الرئيسية / ثقافة / هل دمرت الهواتف الذكية الجيل الصاعد؟

هل دمرت الهواتف الذكية الجيل الصاعد؟

ترجمة :- نورالهدى عباس التميمي
تدقيق :-ريام عيسى
تصميم الصورة :- مكي السرحان

نص المقال :-
واحدة من مفارقات حياة الجيل الجديد الصاعد الآن هي إنفاق مزيدٍ من الوقت تحت سقف واحد مع أبائهم، فمن الصعب أن نقول اليوم أن المراهقين اقرب الى امهاتهم وابائهم منهم الى اجدادهم. قالت لي أثنا :”أرى اصدقائي مع عائلاتهم __ وهم لا يتحدثون معهم. إنهم يقولون فقط ’اجل، اجل، أيًا يكن‘ عندما يستخدمون هواتفهم. ولا يعيرون اهتمامًا لعوائلهم.“ ومثل اقرانها، أثنا لا تكترث لوالديها عندما تركز على هاتفها. وامضت معظم الصيف برفقة اصدقائها، لكن امضته كله تقريبًا في المراسلة او السناب جات. وقالت :”امضي وقتي على هاتفي أكثر من امضائه مع الأشخاص في الواقع“ و”سريري، كان مثل، بصمة على جسدي.“
في هذا، أيضًا، فهي نموذجية. فقد انخفض عدد المراهقين الذين يخرجون بصحبة أصدقائهم كل يوم بنسبة اكبر من 40% من عام 2000 الى 2015؛ والانخفاض مستمر لا سيما في الآونة الأخيرة. إنها ليست سوى مسألة حفلات اطفال اقل؛ عدد اقل من الاطفال يمضون وقتًا ببساطة في الاماكن التي يرتادونها دائمًا. هذا ما يفعله اغلب المراهقين احيانًا: المهووسين بالمذاكرة والأطفال المرحين، والأطفال الفقراء والأطفال الأغنياء، والطلاب الكسالى والطلاب المتفوقين. واسطوانة التزلج وملعب كرة السلة ومدينة السباحة ومنطقة التقبيل المحلية __ تم استبدالها جميعًا بأماكن ظاهرية يمكن الوصول اليها من خلال التطبيقات ومواقع شبكة الإنترنت.
يمكنك أن تتوقع أن المراهقين يمضون الكثير من الوقت في هذه الأماكن الجديدة ﻷنها تجعلهم سعداء، لكن تشير معظم البيانات إلى أن الامر ليس كذلك. مراقبة الدراسة الاستقصائية، التي يمولها المعهد الوطني لتعاطي المخدرات والتي صممت لتكون على الصعيد الوطني النموذجي، والتي سألت طلاب الصف الثاني عشر أكثر من 1,000 سؤال كل سنة منذ عام 1975 وسألت طلاب الصف الثامن والعاشر منذ عام 1991. سألت الدراسة الاستقصائية المراهقين كم كانوا سعداء وكم يمضون من وقت فراغهم في الأنشطة المختلفة، وتتضمن الأنشطة غير المحدودة مثل التفاعل الاجتماعي الشخصي والتمارين الرياضية، وفي السنوات الأخيرة، الانشطة المحدودة مثل مواقع التواصل الإجتماعي وتصفح شبكة الإنترنت. والنتائج لا يمكن أن تكون اكثر وضوحًا: فالمراهقين الذين يمضون وقتًا اطول من المتوسط على الأنشطة المحدودة اكثر احتمالًا بأن يكونوا غير سعداء، اما أولئك الذين يمضون وقتًا اطول من المتوسط على الأنشطة غير المحدودة اكثر احتمالًا بأن يكونوا سعداء.
