ترجمة: ريهام بكر أحمد
تدقيق: نعمان البياتي
تصميم الصورة : حسام زيدان
قال مؤسس فيس بوك، والذي أصبح مليارديراً بفضل الشركة “الله وحده يعلم ما يفعله الفيس بوك بعقول أبنائنا”.
صرح الرئيس المؤسس لشركة فيس بوك (شون باركر) أن مؤسسي الموقع كانوا على دراية منذ البداية أنهم يصنعون شيئاً يسبب الإدمان، ومن شأنه أن يستغل “ثغرة في النفس البشرية”.
شارك (باركر)، والذي غدا مليارديراً من خلال مساهمته في الموقع، انتقاداته بشأن منصة التواصل العالمية خلال فاعلية نظمتها وكالة (أكسيوس) الإعلامية بولاية فيلادلفيا هذا الأسبوع؛ وكان قد حضر الرئيس والمؤسس لمؤسسة (باركر) للعلاج المناعي للسرطان، الفاعلية للتحدث عن التقدم الأخير في علاجات السرطان، إلا أنه أخذ شيئاً من وقته للتحدث عن الأيام الأولى لفيس بوك، في الوقت الذي تصارع شركات التواصل الاجتماعية التدقيق المكثف من جانب المشرّعين حول نفوذهم، وسلطتهم.
وصف (باركر) كيف أنه في الأيام الأولى للموقع كان البعض يخبره أنهم لا يستخدمون الفيس بوك لأنهم يفضلون الاندماج في الحياة الواقعية، “وكنت أجيبهم، حسناً، تعلمون أنكم ستستخدمونه” مضيفاً “لا أعلم إن كنت واعياً حقاً بشأن عواقب ما أتلفظ به”، مشيراً إلى “النتائج غير المقصودة” جراء نمو المنصة لتضم أكثر من 2 بليون مستخدم.
قال (باركر) “الموقع يغير حرفياً علاقات الأشخاص بالمجتمع، وعلاقتهم مع بعضهم البعض كما أنه يتداخل مع الإنتاجية بشكل مريب، والله وحده يعلم ما يفعله بعقول أطفالنا”.
كما أوضح أن الغاية من تأسيس الموقع كانت في المقام الأول “كيف نستهلك أقصي ما نملك من وقت ووعي؟” وهذه العقلية هي التي أدت إلى ابتكار سمات مثل زر “الإعجاب”، مما يعني منح المستخدمين “جرعة من الدوبامين” (مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ، وتؤثر على كثير من أحاسيسك، وسلوكك)، ما يدفعهم إلى تحميل محتوى أكبر.
استطرد (باركر) “إنها بمثابة حلقة من آثار التحقق الاجتماعي … تماماً مثل أنواع من التطبيقات التي يستطيع قرصان إلكتروني مثلي أن يبتكرها، لأنك تستغل ثغرة في النفس البشرية”.
يذكر أن (باركر)، الذي أسس مسبقاً موقع مشاركة الملفات “نابستر”، انضم إلي فريق فيس بوك عام 2004، بعد خمسة أشهر من إطلاق الموقع كدليل للطلاب في جامعة هارفارد؛ وكان (باركر) قد أدرك إمكانيات الموقع، كما إنه كان، وفقًا لـ (مارك زوكربيرج) “محوراً بالغ الأهمية للمساهمة في تحويل فيس بوك من مجرد مشروع جامعي إلى شركة حقيقية”.
في عام 2005 عثرت الشرطة على كوكايين في منزل العطلات الذي اعتاد (باركر) على استئجاره، وتم إلقاء القبض عليه للاشتباه في حيازته على مادة مخدرة من الدرجة الأولى، وعلى الرغم من إنه لم توجه إليه أية تهم، فإن أمر التوقيف زعزع ثقة المستثمرين، وبعدها بفترة قصيرة قدم إسقالته.
بفضل الفترة المؤقتة التي قضاها باركر في الموقع، يقدر صافي أرباحه بأكثر من 2.6 مليار دولار؛ وفي يونيو 2015، قام بإنشاء مؤسسة باركر للمساهمة بجزء من ثروته لدعم “التغير المنهجي واسع النطاق” في علوم الحياة، والصحة العامة العالمية، وكذلك المشاركة المدنية”.
لم يكن باركر الوحيد من بين متعهدي وادي السليكون الذين أبدوا ندمهم إزاء التكنولوجيا التي ساهموا في تطويرها، فقد نشرت صحيفة (الغارديان) بشهر أكتوبر تقريراً، ينتقد فيه خبير التصميم السابق لدى جوجل (ترستان هاريس)، صناعة التقنية هذه.
اختتم (باركر) حديثه بقوله “جميعنا داخل هذا النظام من الممكن أن تُنتهك عقولنا، وخياراتنا محدودة بعكس ما نعتقد.”
رابط المقال الأصلي