ترجمة:إبراهيم الساكني
ماذا تعني كلمة “بيدوفايلي Paedophile” ؟
“البيدوفايليون Paedophiles” هم أشخاصٌ بالغون منجذبون جنسياً للأطفال غير البالغين بعد والذين تقل أعمارهم عن 13 سنة. يختلف هذا الإنجذاب من شخصٍ لآخر فبعضهم ينجذب جنسياً للأطفال فقط أي أنه لا يرغب في ممارسة الجنس مع البالغين. والبعض الآخر ينجذب لكليهما ويمارس الجنس مع الأطفال عندما تحين له الفرصة لذلك فقط.
توجد مجموعةٌ من التصنيفات المختلفة تصف أنواعاً أخرى من الولع بالأطفال اعتماداً على المرحلة العمرية التي ينجذب إليها الشخص البالغ. يُعرف أولئك الذين ينجذبون جنسياً للأطفال غير البالغين بعد بـ”الهيبيفايليين Hebephiles”. أما بالنسبة للـ”افيبوفايليين Ephebophiles” فهم أشخاصٌ منجذبون جنسياً للأطفال البالغين.
ليس كل البيدوفايليين هم من مرتكبي الجرائم الجنسية ضد الأطفال، بالمقابل، ليس كل مرتكبي الجرائم الجنسية ضد الأطفال هم من البيدوفايليين. قد يبدو ذلك غريباً، ولكن بعض أولئك الذين يجبرون الأطفال على ممارسة الجنس معهم قد لا يكونون منجذبين لهم على الإطلاق. إنهم ينظرون لعملية الاعتداء الجنسي هذه كفرصة للترويح عن أحد مشاكلهم النفسية: حيث أنهم يعوضون رغباتهم المكبوتة في ممارسة الجنس مع البالغين عن طريق ممارسته مع الأطفال أو أن هذا الاعتداء يمثل رغبةً في الهيمنة والسيطرة على إنسانٍ آخر.
كيف يصل هؤلاء الأشخاص للأطفال؟
حوالي 90% من الأطفال المُعتدى عليهم جنسياً تم الاعتداء عليهم من قبل شخصٍ يعرفونه حق المعرفة.
أما الـ10% المتبقية من هؤلاء الأطفال، فقد وقعوا ضحية لتجارة الجنس، والتي يتم فيها بيع وشراء الأطفال مقابل المال. أثير هذا الموضوع خلال هذا الاسبوع عندما انتشر خبرٌ مفاده أن رجلاً من مدينة “ميلبورن Melbourne” الأسترالية قام بالسفر إلى “لوس انجلس Los Angles” لشراء طفلٍ في السادسة من عمره ليمارس الجنس معه.
من المحزن أن هذا الخبر ليس بالأمر الجديد، فقد اشار “الانتربول INTERPOL” إلى وجود زيادةٍ ملحوظة في سفر الناس إلى الخارج من أجل الاعتداء جنسياً على الأطفال، بعمليةٍ تُعرف بـ”السياحة الجنسية للأطفال”. ازدادت هذه الحالة كثيراً في القرن الحادي والعشرين بسبب رخص تذاكر السفر نسبياً والوهم المنتشر بين البيدوفايليين بأنهم إن مارسوا الجنس مع أطفالٍ من دول العالم الثالث فإنهم سينجون بفعلتهم. لكن بعض الدول أصدرت قوانيناً خاصةً لمنعهم من ذلك، ففي استراليا على سبيل المثال، يتم معاقبة أي مواطنٍ أسترالي يقوم بالاعتداء على الأطفال في أي دولةٍ في العالم كما لو أنه اعتدى عليه في أستراليا.
هل من الممكن للبيدوفايليين أن يعتدوا على الأطفال أكثر من مرة؟
عندما يتعلق الأمر بأولئك الذين ينجذبون للأطفال فقط (أي انهم لا ينجذبون للبالغين مطلقاً) فهم لا يدركون بأن اعتدائهم على الأطفال جنسياً هو أمرٌ خاطئ. إنهم يؤمنون بأن كل ما يفعلونه للطفل هو لإظهار مدى “محبتهم” له.
قد يبدو هذا أمراً صادماً للأشخاص غير المولعين جنسياً بالأطفال، لكن هذا هو ما قاله لي أحد المعتدين على الأطفال عندما سألته عن سبب ما فعله بهم. إنه يفهم بأن المجتمع يعتبر ما فعله كان خاطئاً، إلا أنه لا يستطيع فهم سبب اعتبارهم له بالأمر الخاطئ.
إن نسية انتكاسة المعتدين على الأطفال جنسياً وعودتهم لهذا الفعل عاليةٌ جداً، فحوالي 17% منهم يعاودون الاعتداء خلال سنتين. يمتلك الأشخاص الذين يعتقدون بأنهم لا يضرون الطفل عند الاعتداء عليه جنسياً فرصاً قليلةً لنجاح عمليات إعادة التأهيل.
سمحت الحكومات بعملية “الخصي الكيميائي” (والتي تعني تقليل الرغبة الجنسية عن طريق العقاقير) كخيارٍ يمكن للقضاة استخدامه لمعاقبة المعتدين الجنسيين على الأطفال في أستراليا. لكنه خيارٌ طوعي للمعتدين بالفعل ونعلم بأنه لن يفيد في شيء. يمتلك المعتدون الجنسيون رغبةً في السيطرة والهيمنة تقودهم لمثل هذا الفعل، وليست الرغبة الجنسية وحدها هي المسؤولة فقط عن مثل هذا النوع من الافعال.
لماذا يقوم بعض الأشخاص بالإعتداء الجنسي على الأطفال؟
يوجد هنالك عددٌ من الأسباب المحتملة لذلك. بعض الأشخاص الذين تم الإعتداء عليهم وهم أطفال سيكبرون ويصبحون من المعتدين الجنسيين. فقد أظهرت دراسةٌ بأنه بين 33% و75% من الأطفال المعتدى عليهم جنسياً سيكبرون ليصبحوا معتدين جنسيين.
يمكن الإستفادة من هذه المعلومة عملياً عن طريق منع الإعتداء الجنسي على الأطفال مما سيساهم في تقليل هذا النوع من الحالات مستقبلاً ولكنه لن يقضي عليها تماماً.
يوجد أشخاصٌ أخرون ممن لم يتم الإعتداء عليهم عندما كانوا أطفالاً وعلى الرغم من ذلك فهم ينجذبون جنسياً للأطفال. تقترح أحد الدراسات وجود سببٍ بايولوجي لهذا الأمر. فقد وجدوا بأن أدمغة البيدوفايليين مُركبةٌ في الأساس لتنجذب للوجوه غير البالغة.
إن تحسين فهمنا لكيفية عمل أدمغة البيدوفايليين سيقودونا إلى معرفة أولئك الذين يمتلكون رغباتٍ جنسيةٍ تجاه الأطفال، وسيساعدنا في التعرف على الأشخاص الذين لديهم نية للقيام بذلك ولديهم القدرة للتصرف وفقاً لهذه الأهواء.
كم هو عدد المعتدين على الأطفال جنسياً؟
لا نمتلك فكرةً عن عدد الأشخاص الذين يمتلكون ميولاً جنسيةً تجاه الأطفال.
أحد الطرق التي من الممكن أن تساعدنا على قياس الإهتمام الجنسي بالأطفال هو عن طريق إحصاء الأعداد المتزايدة للمواقع الإلكترونية التي تغذي المعتدين الجنسيين من كل الأنواع، ومن ضمنهم المعتدين الجنسيين على الأطفال، وأولئك الذين يتم الإمساك بهم وهم يتصفحون مواداً تحرض على مثل هذا النوع من الممارسات. وكتطبيقٍ لهذا الأمر، تمكن الإنتبرول عن طريق تعاونه مع قوى الشرطة حول العالم من إلقاء القبض على أكثر من 4000 من المعتدين الجنسيين الذين تصفحوا لصورٍ تحث على الإعتداء الجنسي على الأطفال.
من الصعب جداً أن يتم حساب نسبة المعتدين الجنسيين في عامة السكان، ذلك أن عدداً قليلاً فقط من الناس يعترفون بوجود ميولٍ جنسيٍ لديهم تجاه الأطفال. أظهرت دراسةٌ أجراها أحد الباحثين السريريين بالاعتماد على الحسابات والتخمين بأنَّ نسبة المعتدين هو 2% ضمن عينةٍ من الذكور الأوربيين.
يوجد هنالك أملٌ في مقدرة الأطباء على المساعدة في معرفة الأشخاص الذين يمتلكون مثل هذه النوايا عن طريق تقييم الوظائف الدماغية. نتطلع إلى قدوم اليوم الذي سنتمكن فيه من فهم الشيء الذي يسبب هذه الرغبات الجنسية غير الملائمة تجاه الأطفال بشكلٍ أكثر سهولة، مما سيمكننا من كسر حلقة الإعتداءات الجنسية.
الرابط:
http://www.iflscience.com/brain/psychology-paedophile-why-are-some-people-attracted-children
السلام عليكم شكرا على الترجمة نتمنى السلامة لأولادنا و ندعو الله أن يحفظهم