لا يوجد استثناء فردي. فجميع الأنشطة المحدودة مرتبطة بسعادةٍ اقل، وجميع الأنشطة غير المحدودة مرتبطة بسعادةٍ اكثر. فـطلاب الصف الثامن يمضون 10 ساعات او أكثر في الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي وهم اكثر احتمالًا بنسبة 56% بأن يقولوا أنهم غير سعداء أكثر من الذين يخصصون وقت اقل لذلك. وبأعتراف الجميع، فأن عشر ساعات في الأسبوع كثيرة. فأولئك الذين يمضون ست الى تسع ساعات في الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي اكثر احتمالًا بنسبة 47% أن يقولوا أنهم غير سعداء اكثر من أولئك الذين يمضون وقتًا اقل. والعكس صحيح في التفاعلات الشخصية. فالأشخاص الذين يمضون وقتًا اعلى من المعدل مع أصدقائهم هم اقل احتمالًا بنسبة 20% لقول أنهم غير سعداء اكثر من اولئك الذين يمضون وقتًا اقل من المعدل.
المراهقين الذين يمضون وقتًا اطول في النظر الى الشاشات، تقرر أنهم غالبًا ما يعانون من اعراض اكتئاب.
اذا كنت ذاهبًا لتقديم نصيحة للمراهقين حول السعادة بناءً على هذه الدراسة، ستكون مباشرة: ضع هاتفك جانبًا، اطفئ حاسوبك المحمول، وقم بأي شيء لا يتضمن شاشة. بالتأكيد، تثبت هذه التحليلات أن الوقت الذي تمضيه على الشاشة يسبب التعاسة؛ ومن الممكن أن يمضي المراهقين التعساء وقتًا اطول على الإنترنت. لكن تشير البحوث الحديثة أن الوقت على الإنترنت، خصوصًا عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، تسبب التعاسة فعلًا. طلبت احدى الدراسات من طلاب الجامعة الذين يمتلكون صفحات على الفيسبوك استكمال الدراسة الاستقصائية القصيرة هذه على هواتفهم لمدة أسبوعين. وقد حصلوا على نص رسالة مع رابط لخمس مرات في اليوم، لتقرير مزاجهم وكم يمضون من الوقت على الفيسبوك. اكثر الذين يستخدمونه لا يشعرون بالسعادة، لكن بالتالي لا يؤدي الشعور بالتعاسة الى استخدام اكثر للفيسبوك.
تتعهد مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك بتواصلنا مع أصدقائنا. وصورة الجيل الجديد الناشئة من البيانات هي واحدة من أسباب الانعزالية، وقد شوشت الجيل. المراهقين الذين يزورون مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم لكن يرون اصدقائهم شخصيًا مراتٍ اقل أكثرهم يؤيدون البيانات ”مزيد من الوقت وانا اشعر بالوحدة،“ ”انا كثيرًا ما اهجر الأشياء“ و”أتمنى لو أمتلك اصدقاء أكثر،“ وقد ارتفع شعور المراهقين بالوحدة في 2013 وبقي مرتفعًا منذ ذلك الحين.
هذا لا يعني ذلك دائمًا، فـعلى مستوى الفرد، الأطفال الذين يمضون وقتًا اطول على الإنترنت يشعرون بالوحدة أكثر من أولئك الذين يمضون وقتًا اقل. والمراهقين الذين يمضون وقتًا اطول على مواقع التواصل الاجتماعي يمضون ايضًا وقتًا اطول مع أصدقائهم شخصيًا، في المتوسط __ المراهقين الاجتماعية على مواقع التواصل هم اجتماعيين اكثر في اماكن اللقاءات والمراهقين غير الاجتماعية هم اجتماعيين اقل فيها. لكن على مستوى الجيل، عندما يمضي المراهقين وقتًا اطول على الهواتف الذكية ووقت اقل في التفاعلات الاجتماعية الشخصية، يشعرون بالوحدة عمومًا.
