الأنتيكيثيرا هي آلة ميكانيكية قديمة اخترعها الإغريق للحساب الفلكي، تم اكتشافها عام 1900 أو 1901 من حطام الأنتيكيثيرا، وهي معروضة الآن في المتحف الأثري الوطني في أثينا.
يُشير بَحث جديد إلى إن آلة أنتيكيثيرا (Antikythera) المُذهلة أكثرُ قدماً مما أعتُقد سابقاً، فبدلاً من كونها «أقدم ب 1500 سنة من زمانها- كما كان يُعتقد»، فإنها قد تكون أقرب إلى 1800 سنة.
عُثر على الآلة في العام 1901 في حُطام سفينة غرقت في بحر إيجة حوالي العام 60 قبل الميلاد. بالرغم من أن أصولها غير معروفة، إلا إنها يُمكن إن تُستخدم لحساب الحركة الفلكية، مما جعلها نوعاً من الحواسيب الرائدة.
التعقيد الهائل للآلة يجعلها غامضة، بل ويجعلها أكثر تقدُماً من اية آلة معروفة في يومها- أو لعدة قرون بعدها. وحتى بأجزائها المفقودة التي بقيت وقتاً طويلاً في الأعماق الملحية، تم الاستنتاج بإنها تمتلك على الأقل 30 ترساً. ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الكثيرون يعتبرونها تُمثل قمة التكنولوجيا في العالم القديم وما فُقد خلال العصور المُظلمة.
لو أن تقنية كهذه نجت، رُبما لوجد العالم (كليبر) مَهمة شرح مدارات الكواكب أسهل بكثير تحقيقها. بالرغم من أن صُناعها لم يكونوا يفهموا لماذا يتباطئ القمر ويُسرع في مدارهُ، لكنهم كانوا على دراية كافية بهذه الظاهرة. في الواقع، تُحاكي الآلة ذلك على وجه التحديد.
أحد وظائف الآلة هو التنبؤ بالكسوف، وتُشير دراسة أوجه الساعة هذه بأنها تعمل على تقويم يبدأ من 205 قبل الميلاد.
تم إرجاع تقديرات صُنع هذه الآلة تدريجياً إلى الوراء، إبتدأً من سنة غرقها. حُفظت الآلة في صندوق، ويعود تاريخ النقوش الموضوعة عليه إلى 80-90 سنة قبل الميلاد. ولكن يتسق تاريخ الحروف مع التاريخ 100-150 قبل الميلاد.
مع ذلك، في الأرشيف التاريخي للعلوم الدقيقة، يعتقد كلاً من الدكتور كريستيان كارمان ( Christian Carman) من جامعة الوطنية في كيلمس الأرجنتينية (National University of Quilmes) والدكتور جيمس ايفانز (James Evans) من جامعة بوغيت ساوند (University of Puget Sound) بأنهم قد حددوا كسوف الشمس الذي يحدث في الشهر 13 من تقويم الآلة. إذا كان الأمر كذلك، فإن هذا سيجعل تاريخ بدايتها، عند ضبطها على الصفر، 205 قبل الميلاد.
أضاف كارمان وايفانز «لقد تفحصنا أيضاً بعض الإحتمالات عن النظرية التي تكمُن وراء أوقات الكسوف على قرص ساعة الساروس (Saros ) ووجدنا أن نظاماً حسابياً، على الطراز البابلي، يَستخدم معادلة المحور والسرعات اليومية ليتطابق مع أوقات اليوم المنقوشة بشكل جيد. في الواقع، المُخطط الحسابي لأوقات كسوف القمر يُطابق الأدلة نوعاً ما أفضل مما يفعلهُ نموذج الدوال المُثلثية».
في الوقت الذي قد تكون فيه الآلة بُنيت نظرياً بتاريخ مباشرة ضُبطَ قبل عدة سنوات من إنشائهِا، فإن القيام بذلك من شأنهُ أن يُفقد فائدتها. لأن مثل هذه الآلة الدقيقة، الأخطاء قد تتراكم بشكل طبيعي، وتقلل من دقتها، مما يوحي بأن صُناعها لم يريدوا بدء تشغيلها في وقت بعيد جداً في الماضي.
تُركز التكهُنات عادةً على أن أصل الآلة يعود لأرخميدس (Archimedes)، إذا لم يكُن هو من اخترعها؛ فقد يكون هو مصدر الإلهام لاختراعها. مع ذلك، التأثير البابلي يجعل ذلك غير مُحتمل، بالرغم من كون تاريخ بدايتها بعد سبع سنوات بعد مقتله.
المصدر: هنا