لم تبذل الجهود الكافية لكبح جماح التغير المناخي حتى الان. و من الافضل للبشرية التصدي للتغير المناخي الا أنه يجب التعايش معه وفقاً لتصريح جول بود.
بنظرة الى المستقبل وفي بداية القرن الرابع و العشرين, اقترحت تشارلوت شورتباك مازحه , ان تاريخ البشرية الحديث يمكن ان يقسم الى فترات متميزة. و اكث…رها اثارة هي فترة Accelerando, و التي تبدأ من 2160 الى 2200 , حينما شهدت دورة حياة الانسان إنجازات واسعة الى حد كبير و اكتمل استيطان المريخ فيها. و يتبعها حقبة Ritard الحقبة التي انتهى فيها عيش الناس في انعزاليات على المريخ, و رغم هذه الانجازات الا انه قبل فترة طويلة جاءت موجة غريبة بدأت من عام 2005 الى 2060 عندما فهم الناس التغير المناخي و لكن لم يعملوا جهدا كافيا لمنع حدوثه, و لا حتى حاولوا استيطان الكواكب الأخرى. كما وصفت هذه الحقبة.
تشارلوت شوتباك هي شخصية من عام 2312 في رواية من الخيال العلمي كتبها الروائي كيم ستانلي روبنسن احد الروائيين القلة الذين كتبوا بابداع و تخصص في التغيير المناخي. و في روايته الخيالية المستقبلية , وصف تحول الأرض بسبب تأثير السخونة العالمية الى كوكب رطب يشبه الغابة. غرقت مدينة نيويورك بـ11 متر تحت سطح الماء . و في مناطق أخرى من العالم بذلت جهود يائسة للحفاظ على الأنهار الجليدية بالنايتروجين السائل و السدود. هل سينجح العالم في هذه الطريقة ؟ بالتأكيد لن ينجح: و الدقة الصارمة و ليس القوة هو الهدف من الخيال العلمي.
في أيام قلائل قادة العالم اجتمعوا في باريس لعقد مؤتمر حول التغير المناخي في القرن الواحد و العشرين و برعاية الأمم المتحدة لمناقشة القضية. سيل من التصريحات و الوعود اطلقت في الاجتماعات من قبل البابا فرانسيس و كسي جن بنك و باراك أوباما و قادة اخرون . فحذر صندوق النقد الدولي بان ثروة البشرية سوف تتبخر مثل الماء تحت الشمس اذا لم يتم معالجة التغير المناخي قريبا.
و في اوربا الغربية , و ايضا في أمريكا و الصين أيضا, التوربينات الهوائية و حقول الواح الطاقة الشمسية أصبحت منظرا مألوفا في المناظر الطبيعية. و اذا اشتريت سيارة او نزل في اوربا او حتى حجزت غرفة في فندق , سوف يخبرك البائع بكلفتها مقدرة بالكاربون . شركات عديدة و من ضمنها مجموعات اقتصادية تراقب انبعاثاتها من ثاني أوكسيد الكاربون و تحدد اهداف لتقليله . و كثر الحديث عن اكوام الفحم و النفط و الغاز التي فاضت عن الحاجة بحيث تتقطع السبل في شركات الطاقة باكوام من الأصول التي لا قيمة لها.
لا شيء من هذا حدث. في وقت مؤتمر الأمم المتحدة الأول للتغير المناخي في عام 1995 كان تركيز ثاني أوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي 361 جزء من الميون . وصل في السنة الماضية الى 399 جزء بالمليون. و بين عامي 2000 و 2010 ازدادت انبعاثات غازات الدفيئة اسرع من الثمانينات و التسعينات. و سجلت اكثر الأعوام سخونة في عام 2014 حيث كانت معدل درجة حرارة الهواء السطحي في هذا العقد اكثر بـ0.9 درجة سيليزية مما كانت عليه في عقد الثمانينات من القرن التاسع عشر. و أشار ديتير هيلم خبير الطاقة في جامعة اوكسفورد الى “ان ربع قرن الأخير لم يتم تحقيق أي شي “
درجة حرارة سطح الأرض في عام 2015 كانت الاسخن منذ بدأ تسجيل درجات حرارة الجو و التي ابتدأت 1880 , وفقا لمحلللين مستقلين من ناسا و الإدارة الوطنية للمحيطات و المناخ NOAA .
معدل درجة حرارة العالم في عام 2015 حطمت الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله في عام 2014 و بزيادة 0.13 درجة سيليزية. و مرة واحدة من قبل في عام 1998 تم تسجيل اول رقم قياسي و الذي كان اعلى من الرقم الذي قبله بكثير.
استمرت حرارة عام 2015 لفترة طويلة من الاحترار. و بحسب تحليلات العلماء من ناسا و تحديدا معهد كودارد او معهد دراسات الفضاء في نيويورك. اتفق علماء NOAA بان عام 2015 كان الأكثر سخونة في سجلات اعتمدت على تحليلات لمعلومات منفصلة.