إذًا انه الاكتئاب. مرة آخرى، تأثير النشاطات المحدودة لا يخطأ: المراهقين الذين يمضون وقتًا اطول في النظر الى الشاشات، تقرر أنهم غالبًا ما يعانون من اعراض اكتئاب. طلاب الصف الثامن هم مستخدمون بكثرة لمواقع التواصل الاجتماعي وهذا يزيد من خطر إصابتهم بالإكتئاب بنسبة 27%، بينما أولئك الذين يلعبون الرياضة او يذهبون الى الشعائر الدينية او حتى يقوموا بواجبهم المدرسي اكثر من المتوسط يقل خطر إصابتهم بالإكتئاب بشكل ملحوظ.
المراهقين الذين يمضون ثلاث ساعات او أكثر في اليوم على الاجهزة الإلكترونية يزداد احتمال تعرضهم لخطر الإنتحار بنسبة 35%. (وهذا اكثر من الخطر المرتبط بمشاهدة التلفاز). جزء من البيانات غير مباشر لكنه التقط تزايد العزلة لدى الأطفال، لحسن الحظ ولسوء الحظ: منذ عام 2007، قل معدل القتل لدى الشباب، لكن معدل الإنتحار ازداد. بدأ يقل الوقت الذي يمضيه الشباب مع بعضهم، لذلك قل احتمال قتلهم لبعضهم، وزاد احتمال قتلهم ﻷنفسهم. وفي عام 2011، في المرة الأولى تضاعف لـ 24 سنة، معدل الإنتحار لدى الشباب أصبح اعلى من معدل القتل.
يمتلك الإكتئاب الذي يؤدي للإنتحار العديد من الأسباب؛ وايضًا الكثير من التكنولوجيا ليست السبب الوحيد. ارتفع معدل الإنتحار في جيل التسعينات، قبل وقت طويل من تواجد الهواتف الذكية. ثم مرة آخرى، حوالي اربع مرات أكثر من الأميركان الآن يتعاطون مضادات الإكتئاب، التي تكون فعالة احيانًا في معالجة الإكتئابات المتنوعة، والنوع الأكثر خطرًا مرتبط بالانتحار.
ما الرابط بين الهواتف الذكية وضيق الظاهرة النفسية التي يعاني منها هذا الجيل؟ تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي جميع نفوذها لتقييد الأطفال نهارًا وليلًا، وهي ايضًا تستفحل في جذب إهتمام المراهقين البالغين. يذهب اليوم المراهقون إلى سهرات اقل ويمضون وقتًا اقل مع بعضهم شخصيًا، لكن عندما يجتمعون، يوثقون فيديوهاتهم الجماعية __ على السناب جات والانستغرام والفيسبوك. وهذا لا يدعوهم ليكونوا معًا وهم على علم بذلك تمامًا. إذن، يصل وقت عدد المراهقين الذين يشعرون بأنهم مهجورون إلى اعلى مستوياته في جميع الفئات العمرية. ومثل زيادة الشعور بالوحدة، فأن زيادة الشعور بالهجران يبدو سريعًا وملحوظًا.
هذه النزعة شديدة عند الفتيات. ازداد عدد الفتيات الآتي قلن أنهن يشعرن بالوحدة بنسبة 48% في عام 2015 اكثر من عام 2010، مقارنةً مع 27% من الشباب. تستخدم الفتيات مواقع التواصل الاجتماعي اكثر غالبًا، وهذا يعطيهن فرصًا إضافية للشعور بالهجر والوحدة عند رؤية اصدقائهن او زملاء الدراسة يخرجون من دونهن. تفرض مواقع التواصل الاجتماعي ضريبة نفسية على المراهقين للقيام بنشر المنشورات، بالإضافة الى إنتظار الفتاة بفارغ الصبر للتعليقات والإعجابات. وعندما تنشر أثنا صور على الانستغرام، تقول لي،”انا قلقة تجاه ما يفكر به الناس او ما سيقولونه. في بعض الأحيان تسبب علةٌ لي عندما لا احصل على عدد معين من الإعجابات على الصورة.“
تتحمل الفتيات العبء الأكبر في ظهور علامات الإكتئاب اليوم لدى المراهقين. وقد زادت أعراض الإكتئاب لدى الشباب بنسبة 21% من عام 2012 الى 2015، بينما الفتيات بنسبة 50% __ مرتين اكبر. وزيادة الإنتحار، أيضًا، اكثر وضوحًا لدى الفتيات. مع أن المعدل ازداد في كلا الجنسين، ازداد ثلاث مرات اكثر لدى الفتيات في عمر 12 الى 14 سنة في عام 2015 عن عام 2007، مقارنةً مع ازدياده مرتين لدى الشباب. وقد بقي معدل الإنتحار عند الشباب مرتفعًا، ويرجع ذلك جزئيًا الى ان الطرق التي يستخدمونها اكثر ضراوةٌ، لكن الفتيات بدأن يغلقن هذه الفجوة.
