تعلمت الفرنسية والإغريقية وقرأت بهما الأدب لسنوات كثيرة واستمتعت بذلك أشد الاستمتاع، بيد أن لا شيء على الإطلاق يوازي متعة قراءة الأنيادة بلغتها المكتوبة (اللاتينية).
رابط المقال باللغة الإنكليزية: هنا

عن

شاهد أيضاً

ليو تولستوي عن الحُبِّ ومتطلباته المتناقضة

كَتَبَهُ لمجلة “براين بيكينغز”: ماريا بوبوفا ترجمة: ياسر منهل مراجعة وتدقيق: عقيل صكر تصميم الصورة: …

صعود الكُتاب الأذكياء

كتبه لمجلة “فيلوسوفي ناو”: لوشلان بلوم العدد: 123/ 2017 ترجمة: ياسين إدوحموش تدقيق ومراجعة: نعمان …