إذا كان بأمكانك تخيل صديق مقرب للنجمة البريطانية إيما واتسون، فأن هوكس (رمز معروف من رموز النسوية) سوف لن تخطر في بالك بالتاكيد. ولكن كما يبدو، فأن واتسون سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة، وهوكس الرائدة في مجال النسوية والنقد الثقافي معجبات ببعضهن. بدأت واتسون بقراءة أعمال هوكس بعد عملها في منظمة الأمم المتحدة وكذلك كانت هوكس أحدى المعجبات بشخصية هرموني في أفلام هاري بوتر. مجلة paper mag جمعت بينهما في لقاء للحديث عن اهتماماتها وما قد يثيرهما وكان الشغف المشترك في نظرية المساواة بين الجنسين (النسوية) هو الهاجس المشترك بينهما. وفيما يأتي مقتطفات من اللقاء.
إيما واتسون وبيل هوكس في نقاش حول نظريّة المساواة بين الجنسين (الفمينيزم أو النسوية)
معاناة أن تكوني لطيفة
واتسون وهوكس تحدثتا عن معاناة الفتيات والنساء في تفعيل دورهن الحقيقي والقيادي بسبب ما يتوقعه الاخرين للنساء في “من هن؟” و “كيف يجب أن يكنَّ؟” و “كيف من المفروض أن يتصرفنَّ؟”. تروي إيما واتسون عندما بدأت بتأدية شخصية هرموني في هاري بوترعن مدى ما تعرضت له من ضغط في إبعاد نفسها عن الشخصية حينما كانت تتلقى إنطباعات بأنه من غير اللائق أن تتصرف الفتيات كهرموني. وتتذكر بأنها كانت تسأل نفسها “عن ماذا تتحدث الفتيات؟ ماذا يقولنَّ؟”. وتكون النتيجة “أنا أحب التسوق ومعجبة ببراد بيت”. بينما كانت هي تحب المدرسة ولم تكن تعرف بوجود براد بيت. أصداء هذه القصة تعود بهوكس إلى مثال وهو كيف أن البنات يمرنَّ بفترات يقبلنَّ فيها النسوية أو ما يُعرف بالفيمنزم والتي تخدم المجتمع في توضيح أننا في حاجة فعلية إلى توسيع وتنويع ما نتقبله، والذي من شأنه خلق جو مريح للنساء لكي يتصرفنَّ على طبيعتهنَّ.
أهمية حب الذات وليس محاولة إرضاء الآخرين
عندما سالت هوكس النجمه واتسون عن معنى القوة في سياق الحديث عن نظرية المساواة بين الجنسين، بينت واتسون أنه من خلال قرائتها عن النسوية ودراستها أكتسبت قوة تُمكنها من نبذ النقد الذاتي وتعلمت حب الذات بدل عنه. هوكس شدّدت على أنه خصوصاً في العصر الرقمي حيث أصبح سهلاً للناس إقتباس كلماتك وأفعالك والحط من قدرها أصبح من الضروري للفتيات والنساء أن يتجاوزن مفهوم الكمال (إن تكون كاملة) أو أن يُعجب بهنَّ الجميع أو يفهمهنَّ الجميع. الفتيات والنساء تكيفنَّ أكثر من الرجال لمحاولة إرضاء الآخرين وأصبح صعباً أن يتجاوزنَّ ما يتوقعه الناس منهنَّ، ولكن يجب أن يفهمنَّ أنه ليس من مهامهنَّ إسعاد الآخرين. وهذا هو حقاً مفهوم التحرر.
النسويات ممكن أن يكنّ (وهن فعلاً) ممتعات ومضحكات
هوكس وواتسون علّقنَ أن ظاهرة النسوية (الفيمنزم) إكتسبت سمعة سيئة بسبب الصورة النمطية التي يقدمها البعض باعتبار أن من يؤيدها من النساء لا يتمتعنَ بحس الفكاهة أو مملّات، وهذه مشكلة حقيقيه! واتسون قالت بأنها تُحب في هوكس كونها مضحكه جداً وهي تتحدث عن الفيمنزم، وأجابت هوكس بأن حس الفكاهة مهم في العمل بدون التطرق إلى مواضيع ونقاط حساسه مثل العرق، الجنس، الطبقية، النشاط الجنسي. إذا لم تتمكن من الضحك على نفسك أو أن تضحك مع الآخرين فلن تتمكن من خلق تغيير إجتماعي هادف.
النسويات يجب تقبلهن عن أنهنَّ كاملات ومتوازنات
هوكس ناقشت مشكلة اكبر وهي عدم تقبل النساء بكمالهن وتعقيدهن بعد تقدمهن في السن بل في المفهوم والانطباع العام يفقدن جنسيتهنّ، أن قوة المرأه و ما قد يجعلها باردة هو ما تخاف منه هوكس كما حدث مع شخصية هرموني في إفلام هاري بوتر. هوكس تقر كونها تقدمت في العمر تشعر بأنها مقيدة بالتوقعات حيث أنها يجب أن تكون النسخه الأكثر نشاطاً على الإطلاق في حين أن هنالك أكثر من محاربة العنصرية والتمييز الجنسي في إهتماماتها، ووضحت أنها مهتمة في الموضة والجمال وأنها تأخذ بنصح واتسون لتحافظ على المتعة والنشاط في حياتها وتقول: “الجميع يحتاج إلى توزان حياتي. التوازن أمر بالغ الأهميه لأنه يساعدنا على عدم المبالغة في إبداء الإهتمام من أجل الإرتقاء لما يتوقعه الناس منّا والذي قد يجعلنا أحياناً نحس بالفراغ “.
الحركة النسوية هي الإصغاء والتكلّم
دعت هوكس واتسون الى السعي جاهدةً من اجل التعلم عن نظرية المساواه بين الجنسين والامور التي من شأنها ان تؤثر في حياة الفتيات والنساء عن طريق توسيع القراءة والانخراط مع مجموعات متنوعه من الناس ، وبينت واتسون في في انها تفكر في اخذ استراحه من التمثيل لمده سنه اذ انها على حد تعبيرها ترغب في الاصغاء اكثر . والذي هو جانب مهم من جوانب النظرية النسوية “الاصغاء الى الاخرين والتعلم منهم” .
خرق الحدود بشجاعة
اللقاءات القليله التي جرت والمحادثات بين هوكس وواتسون قد تخطّت حدود العرق، العمر، الطبقيه، القوميه، المهنه، والحدود بين الأوساط الأكاديميه والعامة. هذا الحديث الذي يتخطى الحدود ويحترم الإختلافات وبأهتمام للتعلم منها، أمر بالغ الأهمية في المفهوم التحرري للنسوية. نظراً إلى علاقتهم الحديثة والتزامهم المشترك للنسوية، هوكس وضحت : “إنا أشعر بأن جزء من خلق العالم المتنوع يعني بوجوب دفع هذه الحدود التي تعزلنا عن بعضنا خارجاً، وأنا سعيدة لكوني غير منغلقه على نفسي ولأننا سنحضى بمحادثات عديده في المستقبل”.
إلى كل شخص يظن نفسه مؤيداً للنسوية ومؤمناً بمبدأ المساواة، يمكنك تعلّم الكثير من واتسون وهوكس.
المصدر:- هنا