وهذه عواقب أكثر رهبةً للفتيات الشابات ويمكن أن ترسخ حقيقة أن الفتيات اكثر عرضة للتسلط على الإنترنت. ويميل الشبان الى التسلط على بعضهم جسديًا، بينما تميل الفتيات أكثر الى ان يصبحن ضحية الحالة الإجتماعية والعلاقات. تعطي مواقع التواصل الاجتماعي منصةً للفتيات في المدارس المتوسطة والعليا لتنفيذ نمط عدوانتهن التي لصالحهن، ومنع الفتيات الآخريات على مدار الساعة.
و بالتأكيد شركات الإعلام عارفة بهذه المشاكل، وسعت لمنع التسلط عبر الإنترنت. ولكن لدوافع مختلفة، على اقل تقدير، فأنها معقدة. مؤخرًا سرب الفيسبوك مستندًا أشار فيه أن الشركة تروج للمعلنين قدرتها على تحديد الحالة العاطفية للمراهقين اعتمادًا على سلوكهم في الموقع، وحتى تحديد ”اللحظات التي يحتاج فيها الشباب الى تعزيز الثقة.“ اعترف موقع الفيسبوك أن المستند صحيح، لكنه نفى اقتراحاته ”أدوات لإختيار الأشخاص بناءً على حالتهم الإجتماعية.“
في يوليو 2014، أستيقظت فتاة تبلغ من العمر 13 سنة في شمال تكساس على رائحة شيء يحترق. كان هاتفها قد حمى وذاب داخل الأوراق. نشرتها ناشنال نيوز (National news)، مما أثار مخاوف القراء إلى أن هواتفهم قد تحترق تلقائيًا. بالنسبة لي، مع ذلك، لم يكن الهاتف المحمول فقط هو الجانب المفاجئ في القصة. لماذا، أتساءل، لم يكن هاتفها بجوارها على السرير؟ انها ليست مثلك تتصفح الإنترنت وهي نائمة. وكيف يستمر النوم العميق بوجود هاتف رنان؟
غريب، قمت بسؤال طلابي الجامعيين في جامعة ولاية سان ديغو (San Diego State) ماذا يفعلون مع هواتفهم عندما ينامون. كانت اجاباتهم عبارة عن قلق شخصي. تقريبًا ينام الجميع مع هواتفهم، وضعه على الوسادة او على الفراش او على اقل تقدير ضمن الذراع على السرير. ويتحققون من مواقع التواصل الاجتماعي قبل ذهابهم للنوم، ويبلغون هواتفهم عند استيقاظهم في الصباح (استخدموه كما لو انه منبه). فهواتفهم هي آخر ما يرونه قبل ذهابهم للنوم واول ما يرونه عند استيقاظهم. اذا استيقاظوا في منتصف الليل، غالبًا ما ينظرون الى هواتفهم. البعض يستخدم لغة الإدمان. قالت احدى الفتيات حول النظر الى هاتفها في السرير ” انا اعلم انه يجب عليّ ذلك، لكنني فقط لا استطيع المساعدة.“ اخرون قالوا ان هواتفهم كوصلات لأجسامهم __ او حتى كحبيب لهم: ”وجود هاتفي قريبًا مني عندما انام هو راحة لي.“
ربما يكون وجود الهواتف الذكية راحة، لكنها تقطع نوم المراهقين: الكثير منهم ينام اقل من سبع ساعات في الليل. يقول خبراء النوم ان المراهقين يجب ان يناموا تسع ساعات في الليل؛ المراهقين الذين يحصلون على اقل من سبع ساعات نوم في الليل هم محرومون من النوم بشكل ملحوظ. ازدادت نسبة المراهقين المحرومين من النوم الى 57% في عام 2015 عن عام 1991. وفي اربع سنوات فقط من عام 2012 الى عام 2015، ازدادت نسبة المراهقين الذين فشلوا في الحصول على سبع ساعات نوم الى 22%.