و منذ نهاية القرن التاسع عشر, ازدادت معدل درجة حرارة سطح الكوكب ازدادت بحاولي 1.8 درجة فهرنهايت. و هذا التغير حدث بصورة رئيسية نتيجة زيادة انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكاربون و الغازات الأخرى الناتجة من النشاط البشري الى الغلاف الجوي.
و الشئ المهم الذي يجب اخذه بالحسبان عند قراءة هذه المعلومات بانها تمثل معدل درجة حرارة العالم. و هذا يعني ان بعض المناطق شهدت جو ابرد من المعتاد و لكن بنظرة عمومية للدرجة الحرارة العالمية قد ازادات.
منظمة الطاقة الدولية قدرت ان 13.5 بالمئة من مصادر الطاقة الأولية للعالم تنتج من مصادر متجددة في عام 2013 . لكن ثلاثة ارباع الطاقة المتجددة تأتي من ما يدعى مجازا بالوقود الاحيائي او البايو فيول . و هذا يعني حرق الاخشاب و الروث في البلدان الفقيرة . اما الطاقة الهايدرومائية فقد استبعدت من مصادر الطاقة المتجددة في الغرب بسبب التأثيرات الكبيرة في أنظمة البيئية للانهار, و التي كانت المصدر الثاني لمصادر الطاقة المتجددة في العالم . الطاقة النووية هي طاقة خضراء و لكن ليس متجددة و تقدر بـ5 بالمئة من مصادر الطاقة بالعالم و أيضا استبعدت. الطواحين الهوائية و المزارع الشمسية و حواجز المد و الجزر و الطاقة الحرارية الأرضية تنتج فقط 1.3 بالمئة من الإنتاج العالمي.
الجهود الدولية لتقليل التغير المناخي تمثلت بوضع حد اعلى لانبعاثات غازات الدفيئة للبلدان و يعد هذا الاجراء ضروري للحفاظ على الكوكب . و اجرأ محاولة للأمم المتحدة لتحديد البلدان هي بروتوكول كيوتو في عام 1997 و الذي انتهى في عام 2012 . و الذي لم يحقق الكثير و بقي غير معمول به. و لا يتوقع ان يتم توقيع اتفاق دولي طموح في باريس, و كذلك مهما ما يتم توقيعه من اتفاقات في المؤتمر لن يحدث اي تقدم ملموس .
و بدلا من تقديم الدول التنازلات ,اغلب الدول الان تقول انها ستقلل او تكبح من انبعاثاتها. و هذا النقاش التطوعي يجنبنا تكرار النقاشات التي فشلت في السنين السابقة, فمسألة تقليل الانبعاثات هل تشمل البلدان الغنية فقط او جميع دول العالم (النقاشات التي خرجت نتيجة صعود الصين). مما أعطاها ميزة الشمولية. و بعيدا عن الدول الغنية بالنفط في الشرق الأوسط , و التي غالبا تتجاهل العملية, فان اغلب البلدان على الأقل بدأت تفكر في ماذا تستطيع ان تعمل.
الوعود التي سوف تأتي من مؤتمر باريس تعرف بـ” المساهمات الوطنية المحددة ” المتنوعة و التي من الصعب ان تقارن مع بعضها. لازال بعض الخطط اكثر طموحا من الأخرى. تعهدت أمريكا بانها في عام 2025 سوف تقلل انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 26 الى 28 بالمئة من مستوى انبعاثات عام 2005. و كوريا الجنوبية تعهدت بانها في عام 2030 ستكون انبعاثاتها اقل بـ37 بالمئة من ما متوقع ان تكون عليه الانبعاثات وفقا للمستوى التصاعدي الحالي للانبعاثات . و لكن حتى لو نجحت في ذلك كوريا الجنوبية ستكون انبعاثاتها في عام 2030 اكثر بـ81 بالمئة من مستوى انبعاثات عام 1990.
و امر اخر من اهداف المؤتمر حددت مسبقا : يجب ان لا يسمح لارتفاع درجة الحرارة العالمية ان يتجاوز الدرجتان سيليزية اعلى من درجة الحرارة لما قبل عصر الصناعة. سياسيون و مجموعات بيئية تجادلوا لسنين بان أي زيادة عن ذلك سيكون خطر بشكل واسع على مستوى العالم. تقريبا كل الكتب و التقارير حول التغير المناخي تعاملت مع هذه الحدود كحد اعلى يجب ان لا يتم تجاوزه.
منع الكارثة العالمية او الفشل الذريع المتوقع من اغلبية نماذج المحاكاة المناخية التي وضعت لحد الان , تفيد بان انبعاثات غازات الدفيئة ستزيد درجة الحرارة بأكثر من درجتين “من الجيد للناس التحدث عن الدرجتين ” كما قال بل جايتس الفيلسوف و المستثمر .”و لكن نحن حتى الان لا نملك الالتزمات التي تحافظ على الحرارة من الازدياد باقل من اربع درجات”
تغير تركيز غاز ثاني أوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي, المساهم الأكبر في ظاهرة الاحتباس الحراري لقرون . و كذلك من المفيد ان نتصور تخصيص ميزانية ثابتة من الكاربون ليتم حرقه. بيير فريدلنكستين العالم المناخي في جامعه ايكسيرت قام بحساب ما اذا تم الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة اقل من درجتين فيجب ان يكون كمية الغازات المنبعثة من العالم حوالي 3200 كيكا طن من غاز ثاني أوكسيد الكاربون بالمحصلة. و الهدف الابعد 2000 كيكا طن . و اذا الانبعاثات السنوية حافظت على المستوى الحالي فالميزانية ستستنتفذ في 30 عام فقط .
