وبغض النظر، أعتقد أنه لمن المشوّق معرفة المزيد عن آلية التفكير واتخاذ القرارات في كل يوم، لذلك دعونا نلقي نظرة على بعض هذه العادات من التفكير التي لم نكن نعرف أننا نقوم بها:
1. إحاطة أنفسنا بالمعلومات التي تتوافق مع معتقداتنا:
نحن نميل إلى الأشخاص الذين يفكرون كما نفكر، فإذا كنَا نتفق مع معتقدات شخص ما، نصبح أكثر ميلاً لأن نكون أصدقاءً لهم، في حين يبدو هذا الأمر معقولاً تماماً، الا إنه يعني أننا نبدأ لاشعورياً بتجاهل أو رفض أي شيء يهدد وجهات النظر التي شكلناها عن عالمنا، لأننا نحيط أنفسنا بالأشخاص والمعلومات التي تؤكد لنا ما نفكر به.
وهذا ما يسمى بـ«تحيز الإثبات»، وإذا كنت قد سمعت في أي وقت من الأوقات بما يُدعى «خديعة التكرارالوهمي»، فإن هذا مشابه جداً لها، حيث يحدث «التكرار الوهمي» مثلاً عند شراء سيارة جديدة، وفجأة تبدأ بمشاهدة نفس السيارة في كل مكان، أو عندما تكون المرأة حامل فإنها تلاحظ الحوامل الأخريات في كل مكان، إنَها تجربة سلبية، في حين تسعى عقولنا إلى البحث عن المعلومات التي لها علاقة بنا، ونعتقد أن هناك زيادة فعلية في تكرار تلك الحوادث.
إنها مماثلة لعملية تحسين لغة الجسد الخاصة التي تؤدي في النهاية إلى تغير ذواتنا.
ويُعد «تحيز الإثبات» أكثر فاعلية من التجربة ذاتها، فهو يحدث عندما نسعى للبحث عن المعلومات التي تؤكد المعتقدات الموجودة لدينا مسبقاً.
ولا نقوم بهذا فقط مع المعلومات التي نستقبلها، لكننا ننهج ذات الأمر مع ذاكرتنا أيضاً، ففي تجربة أُجريت عام 1979 في جامعة مينيسوتا (Minnesota)، قام المشاركين بقراءة قصة عن امرأة تُدعى جين (Jane)، تقوم بتصرفات منفتحة على العالم الخارجي في بعض الحالات وبتصرفات انطوائية في حالاتٍ أخرى، وعندما عاد المشاركون بعد بضعة أيام، قُسموا إلى مجموعتين، سُئلت المجموعة الأولى عن مدى ملائمة (Jane) لوظيفة أمينة مكتبة، في حين سُئلت المجموعة الأخرى عن رأيها في عملها كوكيلة عقارات.
تذكرت المجموعة التي سُئلت عن عمل (Jane) كأمينة مكتبة تصرفاتها الانطوائية، وقالوا في وقت لاحق أنها لن تكون مناسبة للعمل كوكيلة للعقارات، في حين قامت المجموعة الأخرى بالعكس تماماً، حيث تذكروا (Jane) باعتبارها شخص منفتح، وقالوا أنها ستكون مناسبة للعمل العقاري، وفي وقت لاحق عندما سُئلوا إن كانت جين تصلح للعمل كأمينة مكتبة، أجابوا بالنفي.
كما أظهرت دراسة أُجريت في جامعة ولاية أوهايو (Ohio) عام 2009، أننا سوف نقضي مزيداً من الوقت، وبنسبة 36% أكثر، في قراءة مقال ينسجم مع آرائنا.
يقول ديفيد مكراني (David McRaney): «حالما تتداخل آرائك و معتقداتك مع الصورة الذاتية الخاصة بك، يصبح من غير الممكن إبعاد تلك المعتقدات دون إلحاق ضرراً بالمفاهيم الجوهرية الخاصة بك، لذا لا يمكنك سوى تجنب المواقف التي قد تُسبب ضرراً لتلك المعتقدات».
2. وهْم ما يُدعى «جسد السباح»:
قد يكون هذا واحداً من أخطاء التفكير المفضلة لديّ، ففي كتابه «فن التفكير بوضوح»، يفسر لنا رولف دولي (Rolf Dobelli) كيف أن أفكارنا حول الموهبة والتدريب الجيد والمُكثف تُعد خاطئة فيقول: «إن السباحين المحترفين لا يملكون أجساداً مثالية بفضل التدريب المكثف، بالأحرى؛ هم سباحون جيدون بسبب بنيتهم الجسدية. فكيفية تصميم أجسادهم هي عامل يحدد اختياراتهم وليست نتيجة لأنشطتهم».
يحدث خطأ «وهم جسد السباح» عندما نقوم بالخلط بين عوامل اختيار موضوع ما مع النتائج المترتبة على ذلك الاختيار. وهناك مثالٌ أخر جيد، هو الجامعات ذات أفضل أداء؛ هل هم فعلاً أفضل المدارس، أم أنهم اختاروا أفضل الطلاب، الذين سيقومون بعمل جيد بغض النظر عن تأثير المدرسة؟يقوم عقلنا في كثير من الأحيان بخداعنا، ويُعد هذا الخطأ واحداً من الأخطاء المهمة التي يجب أن تكون على درايةٍ بها.
ويخطر لي حقاً عند البحث في هذا القسم؛ هذا السطر بالتحديد من كتاب (رولف دولي): «من دون هذا الوهم، فإن نصف الحملات الإعلانية ستفشل».
يُعد ذلك منطقياً جداً عندما نفكر به، فإذا اعتقدنا أننا على استعداد لأن نكون جيّدين في أمورٍ محددة (أو لا نكون)، فلن نقوم بشراء منتجات الحملات الإعلانية التي تُقدم وعودها لتحسين مهاراتنا في مجالاتٍ من غير المحتمل أن نتفوق بها.
وهذا مماثل لتعلم مهارة أن تقول كلمة «لا»، أو معرفة كيف يعمل إبداعنا في الواقع، فهُما يختلفان وبشدة عما نعتقد أنه صحيح، في مقابل تلك الإجراءات التي ستساعدنا بالفعل في الحصول على النتيجة التي نريدها.
المصدر: هنا
2 تعليقان
تعقيبات: Iraqi Translation Project 8 أخطاء لاشعورية يقوم بها العقل، وكيفية تجنبها - الخطأيْن الثالث والرابع -
تعقيبات: Iraqi Translation Project 8 أخطاء لاشعورية يقوم بها العقل، وكيفية تجنبها - الخطأيْن: الخامس والسادس -