كتبه لموقع “ساينس أليرت”: ميشيل ستار
منشور بتاريخ: 28/ 8/ 2018
ترجمة: فاطمة القريشي
مراجعة وتدقيق: امنة الصوفي
تصميم الصورة: احمد الوائلي
هل تعلم أن لديك ممرات صغيرة جدا في رأسك؟ لاعليك، لم يعرف ذلك أحد من قبل الا مؤخرا! ولكن هذا بالضبط ما اكتشفه فريق البحث الطبي في الفئران والانسان؛ وجود ممرات صغيرة جدا تربط نخاع عظم الجمجمة مع بطانة الدماغ.
كشف البحث عن امكانية هذه الممرات تزويد معبر مباشر للخلايا المناعية للانتقال من نخاع العظم الى الدماغ عند حدوث أي ضرر.
اعتقد العلماء سابقا أن الخلايا المناعية تنتقل من مسار الدم في أنحاء الجسم لتعالج التهاب الدماغ بعد السكتة الدماغية، اصابة أو اضطراب الدماغ. يُرجح هذا الاكتشاف الجديد بأن هذه الخلايا لديها طرق مختصرة دائما.
هذه الممرات الصغيرة جدا لم تكن مصنفة عندما شرع فريق الباحثين لمعرفة إذ ما كانت الخلايا المناعية تصل من الجمجمة او من عظمتي الساق الى الدماغ بعد الأصابة بالسكتة الدماغية أو التهاب السحايا.
كانت الخلايا المناعية التي تتبعها الفريق هي خلايا عَدِلة، والتي تمثل أول الخلايا المستجيبة من الخلايا المناعية. فعند حدوث أي ضرر تكون هذه الخلايا من اول الخلايا التي يرسلها الجسم للجزء المتضرر للتخفيف مهما كان سبب الالتهاب.
طوّر الفريق تقنية لملاحقة الخلايا بصبغة الفلورسنت الغشائية والتي تعمل كمتتبعة للخلايا. عامل الفريق هذه الخلايا بالصبغات وحقنوها في مواضع نخاع عظم الفئران، حيث حُقنت الخلايا ذات الصبغة الحمراء في الجمجمة بينما ذات الصبغة الخضراء في عظمتي الساق.
وبمجرد ما أستقرت الخلايا قام الفريق بأحداث انماط مختلفة من الالتهابات الحادة بما فيها السكتة الدماغية والتهاب الدماغ والسحايا المحفز كيميائياً.
وجد الباحثون أن الجمجمة قد ساهمت أكثر من عظمتي الساق بأرسال العَدِلات في حالات السكتة الدماغية والتهاب السحايا، وهذا ما أثار سؤالا جديد: كيف تم توصيل العدلات؟
”بدأنا فحص الجمجمة بعناية شديدة، ونظرنا اليها من جميع الزوايا وحاولنا معرفة طريقة وصول العَدِلات الى المخ“، هذا ما قاله ماتياس نهريندورف من كلية هارڤرد الطبية ومستشفى ماساتشستوس في بوسطن.
”وحدث مالم نتوقعه، حيث اكتشفنا ممرات صغيرة جدا تربط النخاع مباشرة ببطانة الدماغ“.
قام الفريق الطبي بتصوير السطح الداخلي لجمجمة الفأر باستخدام مجهرعضوي للحفاظ على سلامة الأنسجة أثناء فحصها. فوجدوا أوعية دموية مجهرية تربط نخاع الدماغ مباشرة بالجافية والتي تمثل الغشاء الذي يحيط بالدماغ ويحميه.
تتدفق عادة كريات الدم الحمراء عبر هذه القنوات من داخل الجمجمة الى نخاع العظم، ولكن عند حدوث السكتة الدماغية فأن هذه الكريات تُعبّأ لتنقل العدلات في الأتجاه المعاكس، أي من النخاع الى الدماغ.
على الرغم من أن هذا الأختبار أُجري على الفئران إلا انه تم الاستحصال على قطع من جمجمة الأنسان وأُجريت عليها عمليات تصوير مفصلة لمعرفة إذا ما كان الأنسان لديه شيء ما يشبه هذه العملية.
لاحظ الباحثون وجود هذه القنوات في الأنسان وبِقُطر أكبر بخمس أضعاف مما عليه في الفئران سواء في الطبقات الخارجية أو الداخلية للعظام.
أنه لأكتشاف مذهل لان الالتهاب يلعب دورا في العديد من اضطرابات الدماغ وهذا قد يساعد العلماء على فهم المزيد من الاليات الموجودة في هذه العملية، كما يمكن ان يساعد هذا الاكتشاف في فهم حالات أخرى كالتصلب المتعدد الذي يهاجم فيه جهاز المناعة الدماغ.
ومع ذلك سيتطلب الامر اجراء العديد من البحوث لتحديد اصناف الخلايا التي تستخدم هذه الممرات الصغيرة جدا ودورها في الحالات المختلفة.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا