الموتى قد يُدركون أنهم ماتوا..أبحاث جديدة تقول ذلك!

كتبه لموقع ”بيغ ثينك“: فيليب بيري
منشور بتاريخ:24/10/2017
ترجمة: شهد عبد الكريم
تدقيق: رعد طالب
تصميم: مينا خالد

يُعتبر الشخص ميتاً عندما يدخل بسكتة قلبية و هذا يحصل عند انقطاع النبضات الكهربائية المُولدة لضربات القلب و كنتيجة لذلك يتوقف القلب تماما. و يُحدد وقت الوفاة من لحظة توقف القلب. لكن بعد ذلك هل يغلب الموت على ادراكنا العقلي فوراً، ام ان دماغنا يموت بشكل تدريجي ؟
و لمعرفة كيف يسيطر الموت على الدماغ، قام بعض العلماء بدراسة حالات تجارب الاقتراب من الموت. و ما وجدوه كان مُبهرا، إذ أن دفقاً من الكهربائية يمر خلال الدماغ قبل دقائق من موته. و في عام 2013 في جامعة ميشيغان اجريت دراسة على الاشارات الكهربائية الموجودة في ادمغة الفئران و قد وجدت هذه الدراسة ان الفئران قد دخلت في حالة تسمى ب (فرط الادراك) مباشرة قبل موتها.
بدأ العلماء يعتقدون ان تجربة الاقتراب من الموت ناتجة من نقصان تدفق الدم الى الدماغ مصحوبا ًبتيار كهربائي غير طبيعي فيه، و ان ظاهرة رؤية النفق الذي ينتهي بضوء ساطع في تجارب الاقتراب من الموت قد تكون ناتجة عن زيادة في النشاط العصبي الدماغي. يقوم الدكتور سام بارنيا مدير ابحاث الطوارئ و الانعاش في كلية الطب جامعة نيويورك لانغون في مدينة نيويورك و زملائه بالبحث في كيفية موت الدماغ .

و في بحث سابق له قام الدكتور سام بدراسة الحيوانات خلال الدقائق التي تسبق الموت و التي تليه مباشرة. كذلك قام بدراسة تجارب الاقتراب من الموت للبشر. و قد اخبر موقع اللايف ساينس انه ” في كثير من الاحيان يتحدث الاشخاص الذين مروا بتجارب الاقتراب من الموت لاحقا عن كيف انهم كانوا يحومون في ارجاء الغرفة و انهم كانوا مدركين لما كان يفعله الفريق الطبي لاجسادهم”. و قال ايضا ” جميعهم يصفون رؤيتهم للاطباء و الممرضين و هم يؤدون عملهم و جميعهم يؤكدون امتلاكهم الوعي الكامل لجميع الحوارات و جميع الاشياء المرئية من حولهم و التي من المفترض ان تكون مجهولة بالنسبة لهم ” و ان الطاقم الطبي يؤكد كلامهم! .

اذن كيف بامكان الاشخاص الذين يُعتبرون عملياً متوفين ادراك ما يحصل من حولهم ؟
لاجابة ذلك يقول الدكتور بارنيا ان الوعي الدماغي يبقى مستمراً لمدة 2-20 ثانية بعد توقف التنفس و توقف القلب و هذه هي المدة التي يُعتقد ان قشرة الدماغ تستطيع الصمود خلالها دون اوكسجين . ان قشرة الدماغ تعتبر الجزء المسؤول عن التفكير و اتخاذ القرارات في الدماغ كما انها مسؤولة عن تحليل المعلومات التي تلتقطها حواسنا .
و قد أوضح دكتور بارنيا إننا نفقد جميع الانعكاسات العصبية في الجذع الدماغي خلال هذه الفترة (2-20 ثانية) كمنعكس بؤبؤ العين و منعكس التقيؤ . ثم لاحقا تصبح الموجات الدماغية غير قابلة للكشف لكن رغم هذا فمن الممكن ان يستغرق الدماغ ساعات ليتوقف تماما .
عادة عندما يتوقف قلب شخص ما فان شخص اخر يقوم بعملية الانعاش القلبي الرئوي و هذا بدوره سيوفر 15% من الاوكسجين الذي يحتاجه الدماغ ليعمل بشكل طبيعي . يقول دكتور بارنيا ” اذا استطعت اعادة تشغيل القلب بواسطة الانعاش القلبي الرئوي فان الدماغ سيستعيد عمله بشكل تدريجي و كلما كانت عملية الانعاش مستمرة لفترة اطول فان موت الخلايا الدماغية مستمر لكن بمعدل ابطأ ”

احدى دراسات دكتور بارنيا الحالية تُجرى على اعداد كبيرة من الاوربيين و الاميركيين الذين مروا بتجارب توقف القلب و نجوا منها يقول ” نحن نحاول فهم ما قد يختبره الناس عند مرورهم بتجربة الموت بنفس الطريقة التي يقوم بها بعض الباحثين بدراسة الطبيعة النوعية للبشرعند مرورهم بتجربة الحب لان ذلك يعطينا انطباعا عن التجربة التي سنمر بها جميعا عند موتنا ”
احدى أهداف هذه الدراسة هي لمعرفة كيفية تفاعل الدماغ و ردود افعاله بعد توقف قلب الشخص عند موته و اثناء عملية الانعاش .
كم كمية الأوكسجين التي يحتاجها الدماغ ليستعيد عمله من جديد ؟ و ما هي اثار عملية الانعاش على الدماغ ؟ معرفة الاجابة على هذا الاسئلة قد يساهم في تطوير تقنيات الانعاش و التي بدورها من الممكن ان تنقذ ارواحا لا حصر لها سنويا .
يقول د. بارنيا اننا نقوم بدراسة عقل الانسان وفي نفس الوقت نقوم بدراسة وعيه عند مروره بتجربة الموت لمعرفة فيما اذا كان الوعي يتوقف مباشرة بعد الموت ام انه يستمر لفترة من الزمن _ و كيف ان هذا مرتبط بما يحصل في الدماغ بوقت حقيقي ”

المقال باللغة الإنجليزية: هنا