كتبه لموقع “بيغ ثينك”: بول راتنر
نشر بتاريخ: 17/10/2018
ترجمة: شذا ابراهيم
مراجعة وتدقيق: نعمان البياتي
تصميم: أسماء عبد محمد
دراسة ناسا تكتشف اتجاهاً جديداً في البحث عن إشارات الحياة في الكون. أبحاث ناسا التمويلية أوضحت أن المواد الراتنية وليس الكلوروفيل هي المسؤولة عن إكساب الارض البدائية لونها، وإن الصبغتين تطورتا معاً لكن الراتنية جاءت أولاً؛ ينبغي علينا البحث عن شكل الحياة المعتمد على المواد الراتنية في كل أرجاء الكون.
كانت الأرض في السابق ذات لون أرجواني، وهذا الاحتمال المثير للاهتمام أشارت إليه أبحاث ناسا المدعمة الجديدة والتي تقر أن الجزيء أرجواني اللون الذي يسمى (ريتنال) هو الذي أعطى الأرض مظهرها المميز، وتمنحنا الفكرة أيضاً دافعاً لاتجاه جديد في الأبحاث القائمة على الكواكب المشابهة لنا.
إذا أتيحت لك الفرصة وتجولت بالخارج، ستشاهد الكثير من الخضرة؛ معذرة للقراء الذين يسكنون الصحاري، فهذه الخضرة الموجودة في الطبيعة هي نتيجة لعملية البناء الضوئي، عملية تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كيمائية نافعة، والجزء الرئيس من هذه العملية هو الكلوروفيل المخصب، والذي يمنح النباتات اللون الأخضر، فهو يمتص الطاقة من ضوء الشمس ويستخدمها لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مياه وسكريات.
والآن أظهرت دراسة حديثة أن الريتنال في الغالب أتى قبل الكلوروفيل بصفته الجزيء المهيمن على عملية امتصاص ضوء الشمس؛ ينصب اهتمام العلماء على البروتينات التي تحتوي الرتينال، خاصة (باكتيريور هودوبسين)، الذي يمتص ضوء الشمس في نطاق يصعب الوصول إليه من قبل الكلوروفيل، ويقترح علماء الأحياء أن الريتنال والكلوروفيل تطورا معاً ولكن الريتنال جاءت أولاً لأن جزيئاتها أبسط.
بما إن الريتنال يقوم بامتصاص اللون الأخضر والأصفر ويرسل اللونين الأحمر والأزرق، فإن الحياة التي تعتمد على الريتنال سوف تبدو أرجوانيه؛ وهكذا فإنه من الممكن أن يكون هناك مرحلة في تاريخ كوكبنا والتي أطلق عليها العلماء اسم (الأرض الأرجوانية)، وتم تحديد تاريخ هذا الوقت في مكان ما بين 2.4 إلى 3.5 مليار سنة، قبل حدث الأكسجة الكبير، الذي ربما كان بسبب ارتفاع التمثيل الضوئي القائم على الكلوروفيل.
وقام بهذه الدراسة كل من (شيلادتيا داسرما)، أستاذة البيولوجيا الجزيئية في جامعة ميرلاند، و(د. إدورد شويترمان) عالم الأحياء في جامعة كاليفورنيا.
ناحية أخرى تشير إليها الورقة البحثية وهي أنه إذا كان لدى الأرض طور ريتنالى، وحيث إن الريتنال أبسط تركيباً من الكلوروفيل، فمن المنطقي أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار عند البحث عن الكواكب المأهولة حديثاً أو المأهولة بالفعل، وفي الحقيقة إنه من الممكن تماماً أن تكون الحياة المعتمدة على الطور الريتنالى أكثر انتشاراً في أنحاء الكون.
وكما صرح الباحثون، إنه من وجهة نظر الأطوال الموجية التي تتم مشاهدتها من خلال المطياف، فإننا يجب أن نبحث عن حافة خضراء في طيف القادم من الكواكب، للبحث عن البقع البيولوجية الريتنالية.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا