ترجمة: علي إبراهيم
تدقيق: ريام عيسى
تصميم الصورة: تبارك انور
لماذا تجني النساء أموالً اقل من الرجال بالرغم قيامهم بنفسِ المهنةَ وبالتالي تقاضيهم لنفسِ الاجور عملياً ؟
الموظفونَ في باي-رول (PAYROLL) وهو نظامٌ الكتروني برمجي لتنظيم ودفع الضرائب سيكونونَ أكثر إنشغالآ في انحاء بريطانيا. في حلول الشهرِ الرابع مطلع العام المُقبل عددٌ كبيرٌ من أصحاب الانظمةِ عليهم أن ينشروا معلوماتٍ عن الفجوةِ الواضحةِ في الدفع بين النساء والرجال من العاملين. حيثُ أن كثيراً منهم قد أذعن مُسبقاً لهذا.
في الولاياتِ المتحدةِ وعلى العكس فقد قام الرئيس دونالد ترامب حديثاً بأيقافِ قاعدةٍ مُشابهة كان من المفترض أن تدخُلَ حيزَ التنفيذ العام المُقبل.
إن الغايةَ من هذا هو تحفيزُ الجهود المبذولةِ من أجل المُساواةِ بين الرجُل والمرأةِ في هذا الخصوص حيثُ توضُح لنا المعلوماتُ المتوفرة الحاجةَ الى نَهجٍ جديدْ. حسبَ مُنظمةِ (OECD) وهي منظمةٌ تُعنى بتطوير الواقع الاقتصادي والاجتماعي للدول الغنية وذات الدخل المتوسط مقرُها في باريس وتمول من العديد من الدول من ضمنها الولايات المتحد وتركيا، فأن معدل الاجور التي تتقاضاها النساء يعادُل 85 بالمائة من التي يتقاضاها الرجال ولنفس ساعات العمل.
إذاً لماذا تتقاضى النساءْ أجورً أقل؟
على عكس المعتقد الشائع فأن هذا ليس لأن أرباب العمل أو الشركات تدفعُ للنساءِ أقل من الرجال الذين يُمارسونَ المهنة ذاتها فطبقاً لمعلوماتٍ تم جمعها من 25 بلدً عن طريق مؤسسةِ كورن فيري (Korn Ferry) وهي مُؤسسة تطوعية مقرها في لوس انجلوس فأن امرأةً معينة تكسب 98% من اجور الرجل لنفس المهنة لكن النساء تتفوق على الرجالِ من حيثُ العدد في المهن الاقل درجة كالمتعلقة بالسكرتارية والاعمال الادارية الاخرى بينما يشغُل الرجال المناصبَ العُليا.
إضافة الى ذلك نرى النساء بكثرة في الصناعات والاختصاصات التي تدفعُ رواتبً أقل كمثالٍ على هذا في الدول التابعة لمنظمة (OECD) فأن معلمي الابتدائية يجنون اقل بعشرين في المائة من خريجي الجامعات. وفي الاتحاد الاوربي 70% من النساء العاملات يحتلن مهن حيث على الاقل 60% من العاملين هم من العنصر النسائي. في أمريكا، فأن المهن التي تمارسُ من قبل النساء هي التمريض والتدريس والسكرتارية والاسعافُ الاولي على الاقل تحتوي على 80% من النساء.
السببُ الرئيسي الذي يمنعُ النساء من شغل هذه المناصب العليا كونهم الراعي الرئيسي لأطفالهم. في استطلاعٍ تم اجرأهُ في ثماني دول عن طريقِ صحيفةَ الاقتصادي (The Economist) وهي صحيفةٌ انكليزية اسبوعية وايضاً عن طريق (YOUGOV) وهي مؤسسةٌ عالمية على شبكة الانترنت تعُنى بتحليل المعلومات ومقرها في المملكة المتحدة فأن 44-75 % من النساء يقلن أنهم قد تأثروا بصورةٍ سلبية بعد انجابهم للأطفال عن طريقِ العملِ لساعاتٍ اقل او تغيير عملهم بما يتناسبُ مع الوضعِ الجديد.
بينما اضطر 13-37% فقط من الرجال لفعل ذلك وأكثرُ من نصفهم قال بأن شريكاتهم قد تأثروا ايضاً، هذا النمط يعني أن الرجال يمتلكون فرصاً أكثر للعلاوات وللترفيع وأقل تأثُرً من النساءِ بالأوضاعِ الجديدة.
توضح دراسة حديثة في امريكا أن اجور المرأة مستقبلاً يقلُ بنسبةَ 4% لكل طفل وبنسبةَ 10% في حالةِ المرأة التي تتقاضى اعلى الاجور المتاحة. وفي بريطانيا تقُل اجور المرأة (الام) بواقعِ 2% في السنة وضعفِ هذه النسبةِ اذا ما كانت تتمتعُ بمؤهلاتٍ جيدة.
الأجور القليلةِ هذه تعني أن المرأة غالباً ما تواجه الفقر في حالة الانفصال او موت الشريك. وفقدانُ الاستقلال المالي قد يمنع الزوجةَ بعضَ الاحيانِ من تركِ الشريك المُسيء. بعضُ السياسات والقواعد المتبعة في العمل من الممكن أن تجعل من السهل للرجل الفصلُ بين واجباته المنزلية وعمله بأمكانهِ جلبُ بعض التوازُنِ بين الشريكين. من المهم للأباء أن يزرعوا فكرةً في اطفالهم، وهي أن بأمكانهم ان يصبحوا أي شيءٍ يُريدونهُ وأن فكرةَ المساواة بين الاجناس ستبقى صعبةَ المنال حتى يصبحَ الاولادُ متحمسين مثل الفتيات لكي يصبحوا ممرضين او مدرسين.
المصدر هنا