زيادة مريبة في وقت مناسب، مرة اخرى البدأ بمعظم المراهقين الذين حصلوا على هواتف ذكية. عرضت دراستين استقصائيتين ان المراهقين الذين يمضون ثلاث ساعات او اكثر في اليوم على الأجهزة الإلكترونية هم اكثر احتمالًا بنسبة 28% في الحصول على سبع ساعات نوم من اولئك الذين يمضون وقتًا اقل من الثلاث ساعات، والمراهقين الذين يزورون مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم هم اكثر احتمالًا بنسبة 19% الى ان يكونوا محرومين من النوم. وجد التحليل التلوي للطلاب على استخدام الأجهزة الإلكترونية من قِبل الأطفال انه قد اعطى نتائج متشابهة: الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة قبل الذهاب إلى السرير هم أكثر عرضة لنوم اقل بمرتين من اولئك الذين ينامون اثناء النهار. لقد لاحظت طفلتي الصغيرة، والتي بالكاد تسير على اقدامها، فهي تستخدم الايباد بثقة.
يبدو أن الأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي تمتلك قدرة خاصة على تشويش النوم. المراهقين الذين يقرأون الكتب والمجلات اكثر من المتوسط يكونون اقل احتمالًا للحرمان من النوم __ اما ان يقرأوا في فترات الهدوء التي يليها النوم، او يضعون الكتب جانبًا عند ميعاد النوم. وترتبط مشاهدة التلفاز لساعات عديدة في اليوم ارتباطًا ضعيفًا بقلة النوم. لكن جاذبية الهواتف تكون غالبًا اكثر مقاومة للنوم.
يرتبط الحرمان من النوم بعدد كبير من القضايا، ويتضمن تسوية التفكير والمنطق، والحساسية للأمراض، واكتساب الوزن وارتفاع ضغط الدم. وهو يؤثر ايضًا على المزاج: الأشخاص الذين لا ينامون بشكل كافٍ معرضون للإكتئاب والقلق. مرة أخرى، من الصعب تتبع المسارات السببية بدقة. ويمكن ان تسبب الهواتف الذكية قلة النوم، والذي يؤدي الى الإكتئاب. او عوامل أخرى تسبب ارتفاع كل من الإكتئاب والحرمان من النوم. الا أن الهواتف الذكية، وهي كالضوء الأزرق المتوهج في الظلام، اكثر احتمالًا ان تلعب دورًا شنيعًا في ذلك.
الروابط بين الإكتئاب واستخدام الهواتف الذكية قوية كفايةٌ لتلمح للآباء ان يخبروا اولادهم بأن يطفئوا هواتفهم. كما ذكر كاتب التكنلوجيا نيك بيلتون (Nick Bilton)، انها السياسة المتبعة في بعض مناطق وادي سيليكون (Silicon Valley). حتى أن ستيف جوبز (Steve Jobs) حدد لأطفاله استخدام الأجهزة التي نقلها الى العالم.
