علميًا، نحن ندرس الرئيسيات لمعرفة المزيد حول أنفسنا. تشترك قردة الأورانغوتان بـ97% من الشفرة الوراثية مع البشر وتملك صفات مشتركة مثل زيادة حجم الدماغ، حب الإختلاط بالآخرين، وأصابع الإبهام لا تساير بقية الأصابع في اليدين.
والآن، هناك صفة أخرى قد نتشارك بها مع أبناء عمومتنا وهي: الكلام. نجح باحثون في جامعة درم “Durham” في بريطانيا في جعل قرد أورانغوتان في حديقة حيوان إنديانابوليس “Indianapolis” يقوم بتقليد الأصوات البشرية في إطارٍ حواري باستعمال لعبة تعليمية، وهو شيء لم يحدث من قبل مع الرئيسيات.
يمكن أن يلقي هذا الإكتشاف الضوء على كيفية تطوير البشر للقدرات الأولية التي من شأنها أن تؤدي إلى الكلام.
وقد قال الباحث الرئيسي أدريانو لاميريا “Adriano Lameria” لنيو ساينتست “New Scientist”، “هذا يفتح لنا إمكانية تعلم المزيد حول القدرات الصوتية لأشباه البشر الذين عاشوا قبل الإنفصال بين سلالة الأورانغوتان والإنسان لرؤية كيف تطور النظام الصوتي لكلامٍ تام النضج في الإنسان.”
كان يعتقد الباحثون السابقون أن قرود الأورانغوتان لا تملك السيطرة على أصواتها، ولكن بدلًا من ذلك فهي تصنع أصواتًا لا إرادية للإثارة فقط. لكن هذا البحث أظهر بشكلٍ واضح أن لديهم القدرة على السيطرة على أصواتهم.
لإكتشاف ذلك، لعب العلماء لعبة مع القرد روكي “Rocky” البالغ من العمر 8 سنوات، حيث كان يحصل على مكافأة عند تقليد الأصوات التي يقولها العلماء والتي تتضمن مجموعة مختلفة من الإهتزازات والنغمات.
إن الأصوات التي صنعها روكي في هذه الألعاب تمت مقارنتها مع أصواتٍ أخرى مع أكثر من 120 قرد أورانغوتان آخر من عدة مجاميع سواء كانت في البرية أو كانت مأسورة، ووجدوا إختلافًا واضحًا عندما تعلق الأمر بقدرة روكي في السيطرة على صوته بنفس الطريقة التي يقوم البشر بها أثناء الحديث.
على الرغم من أنه لا يبدو وكأننا سنقوم قريبًا بمحادثاتٍ ذكية مع إخوتنا قردة الأورانغوتان، إلا أن هذه المرحلة من التحكم في الصوت يمكن ان توضح الصورة لكيفية تكيّف البشر لإظهار المهارات اللغوية الأكثر فعالية في عالم الطبيعة.
المصدر : هنا