منشور بتاريخ: نيسان 2013
ترجمة: نورالهدى عباس التميمي
تدقيق: ريام عيسى
تصميم: مكي السرحان
1- احمرار الوجه خجلًا
قد يكون الجنس البشري بارع في الخداع وإخفاء المشاعر، لكن الغريب أنَّ العمليات التطورية تكون أكثر محاباة للإشارات ”الصادقة“ في كثير من الحالات. تمامًا كما تعرض قمة الريشة تطورًا لدقة إشارة نوايا الطائر، وتقليل الحاجة للنزاعات الفعلية، ويتغير جلد البشر لما يخدم حالته المزاجية. ولمواجهة حالة غير مريحة، قد نبذل قصارى جهدنا للخداع ولكن لسوء حظنا، فأن قرونًا من التطور حركتنا اجتماعيًا واخذتنا بأتجاه آخر. اظهرت الدراسات العلمية أنَّ احمرار الوجه يقلل ردود الأفعال المعادية من خلال التواصل الذي يتبعه الخجل او الإعتذار. في سلسلة من الاختبارات، أثار التعاطف في غالبية الاختبارات خضوعًا عند الأفراد الذين احمرت وجوههم، مقارنةً بأولئك الذين يمتلكون جلدًا باردًا.
2- استدامة المرحلة اليرقية (Neotony)
يعتبر البشر من الأنواع المتطورة، لكن كم مرّةً توقفنا عن اعتبار أننا مدينون للانتقاء التطوري في تطور العمر؟ يشير البحث العلمي الى أننا نمتلك خصائص بشرية مهمة مثل كبر حجم رؤوسنا، والتي تزودنا بذكاءٌ عالي، والتوقف عن الإحتفاظ بالخصائص اليافعة. وملامح وجوه البشر المدورة مع ملامح ”الجمال“ للعديد من الإناث و”الوسامة“ لتقاسيم وجوه الذكور نشأت ايضًا من الضغط الانتقائي لهذا التأثير، والذي يعرف بـ”استدامة المرحلة اليرقية“. اكثر الحالات الملحوظة لأستدامة المرحلة اليرقية في الأنواع الاخرى هي في السمندل أكسولوتل (Axolotl Salamander)، وهو نوع ثانوي للسمندل النمريّ (Tiger Salamander) الذي يبقى شرغوفًا طوال حياته.
3- عظم القضيب (Baculum)
في التطور الجنسي للأنواع الإجتماعية، تنوع المؤشرات مثل قرن الوعل الذي تطور لعرض كفاءة الفرد على التكاثر. وفي معظم الثديات، بما في ذلك اقاربنا، الشمبانزي، القضيب عضو تكاثري عملي ببساطة. بالرغم من ذلك، في البشر أصبح القضيب مؤشر للكفاءة، وتطور خلال الانتقاء الجنسي ليصبح اطول مقارنةً بحجم الجسم كنتيجة للانتقاء الجنسي للمظهر. قضيب البشر ليس طويلًا فقط، وانما على نقيض اغلب الثديات، يفتقد عظم القضيب. تم حل السر عندما وصل العلماء الى استنتاجات أنَّ تحقيق الانتصاب اصبح إشارة للصحة والكفاءة التكاثرية، لكنها لن تكون ذات صلة بوجود عظم لجعله ثابتًا. يسمح فقدان العظم ايضًا للقضيب بالتراجع الى الأسفل لتقليص الحجم، ومنعه من أنَّ يصبح عائقًا.
4- ثنائيات الحركة
المشي على ساقين لرجل واحد هي الأكثر تعريفًا، مع ذلك اعتُبرت من الصفات الموهوبة. وهي أيضًا واحدة من التكيفات المتنازع عليها على نطاقٍ واسع. وقد طور العلماء نظريات متعددة مثيرة للإنتباه حول أصل ثنائيات الحركة، والتي على الأرجح تكون متكاملة بدلًا من أنَّ تكون متعارضة. وسنستنتج على الأغلب أنَّ حركة الإنسان من الغابات والى المراعي، وقابليته على الوقوف منتصبًا بشكل مفيد جدًا كوسيلة فحص للمسافات الطويلة للحصول على الطعام ومواجهة التهديدات المحتملة. بالإضافة الى أنَّ الوقوف منتصبًا يعوض عن عدم وجود الأشجار لتسلقها من أجل النظر. البشر تطور أكثر، واصبح استخدام الاذرع ذو فائدة لحمل رمح الصيد، والذي تطور أيضًا عند الشمبانزي. ويصبح حمل الأطفال الرضع العاجزين اسهل ايضًا بأستخدام القدمين.
5- الجسم العاري المتكامل
أنَّ فقدان الشعر عند البشر هي ميزة حيرت علماء الأحياء التطورية لفترةٍ طويلة، لكنها واحدة من الخصائص سهلة التفسير. وأنَّ العيش في المناطق الحارة، وبيئة السافانا المفتوحة والركض بنشاط على القدمين يُعتقد بأنها تُفضل معطفًا رقيق ليسمح للبشر بالتعرق بحرية وتجنب حرارة الشمس من خلال الاستحمام في المراعي. ونتيجةٌ للمشي منتصبًا، يكون البشر اقل عرضة للشمس، والذي يمنع الظهر من ان يحترق. وفائدة التبريد السريع تفوق تكاليف الحرارة أو حتى التعرض لبرودة معتدلة. ومن المثير للإهتمام، أنَّ البشر اصبح عاريًا من خلال تخفيف الشعر، وليس تقليل عدد بصيلات الشعر. ولم يقوم البشر بتطوير الشعر كما الذكاء الذي يسمح بصنع الملابس، ومنع إجراء جديد من الانتقاء.
