استجابة الطيور المغردة السريعة للصدمة الدماغية يمنحها القدرة على السيطرة على الالتهابات الطبيعية التي تحدث لحماية أدمغتها من الإصابة.
إن فهم هذه العملية يمكن أن يوفر علاجات للبشر للسيطرة على الالتهابات والحماية السريعة للدماغ من بعض الإصابات كالسكتة الدماغية. وأوضح الباحثون بأن الاستجابة التي تحدث لدى طيور الحمار الوحشي للصدمة تتم في غضون ساعات بواسطة الأستروجين الموجود في أدمغتها .
إن الالتهاب هو جزء طبيعي من الاستجابة المناعية للجسم. لكن تأثيره بالنسبة للدماغ يختلف عن بقية أعضاء الجسم؛ فهو يسبب انتكاسات خطيرة، وربما في أسوأ الأحوال الموت. والالتهاب المزمن يسبب تلف الخلايا العصبية وفقدان الخلايا الخاصة بالذاكرة والمزاج والحركة. إن ما يميز الطيور المغردة هو السرعة التي يتم فيها إفراز الأستروجين والذي يحدث خلال 24 ساعة عند الاستجابة للصدمة. نفس هذه العملية تحدث للثدييات لكن العملية تستغرق أياما عدة وهذه الاستجابة البطيئة لا يمكنها إيقاف الآثار الانتكاسية أو الموت.
إضافة إلى ذلك فهناك خلايا دبقية تفعل من سرعة الاستجابة للصدمة وتحمي أدمغة الطيور من آثارها.
ومن خلال ثلاث تجارب باستخدام أنواع معينة من الصدمات الدماغية مثل السكتة الدماغية اكتشف الباحثون بان هذه الصدمات أفرزت بروتينات صغيرة تسمى السيتوكينات؛ وهي المسؤولة عن الاستجابة الالتهابية. وفي مراحل أساسية من الاستجابة قام الباحثون بالتحكم بمستويات الأستروجين من خلال منع الهرمونات والبروتينات اللازمة لإنتاج هرمون الأستروجين. ففي التجربة الأولى تم تعريض كلا جانبي الدماغ للإصابة، وتم إغراق جانب واحد فقط بالأستروجين حيث اظهر هذا الجانب استجابة التهابية أقل.
أما في التجربة الثانية قام الباحثون بإصابة كلا جانبي دماغ طير مغرد وتم السيطرة على عمل الهرمونات في جانب واحد فقط حيث ظهر في هذا الجانب ارتفاع في السيتوكينات الالتهابية بشكل خطير.
وأشار الباحثون بان مادة الأستروجين هي مادة معقدة للغاية وإن حقنها في جسم الإنسان له آثار ضارة لذلك ينبغي دراستها ومحاولة استبعاد الآثار الضارة منها.
المصدر: هنا