ليس من السهل التحضير لعرض توضيحي مهم. الكثير على المحك، ورغبتنا ان يمرور كل شيء على ما يرام. التوقعات تزداد. الخوف، القلق، او حتى الهلع يمكن ان يحدث. ماذا يمكن ان نفعل لتهدئة اعصابنا عندما يحدث هذا؟
لاحظ، تقبل، وعدل
بداية، استوعب ان الاحساس بالقلق او كونك متوترا قبل عرض تقديمي هو شيء طبيعي. النظام العصبي للكائنات الحية يمتلك ما يسمى (استجابة قاتل او اهرب) والذي يتفعل في حالة حدوث اعتداء او احساس بالخطر، يحاول هذا النظام ان يزيل هذا الخطر. لكن عوضا عن الهروب او القتال ، يقوم بخلق المزيد من المقاومة والقلق، ببساطة لاحظ هذه الغرائز وكن مرتاحا مع فكرة ان التوتر هو جزء من اللعبة.
خذ بعين الاعتبار بيل روسل مثلا، الفائز خمس مرات بجائزة افضل لاعب في دوري كرة السلة الامريكي للمحترفين و الذي يعزى اليه فضل قيادة فريق سيلتك للفوز 11 مرة ببطولة دوري محترفي كرة السلة الامريكي. قبل المباريات، غالبا ما كان روسل متوترا لدرجة التقيء. لكنه لم يدع اعصابه تؤثر على اداءه في الملعب. مثلما كان يحدث لروسل، نستطيع ان نلاحظ بان الاعصاب هي جزء من نظامنا، وبدلا من ان نلوم انفسنا حياله، نستطيع ان نصعد الى تلك المنصة و ان نؤدي على مستوى التحدي.
بيت ليفين، مؤلفة كتاب حول دروس في القيادة مستقاة من عالم الرياضة و منشئة شركة الفم الذكي للتخاطب، قد عملت مع رياضيين محترفين وكذلك قادة في شركات على تدريبيهم على القاء الخطب ووسائل الاعلام. على مدار ثلاثين سنة في مجال العلاقات العامة، تخاطب الشركات، والتدريب، تقول ليفين، “تقريبا كل من عملت معه يتملك نسخة ما من الاحساس بالتوتر قبل الخطب الكبيرة. نادرا ما يوجد شخص لا يصبح متوترا. لذلك من الافضل ان تستوعب وتتبنى هذا التوتر بدلا من ان تقاومه او تحاول ان تدفعه بعيدا”.
بمجرد ان نلاحظ ماذا يحدث، وبدون الحكم مسبقا، نستطيع ان نعدل الموقف بهدوء لنزيل رهبتنا. تنصح ليفين، ” فكر بمهاجم يشارك في مباراته الاولى في دوري محترف. نعم قد يكون متوترا، لكنه لا يفزع من المبارة او يتصورها كعائق في مسيرته. على العكس يراها كفرصة كبيرة مستعد لان يطبق عليها باسنانه. التوتر مجرد اشارة بان هذا الشئ مهم بالنسبة له”.
عد الى الحاضر بالرجوع الى جسدك
عندما ندع اعصابنا تتحكم بنا، فاننا نفقد اعصابنا بنفس اللحضة و نصبح موصولين بتيار مستمر من الافكار الهادمة او المسببة للقلق في عقولنا: ماذا لو فشلت؟ ماذا لو لم يمر كل شيء على ما يرام؟ بماذا سوف يفكرون؟
توعية انفسنا بهذا من الممكن ان يساعد. لاحظ احاسيسك الجسدية وهي تحدث: قلب متسارع الدقات، تنفس قصير، ضيق في الصدر، عرق، صوت متقطع. كن واع لتلميحات جسدك وخذ نفسا عميقا لتحصل على شيء من الاحساس بالحاضر. لاحظ محيطك. امسك شيء مادي، مثل طاولة او اداة التحكم بجهاز العرض، او ارفع نفسك بواسطة اصابع قدميك. اليك طرق قليلة اخرى لتساعدك في تهدئة اعصابك عن طريق التناغم مع جسدك:
· لا تقلل من اهمية الاشياء الاساسية. احصل على مقدار كاف من النوم اثناء الليل، تناول السوائل، و راقب مستوى الكافيين لديك قبل اي عرض مهم لكي لا يتصاعد معدل دقات قلبك. كذلك تاكد بانك قد تناولت وجبة جيدة وبأنك لن تصبح جائعا.
· خذ مظهر القوة والجدية. بعض الباحثين قد اظهروا بان اخذ وضعيات تدل على القوة (على سبيل المثال، اليدين على الخصر، الرجلين متباعدات، مثل الشخصيات الخارقة) قد يجعلك واثقا بشكل اكبر. ورقة بحثية وجدت بان هذه الوضعيات تؤدي الى تغيرات هرمونية، على الرغم من ان النتائج محل خلاف. لكن حتى لو كانت وضعيات القوة مجرد دواء بالوهم. العديد من الناس يقولون بان هذه التقنية ساعدتهم على الاحساس بالتركيز قبل خطاب مهم.
· حرك مركز ثقلك. قف وخذ نفسا عميقا. تخيل كرة رصاص ثقيلة في معدتك. اشعر بثقلها. اشعر بشكلها. ركز على معدتك جدا بدلا من رأسك او صدرك.
· امتلك المكان. اذا كنت تستطيع, اذهب الى الغرفة مبكرا وتخيل فعليا انك تمتلكها. تجول في محيطها، تفقد الترتيبات، ولاحظ حجم الغرفة. مثلما ترفع صوت الراديو، فكر كم يمكنك بشكل حقيقي ان ترفع صوتك، تعابيرك، او ايمائاتك لتطابق حجم الغرفة.