إنها ليست سوى فرصة للأطفال كي يجربوا المراهقة. وغالبًا استمرار وجود الهواتف الذكية يؤثر عليهم بشكل جيد عند البلوغ. والأشخاص الذين يعانون جزءً من الإكتئاب، فهم سيكتسبون الجزء الآخر في مراحل حياتهم القادمة. المراهقة هي الفترة الرئيسية لتطوير المهارات الإجتماعية؛ المراهقين الذين يمضون وقتًا اقل مع أصدقائهم وجهًا لوجه، لديهم فرص اقل للتدريب. في العقد المقبل، ربما سنرى الشباب يعرفون رموز التعبير الحقيقية، لكنهم لا يعرفون التعبير عنها بالوجه.
أدرك ان التكنولوجيا المقيدة يمكن ان تكون حاجة ملحة غير واقعية تفرض على جيل الأطفال تعودًا يمكن ان يكون سلوكيًا في جميع الأوقات. فتياتي الثلاث من مواليد 2006 و2009 و2012. انهن غير كبيرات كفاية لعرض صفات مراهقيّ الجيل الجديد، ولكن لدي شهادة مباشرة فقط عن كيف تمثل مواقع التواصل الاجتماعي الجديدة والراسخة حياة هؤلاء الشباب. لقد لاحظت طفلتي الصغيرة، والتي بالكاد تسير على اقدامها، فهي تستخدم الايباد بثقة. اختبرت طفلتي التي تبلغ ست سنوات بسؤالها عن هاتفها. وسمعت طفلتي التي تبلغ تسع سنوات تناقش حول أحدث التطبيقات لاجتياز الصف الرابع. التطفل على هواتف اطفالنا في ايديهم صعب، كما ان جهود آباء هذا الجيل وهمية للحصول على اطفال يطفئوا قناة الـ(MTV) ويستنشقون هواءً نظيفًا. لكن يبدو انه اكثر من ذلك لحث المراهقين على استخدام هواتفهم بمسؤولية، وهناك فوائد مكتسبة اذا غرسنا في اطفالنا اهمية الاعتدال. وتظهر تأثيرات ملحوظة على كل من الصحة العقلية ووقت النوم بعد ساعتين او اكثر من استخدام الهواتف الذكية في النهار. ومتوسط الساعات التي يمضيها المراهقين على الهواتف الذكية في النهار هي ساعتين ونصف. بعض الحدود الموضوعة للحفاظ على الاطفال من الوقوع في العادات الضارة.
في حواراتي مع المراهقين، رأيت إشارات املٍ في أن الاطفال انفسهم بدأوا بربط بعض مشاكلهم بوجود الهواتف. قالت لي أثنا أنها عندما تقضي وقتًا مع اصدقائها، فأنهم غالبًا ما ينظرون الى اجهزتهم وليس إليها. وقالت :”احاول أن اتكلم معهم حول بعض الاشياء، وهم لا ينظرون الي.“ وسألتها :”ماذا تشعرين عندما تكلمينهم وجهًا لوجه، ولا ينظرون إليك؟.“ فأجابت :”إنه نوع من أنواع الألم، مؤلم. واعرف أن والديّ لا يفعلان ذلك. واردت التحدث عن أمرٍ مهم جدًا بالنسبة لي، لكنهم لم يستمعوا لي.“
مرةً، قالت لي أنها كانت مع صديقتها التي تراسل رفيقها :”كنت احاول التحدث معها عن عائلتها، وما ستفعله، وما يعجبها، وكانت تجيب’آه، اجل، أيًا يكن.‘ فأخذت هاتفها ورميته على جدار غرفتي.“
ولم اتمكن من مساعدتها على الضحك. فقلت :”هل تلعبين الكرة الطائرة. هل لديك ذراع جيدة،“ فأجابت :”نعم“

المصدر:- هنا

عن

شاهد أيضاً

كيف تركز على شيء واحد فقط

نشر في: موقع فوكس تأليف: ريبيكا جينينغس بتاريخ: 4 سبتمبر 2019 ترجمة: مازن سفان تدقيق …

هل تجعلنا قراءة قصص الخيال أشخاصاً أفضل؟

تقديم: كلوديا هاموند ترجمة: ياسين إدوحموش تصميم الصورة: امير محمد كل يوم يُباع أكثر من …