أدمغتنا عبارة عن حاسبات عضوية معقدة؛ يعتقد البعض أنها الأكثر تعقيداً في الكون. مع ذلك استطاعت احدى العالمات من خلق أدمغة صغيرة تحاكي طريقة عمل أدمغتنا.
في أعماق أحد المختبرات في جامعة كامبريدج، انكلترا، ستجد شئ استثنائي: نسخة مصغرة و مطابقة لدماغ الانسان ينمو في طبق مخبري. المسؤولة عن تكوينها، مادلين لانكستر، ما زالت تتذكر اليوم الذي أشعل فيها الرغبة في دراسة الدماغ البشري و هي فتاة صغيرة. كان والدها عالماً، و قد سمح لها في أحد الأيام بالنظر من خلال مجهر الى خلايا عصبية تنمو في طبق مخبري.
((كنت في حالة صدمة تامه من مقدار جمال و تعقيد بنيَّة الخلايا العصبية. أنه لأمر مدهش.)) تقول لانكستر
يحوي الدماغ على أكثر من 100 بليون خلية عصبية (هذا يساوي عدد النجوم في مجرتنا) ولكل خلية الاف الوصلات العصبية تربطها مع مناطق أخرى من الدماغ. ليس من الغريب أن الكثيرين، ضمنهم لانكستر، يؤمنون بأن الدماغ هو الغرض الأكثر تعقيداً في الكون.
و لسوء الحظ، كان من الصعب جداً الكشف عن أسراره؛ ليست كما لو أن باستطاعة العلماء أن يفتحوا الجمجمة بسهولة ، كمل هو حال غطاء محرك السيارة، ليلقوا نظرة على الأنسجة في الداخل. و ان الدراسات على الحيوانات تستطيع أن تخبرنا القليل فقط عن عقولنا.
لهذا السبب تحديداً قامت لاكنستر بمحاولة تكوين دماغاً خاصاً بها، نسخة مصغرة من دماغ الانسان، سامحاً لها دراسة بنيته و تطوره بشكل أكثر تفصيلاً. تستعمل لهذا الغرض خلايا جذعية زُرِعت من عينات جلد و تُغمر في مواد غذائية و فيتامينات مصممة لتُشعل بذلك نموها و تطورها الى خلايا عصبية، قبل أن تُزرع في مادة هلامية بروتينية كثيفة. المثير للدهشة، أنه خلال نمو و تكاثر الخلايا، تقوم بتنظيم نفسها على شكل نموذج مصغر من أدغتنا.
((رغم عدم امتلاكها احاسيس و مشاعر نمكل الآن هذه الأداة التي نستطيع استغلالها للاجابة على كل الأسألة المتعلقة بتطور الدماغ،)) تقول لانكستر. النتائج مذهلة للغاية.
المصدر: هنا