ديفورا بلاجور
نيويورك تايمز
٦ شباط ، ٢٠١٥
تقدم كاي الى مقدمة المسرح بوجه شاحب وعينان غابت عنهما البهجة المُعتادة. نظر الى الاعلى وبدأ يُطرف بعينيه، إزداد الطرف وبقيت على هذا الحال فترة وفجأة بدت وكأنها انقلبت الى الوراء. مرت دقائق مرعبة اعتقدنا بها انا وزوجي “مات” ان إبننا قد تعرض لوعكة صحية. إنتهت الاغنية وتقدمت مجموعة أخرى من الاطفال الى مقدمة المسرح وتراجع كاي الى الصف الخلفي حتى اختفى عن الانظار.
كان هذا العرض خاص بموسم الشتاء حيث يشارك جميع الاطفال في الفعاليات المدرسية للمرحلة الابتدائية. ينقسم الاطفال فيما بينهم بين من ناحية الرغبة في تأدية الفعاليات فبعضهم يحب المشاركة ويبدو ان الأمر اعتياديا لغيرهم، اما كاي ونسبة كبيرة من الاطفال لم يكونوا سعداء بشكل واضح.
هذه السنة كانت اسوأ من السنة الماضية. نعتقد انا وزوجي ان كاي خاض اختبار غير ضروري بسبب تقليد سنوي غير مدروس يتطلب تأدية جميع الطلاب على المسرح. يحتاج الطفل لأن يتعلم القراءة لا يحتاج لأن يغني “دو ري مي” أمام 200 شخص تحت أضواء الكاميرات.
بعد انتهاء العرض، التقينا بصديق كان قد لاحظ ما حدث لكاي، قال ان التجربة كانت جيدة بالنسبة له واننا نفرط بحماية الطفل! من الصعب ان تجد افكار سوّية وانت ترى طفلك يتألم! هل هناك تبرير لغضبي او ان ردة الفعل كانت موجة تعاطف أبوي ؟ وفيما أذا اتخذت اجراء معين لتجنب حدوث ذلك مجددا (كإن اقترح على المدرسة ان تكون المشاركة اختيارية في موسم الربيع المقبل)، هل سأكون أما تربي ولدا مدللاً لا يتحمل المحن الاختبارات؟
هل يجب ان يتواجد كل الاطفال على المسرح؟
د. ايمي برجيفورسكي، استاذ مساعد في علم النفس، تقول على الرغم من انه لا يجوز إرغام الطفل على الاداء على المسرح، “الا ان التجربة تساعد الطفل على التغلب على المخاوف” .
وفقاً لرأي د. ايمي : لن يتعلم الذين يختبأون من التجربة انه من الممكن ان تتكيف أجسامهم مه الاوضاع المثيرة للقلق، أختيار الهروب سيساهم في تكرار الخوف من تلك التجارب.
كان لأسلوب التعامل هذا انعكاس في داخلي حيث ان القلق كان يسيطر علي احيانا، واذا تمكنت من السيطرة انا عليه فلن انقل هذا القلق الى اطفالي. كانت نصائح د. ايمي في حالة وجود مشاركة للاداء على المسرح، انه يجب التأكيد على شجاعة الطفل في مواجهة المخاوف بدلا من تحميل نسبة عالية من القلق. ” نريد ان نعلم اطفالنا انهم أقوياء وقادرين على التعامل مع المواقف”.
بمعنى آخر، لا يجب ان يقتصر رد الفعل على ان الطفل غير سعيد بالمشاركة ومحاولة الغاء مشاركته، من الممكن ان تُستغل التجربة كموقف تعليمي.
مؤخرا وكطريقة للتعامل مع القلق، احاول انا وزوجي تجربة التنبيه الذهني والتأمل. وقد يكون الوقت قد حان لمشاركة كاي البالغ من العمر سبع سنوات بعض مما تعلمنا.
بعد ان وصلنا الى المنزل في يوم العرض، وكما اعتدنا لا نتكلم عما لاحظناه على المسرح لأن هذا سيجعله يشعر بسوء ويزيد القلق لديه في العرض القادم. فقط سألناه : كيف كان العرض بالنسبة له؟
“جيد”، أجاب كاي.
لم يتحدث عما شعر به على المسرح، لذا كان من الصعب علينا ان نحدد كيف كانت التجربة بالنسبة له. ” يبدو ان بعض اصدقائك لم يكونوا سعداء على المسرح”، انا قلت.
وأردفت “بعض الناس يحبون الاداء على المسرح بينما لا يحب البعض ذلك”.
فكر كاي قليلا ثم قال ” كنت انظر الى الاضواء” .
ماذا تقصد؟
“كنت انظر الى الاضواء حتى لا اضطر للنظر للجمهور”.
شعرت برغبة بالبكاء، ما بدا وكأنه نوبه خوف كانت مجرد استراتيجية للتكيف مع الظهور على المسرح. والسبب في طرف عينيه هو الاضواء الساطعة ولم تكن نوبة مرضية!
أخبرت كاي بعدها عن مقطع من مسرحية للأطفال كانت تعرض في السبعينيات حيث اقترح أحدهم ان يتخيل الاطفال الجمهور بملابسهم الداخلية للتغلب على المخاوف. كاي اعتقد ان الفكرة مرحة – بالعموم الاطفال بعمر السبع سنوات يجدون اي حديث عن الملابس الداخلية أمر مضحك. قال لي كاي ان اذكره بحديث الملابس الداخلية قبل عرض موسم الربيع . ونتأمل الى ذلك الوقت ان نتمكن من مساعدته في فهم نظرية “الكر والفر” وسأخبره حتماً كم كان شجاع بنظره للاضواء بدل الجمهور .
المصدر : اضغط هنا