انبعاثات غازات الدفيئة في العالم شهدت ثباتا في المستوى لفترة . مجموع الانبعاثات للنشاط الإنساني في عام 2014 تقريبا نفسه لعام 2013 , وفقا لوكالة الطاقة الدولية. و عام 2015 يتوقع ان يكون حتى اقل من العام الذي قبله . و حسب هذا التقرير الذي اظهر بان هذا الانخفاض ليس له علاقة بالغابات و توربينات طاقة الرياح و الواح الطاقة الشمسية التي شغلت في البلدان الغربية . و هنالك الكثير مما يجب فعله في نتيجة تطور الصين . و مع ذلك بالرغم من الزيادة في درجة الحرارة في الأعوام الأخيرة الا ان هذا الثبات يعد موضع ترحيب.
الاخبار السيئة انه حتى لو استقرت انبعاثات غازات الدفيئة الا انها تعمل بمفعول عالي المستوى و هنالك أسباب قليلة لافتراض ان قوس ارتفاع مستوى غازات الدفيئة سيعقبها منحدر هبوط . الصين سوف تحرق فحم اقل بقليل في الأعوام القليلة القادمة , و لكن الهند سوف تحرق اكثر و أيضا الصين سوف تستخدم سيارات اكثر.” الكثير ن الدول الفقيرة سوف تصبح اغنى و سوف تحرق وقود احفوري اكثر” حسب توقع بورن لومبورك احد العاملين في مركز كوبنهاكن, مركز الآراء. البلدان الغنية سوف تستمر لتصبح انظف و لكن ليس بصورة جذرية على الأقل عند استخدام المحتوى الكاربوني المخصص لها سوف تقوم باستيراد ليضاف لحسابهم.
التغير المناخي سوف لن يكون سئ للجميع. فبعض البلدان الباردة سوف تنتج حقولها محاصيل اكثر. و بلدان أخرى ستهاجر الأسماك الى مياهها. و مع محيطها المعتدل ستكون بريطانيا وجهة مفضلة استثنائية. و حتى مع هذا ستكون الاثار السيئة للتغير المناخي اكبر من تلك الجيدة للجميع . بعض الأصناف ستكون في مشكلة حتى قبل ان تصل الزيادة الى درجتين سيليزية.
التقرير الخاص الذي يناقش التغير المناخي يقترح بانه يجب ان تتم معالجه التغير المناخي بطرق اكثر ذكاء و اكثر اقتصادية من الان. الطاقة المتجددة تعد أساسية في ذلك . و خلافا لمطالب العديد , يعتقد بانه ليس صحيح ان تكنلوجيا الطاقة الشمسية و الرياح الحالية سوف تنقذ الكوكب و بثمن رخيص بينما تخلق وظائف خضراء اذا تم اعتمادها بعد سنين قليلة فقط. هذه المصادر للطاقة المتجددة مكلفة لمستهلكي أسواق الطاقة المتعثرة و الشحيحة. فصرف مبالغ اكثر لتوربينات الرياح و الواح الطاقة الشمسية سيكون اقل حكمة من صرف مبالغ للبحث عن تكنلوجيات بديلة .
الجنس البشري أيضا بامكانه ان يفكر اكثر جديا بكيفية العيش تحت سماء ذات محتوى عالي من غازات الدفيئة. و سوف نضطر الى تكيف مع الامر بزراعة المحاصيل التي تتحمل درجة حرارة عالية او هجر المناطق الأكثر تضررا من التغييرا المناخية. الحيوانات و النباتات ستحتاج للمساعدة يشمل نقلها داخل حدود الدول او حتى خارج الحدود لانقاذها. و يتطلب بحوث اكثر لهندسة جو الأرض لغرض تبريد الكوكب.
مصدر المعلومات و التحليلات؟ تم استخدام قياسات الحرارة السطحية من 6300 محطة طقس, السفن و القواعد العائمة لمرابقة درجة حرارة سطح البحر, و قياسات درجة الحرارة من محطات الأبحاث القطبية.
ماذا عن النينو؟ ظاهرة مثل النينو او النينا سوف تقوم بتدفئة او تبريد المحيط الهادي , و بامكانها ان تساهم بتغير معدل درجة الحرارة العالمية على المستوى القصير. درجة حرارة السنة الماضية تأثرت من تسخين ظاهرة النينو , و لكن أيضا نتيجة التأثير التراكمي طويل الأمد الناتج من الاحترار المسجل.
المصدر: هنا
و هنا