6- رفع القدمين عند الخوف
عند مشاهدة فلم مخيف، او المعاناة من القلق، يعاني بعض البشر من رغبة في رفع اقدامهم او تسلق مكان اكثر ارتفاعًا. هذه الحركة يمكن أن تكون تفكيرًا في سلوك نزوحي لا معنى له او ردود فعل عصبية آخرى. ومع ذلك، نظرةً للأحياء الرئيسية تجعل هذا السلوك مفهومًا أكثر. معظم الحيوانات المفترسة التي تشكل تهديدًا للرئيسيات تسكن الأرض، وبالنتيجة، فأنَّ العديد من الأنواع تتسلق الأشجار عندما يتم تهديدها. وهكذا فأنَّ رفع الاقدام هي بقايا غريزية تخبر الناس بأن التهديد موجود والذي يعطي اوامر بالتسلق.
7- الذقن
الذقن نادرًا ما يمكن التفكير به بأعتباره سمة بشرية معروفة، لكننا الانواع الرئيسية الوحيدة التي تمتلك ذقنًا حقيقيًا. كبشر يصبحون أكثر ”تطورًا“، مع أدمغة أكبر وحذاقة اعظم، كنا قادرين على ترك اغذية اكثر بدائية خلفنا مثل قطع اللحم والعظم والجذور الليفية لأجل طعام اكثر لذة. وكانت الحنوك الصغيرة مشاركة في الحصول على أدمغة كبيرة. وقد وضع العلماء نظرية أنَّ ذقن البشر يتطور كنوع من الدعم لقوس الحنك ويسمح له بالاحتفاظ بالمتانة عندما يصبح اصغر نسبيًا. ويُعتقد أن الانتقاء الجنسي له دور أيضًا، وتكون خطوط الحنك الجيدة إشارة للمتانة.
8- شعر الرأس
استمعنا لعبارة ”ولن يؤلمك شعر رأسك. السؤال هو، لماذا تتغطى رؤوس الرئيسيات بالشعر، وليس باقي الجسم؟ تشير الآراء العلمية الساحقة الى أنَّ البشر يفقدون شعرهم كي تبقى أجسامهم باردة، لكن يبقى شعر الرأس بسبب عمله كعازل نافع جدًا وخصائص صد للرأس. قد تكون ثنائيات الأرجل المنتصبة في مواطن السافانا من دون فراء، لكن فقدان شعر الرأس يؤدي الى حروق خطيرة بسبب الشمس. ومن المفارقات، لا يتكيف البشر جيدًا للزراعة كما للصيد، فالزراعة تتطلب انحناء أكثر، وكشف الجزء الخلفي عديم الشعر. في الأسلاف البشرية، مع ذلك، كانوا يركضون قبل الحيوانات ويجمعون الطعام من الاشجار على الأرجل، وينحنون لفترة قصيرة لجمع النباتات والمواد وافتراس الحيوانات الصغيرة.
9- رؤية الألوان
في الأنواع النهارية، البشر هم الاكثر ندرة بين الثديات في إمتلاك رؤية الألوان، وعمومًا هي صفة فريدة لدى الطيور، مقارنةً مع معظم الثديات الليلية. ولوقت طويل طور البشر رؤية الألوان لتحديد افضل موقع واختيار المواد الغذائية المناسبة، لكن تشير الدراسات الحديثة الى أنَّ رؤية الألوان مرتبطة بفقدان شعر الجسم. ووجوهنا ”العارية“ معرضة لتدفق الدم بناءً على ألوان الجلد المرتبطة بمشاعرنا، والتي هي ظاهرة على وجوهنا والجزء العلوي من اجسادنا. مع ذلك، تتطلب هذه الإشارات رؤية الألوان للنظر بشكل صحيح. طور البشر رؤية الألوان في وقت مبكر وكانت مفيدة بسبب قدرتهم على الوصول سريعًا لحجم بشر آخرين، واما تجنب الصراعات المميتة، او الإستفادة من فرص التزاوج.
10- الإيماء بالشفة
جميعنا رأينا ذلك في أفلام الاكشن، او عند مواجهة شخص مخيف ومزعج يحطم سمعتنا من خلال الإشاعة. فعند الغضب، ربما يعاني البشر من إيماء حواف الشفة العليا، وارتفاعها الى ما يصل للميلمترات. والإيماء ليس فعل لا ارادي طفيف، لكنه بقايا تطورية تكشف عن بغض طفيف عند البشر. وهو الجزء الأول من كشف الأسنان والتذمر من المزعجين، ويمكن أن نراه في الذئاب والدببة والشمبانزي. في البشر، أنَّ الإيماء بالشفه هو إشارة على الرغم من كونه ”لطيفًا“، ولا يزال البشر غير قابلين”للترويض“.
رابط المقال بالانكليزية:
هنا