جهز افتتاحية متميزة و قم بالاحماء
العرض التوضيحي الجيد قد يساعد على تهدئة الاعصاب. حاول ان تخصص وقتا لترتيب افكارك، تحديد افضل انسياب للعرض، و تدوين النقاط الرئيسية للكلام الذي تنوي القاءه. كن منتبها لنسبة الوقت الذي تقضيه في تحضير شرائح العرض و تحضير ما تنوي قوله، معظمنا يقضي الكثير من الوقت على الشرائح. التدرب على انسياب العرض و التحول من موضوع الى اخر قد يكون مفيدا ايضا (لكن كن حذرا من الافراط في تحضير الكلام). اهم شيء ممكن ان تفعله هو ان تتحضر وتتمرن على افتتاحية عرضك التقديمي، والذي سوف يمهد الطريق للذي يليه. كما تقول ليفين، “يتبدد تدفق الادرينالين عادة في حوالي دقيقتين. افتتح العرض بشيء ايجابي او غير متوقع لتحدد نبرة العرض”.
تصف ليفين مدير شركة قامت بالاشراف عليه والذي كان متوترا اثناء تحضيره لسلسلة من الفديوات الداخلية لموظفيه. نصحته بتحديد نبرة الفديوات للجمهور ولنفسه عن طريق الابتسام و الافتتاح بشيء ايجابي و موثوق، مثل، ” انا احب ان اكون هنا و ما نقوم به كل يوم” هذه البداية ساعدته على الاسترخاء وتسهيل ما تبقى من الفديو.
عندما تكون قادرا على الوصول الى الجمهور مباشرة، استرعي انتباههم لتكسب المزيد من الوقت و الثبات عند بداية العرض. على سبيل المثال:
· في وضعية التحدث، قم باستطلع بين الجمهور، يمكنك ان تسالهم، برفع اليد، كم عدد الموظفين الذين عملوا لاكثر من عشر سنوات في هذه الشركة. او ابدء العرض بسؤال بضعة اشخاص من الجمهور لماذا حضروا من اجل هذا الموضوع.
· في عروض العمل الرسمية، اذكر جدول عمل العرض وتحقق عنها مع المجموعة. قد تقول شيء ما مثل، “خلال وقتنا سوية اليوم، سوف نقوم بتغطية ا، ب، ج الخ – هل نحن متفقين على ان نركز على هذه النقاط ام هنالك شيء ناقص؟”
· قم باحماء حبالك الصوتية قبل ان يبدء العرض، خصوصا اذا كنت من النوع الانطوائي او الخجول. دردش مع زملائك في المقهى او اسئل زميلك كيف كان يومه.
تحكم باعصابك على طول الطريق
تقبل و تهدئة اعصابك قبل العرض هو جزء من تهيئة صوتك، لكن ماذا يمكنك ان تفعل خلال العرض نفسه اذا ما زلت تشعر بعدم الارتياح، الشك، القلق؟
تقول ليفين، ” اذا اخطائت، استمر. الجمهور يتوقع منك ان تكون جيدا وان تنجح. لقد تم اختيارنا لنقدم العرض. حتى لو كنت تهتز من الداخل، الجمهور لا يعلم ذلك”. وهذه النصيحة توثر في الاعصاب كذلك. على سبيل المثال، في حالة الجمهور الخامل الذي لا يتفاعل مع العرض، تقول ليفين “تذكر بان تهجم وجه شخص ما قد يكون وجه شخص اخر مركز. انت فعليا لا تعرف بماذا يفكر الجمهور”.
اذا كنت قلقا بشأن سؤال لا تستطيع الاجابة عنه، حضر مقدما قائمة بالاسئلة المحتملة. واذا سئلت عن شيء ما لست واثقا منه، حضر بضع اجابات مختلفة في جيبك الخلفي، مثل:
· هذا سؤال جيد. “لا امتلك الاجابة عنه حاليا، لكني سوف اعود اليك لاحقا بالاجابة.”
· وجهة نظري المبدئية والغريزية بخصوص هذا الموضوع هي…. انه سؤال جيد. دعني اطلب من الفريق ان يدقق هذا الموضوع خلال هذا الاسبوع وسوف ابعث لك رد كامل.”
· حول السؤال الى شخص اخر في الغرفة او الى الجمهور مباشرة: “دعني اعيد هذا السؤال الى المجموعة – اي احد لديه فكرة او نظرة بخصوص هذا السؤال حاليا؟”
في النهاية، لا يمكننا فعليا ان نعرف كيف سوف يسير اي عرض كبير. نستطيع ان نهدء اعصابنا عن طريق ملاحضة، تقبل، وتعديل اعصابنا كجزء من عمليات اجسادنا الطبيعية. بالاضافة، نستطيع ان نحفز اجسادنا لتصبح اكثر حضورا و كذلك نستعمل تقنيات تحضير جيدة لترتيب الافتتاحية و جذب الجمهور على طول الخط.
بنفس القدر من الأهمية، على اية حال، اخذ بعض الوقت بعد انتهاء العرض للتفكير كيف جرى العرض. اسئل نفسك او الاخرين كيف كان العرض. ماذا كان جيدا وماذا كان يمكن ان يكون افضل؟ فكر بمن قد تساله عن راي صادق و اقتراحات. اسئل نفسك اي عقلية، تحضر، او تقنيات بدت انها ساعدتك لتهدئة اعصابك. كيف تعرف اي روتين سوف تستعمل في المرة القادمة؟ عن طريق التفكير بوعي، نحن نقوم بتحديث افضل ممارساتنا الخاص كذلك الاراء التي نمتلكها عن انفسنا كمقدمي عروض وخطباء فعالين على المدى الطويل.
المصدر: هنا