ترجمة: آمنة الصوفي
تدقيق: عمر أكرم المهدي
تصميم: حسام زيدان
كتبها لموقع (The National): روزماري بيهان (Rosemary Behan)
منشور بتاريخ: 18 ديسمبر، 2017 – والذي يصادف (اليوم العالمي للّغة العربية)
الجبر (Algebra)، الخوارزمية (algorithm)، الصفر (zero)، السمة (zenith)، الخيمياء (alchemy)، العود (lute)، العيار (calibre)، القهوة (coffee). قائمة كلمات ذات جذور عربية عريقة، لكننا لم نحصل إلّا على يوم واحد، أو بالأحرى يومين، للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، والذي مُنحَ هذا العام موضوع التكنولوجيا الجديدة من قبل منظمها، منظّمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو).
إنه موضوع هام، ويطرح سؤالًا حول مدى جودة اللغة التي سادت العصر الذهبي الإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر – مع التطورات والاختراعات السائدة من الرياضيات والجغرافيا إلى الملاحة والفلك – في عالم اليوم.
يذكر محمد الخليل، رئيس الدراسات العربية في جامعة نيويورك – أبوظبي قائلًا: ’’كانت اللغة العربية هي اللغة الرئيسية للحضارة العربية الإسلامية، مما جعل اللغة العربية لغة الأدب والعلم عندما كانت هذه الحضارة في ذروتها.‘‘ ويضيف: ’’معظم المعرفة والعلم الرائج اليوم كانت قد كُتبَت ودُرست باللغة العربية. ومن هنا نجد أسماء عربية لكثير من الاكتشافات والاختراعات والملاحظات العلمية والتطورات التكنولوجية لتلك الفترات. حتى اسم آرسنال، من نادي كرة القدم الإنجليزية الشهير، ويأتي من العربية: بيت التصنيع.‘‘
وعلى هذا النحو، كانت اللغة العربية هي السبيل، والحافظ، والمُنشئُ لإرث ثقافي وعلمي هائل. سلاسة التعبير التي استخدمها الملّاح العربي أحمد بن ماجد، الذي وُلد في رأس الخيمة في القرن الرابع عشر، في (كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد)، تبدو مذهلة في العصر الحالي. يقول الخليل: ’’في الوقت الحاضر، للّغة العربية علاقة معقدة مع العلوم والتكنولوجيا،‘‘ ويضيف أيضًا: ’’هذا ليس خطئًا من اللغة نفسها، ولكن من الإهمال التربوي والثقافي الذي تعاني منه. ولكن بالنظر إلى الاهتمام والدعم المناسبين، فإن اللغة العربية قادرة على نقل العلم والتكنولوجيا كأي لغة من لغات العالم الرئيسية الأخرى.‘‘
في الساعة 10.50 صباح هذا اليوم، في جامعة القاسمية في الشارقة، سيقدم الخليل عرضًا عن «المؤشرات الرقمية للّغة العربية والبحوث والأدوات الحسابية والتكنولوجية التي يتم تطويرها من قبل جامعة نيويورك في أبوظبي لدعم تعليمها وتعلّمها.» وتشمل هذه الأعمال الرائدة من قبل محمد عيد، أستاذ مساعد في الهندسة الكهربائية والهندسة الحاسوبية، في مجال التكنولوجيا الحسّية، وهي دراسة التفاعل بين الإنسان والحاسوب من خلال اللمس وكيفية تفاعلها مع الإدراك. من خلال عمله في جامعة نيويورك، فإن عيد وضع أداة تفاعلية للمساعدة في تعليم كتابة السيناريو العربي.
وفي منطقة مينا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى خلق مساحة رقمية؛ إذ أصبح فيها عدد الكتب باللغة العربية – وفقًا لمحرك البحث غوغل – هو 17,000 كتابًا يحمل عنوانًا عربيًا على غوغل بلي للكتب (Google Play Books)، كما أطلقت ترجمة غوغل تقنية للترجمة من العربية إلى الإنجليزية ومن الإنجليزية إلى العربية. ويتوافق ذلك مع الشعبية التي حصلت عليها قناة اليوتيوب (YouTube Batala)، وهي منصة مخصصة لتسليط الضوء على النساء العربيات في موقع يوتيوب، والتي تضم الآن أكثر من 400 محتوى، ومليون مشترك ومجموعة متنامية من المشتركين في المحتوى العربي على يوتيوب. وقد أصبحت قناة مسلسلات في اليوتيوب (YouTube Mosalsalat) اليوم صرحًا لــ 550 مسلسلًا تلفزيونيًا عربيًا يتراوح ما بين الخمسينيات من القرن الماضي وحتى رمضان 2017، وتقدم قناة أفلام (Aflam) في اليوتيوب أرشيفًا لتاريخ السينما في المنطقة، مع أكثر من 1000 محتوى عربي.
ويشارك نزار أنداري، الأستاذ المساعد للفيلم والأدب في جامعة زايد، في تحرير سلسلة من الكتب عن السينما العربية، وانتهى كمخرج من إنتاج فيلم عن المخرج العربي محمد ملص. ويؤكد أنه من حيث الثقافة المعاصرة، ساعدت التكنولوجيا اللغة على الازدهار، من خلال زيادة عدد وسائل الإعلام، بما في ذلك النشر الرقمي للأفلام، وبرامج المسابقات التلفزيونية والنسخة العربية من التطبيقات مثل تطبيق (Snapchat).
’’في هذا الصدد، فإن اللغة العربية منتشرة أكثر من أي وقت مضى،‘‘ كما يقول. ويضيف: ’’ولكن من حيث نظام التعليم، في كل من المدارس الخاصة والعامة، فإنها ليست كما يُرجى منها. إذ تراجعت منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وكأستاذ، أرى أن سوق العمل يشجع اللغة الإنجليزية. لا يوجد تقريبًا حقل أو مفهوم للسيرة الذاتية باللغة العربية، على سبيل المثال.‘‘
عندما يتعلق الأمر بطرقه في التدريس، يقول أنداري أنه كأستاذ في العلوم الإنسانية، يجعل من المنطقي تضمين النصوص العربية ووسائل الإعلام الأخرى في جميع دوراته، سواء فيلم أو أعمال هوميروس، على الرغم من أنه مجددًا، ليس هناك تركيز وفير على الأدب العربي من قبل الأشخاص المتكلمين أصلًا بالعربية. ’’الكثير من كبار المدراء التنفيذيين في جميع أنحاء العالم لديهم درجات في العلوم الإنسانية، لذلك فهم في غاية الأهمية، ولكن في دولة الإمارات العربية المتحدة لدينا فقط واحد أو اثنين من برامج بكالوريوس الأدب العربي.‘‘ يقول ذلك أنداري؛ في حين أنه كانت هناك رغبة لدراسة الأدب العربي في الغرب، قابلها حاجة إلى المزيد من التشجيع للتدريس باللغة العربية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
’’هناك شيء إيجابي بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ وهو أنها نظرًا لتنوعها الثقافي، فهنالك تقدير أكبر للّهجات العربية سواء الإماراتية أو العمانية أو المصرية أو المغربية،‘‘ كما يشير. ’’وهذا شيء يستحق أن يُحتفى به.‘‘
المصدر باللغة النكليزية: هنا