العام الماضي وعلى الشواطئ الجنوب شرقية لكندا حصلت كارثة حقيقية. تسعة من حيتان الأطلسي الشمال شرقي الزرقاء ماتت في خليج “ساينت لورانس” ربما نتيجةً الانحباس تحت الجليد مانعاً إياهم من الصعود إلى سطح الماء لاستنشاق الهواء. إن هذه الأحداث معروفة فهي تحدث بشكل دوري، وهي توضح الخطر الواقع على تلك الحيوانات، إلا أنه من النادر أن تحصل لأكثر من حيوانٍ واحدٍ في نفس الوقت.
تقول الخبيرة في علم الثدييات “جاكلين ميلر” من متحف أونتاريو الملكي “لقد كان حدثاً مفجعاً لكون تعداد هذه الحيتان قليلاً جداً في الأًصل، إنهم عدة مئات فقط، ومعالجة ذلك الحدث صعب جداً”
عندما بدأ الجليد بالتكسر في الربيع، انجرفت الحيوانات، و بينما كانت ظروف الحيوانات صعبة، رأى العلماء فيها فرصة فريدة من نوعها لتوسيع معلوماتنا عن هذه الحيوانات الجميلة. تم انقاذ حوتين برخصة، قرب ساحل نيوفاوندلاند، وكانتا انثيين.
تمت معالجة إحداهما في ميناء روكي، بقيادة “ميلر” و فريقها البحثي. استغرقت العملية أسبوعاً كاملاً والكثير من الأيدي العاملة و المعدات.
تضيف ميلر “أردنا اغتنام كل فرصة للمعرفة وكذلك استخلاص هيكلٍ عظميٍ للمعارض المستقبلية لهذا استخرجنا القلب أيضاً، و كذلك عينات من النسيج للبحوث الجزيئية المستقبلية”
القلب، و الذي تم وصفه بأنه ” مقزز و مقرف ” حصد أكثر اهتمام الفريق.
تضيف ميلر قائلة “الناس دائماً فضوليون لمعرفة إن قلب الحوت قريب لقلبنا من الناحية التشريحية أم لا، و فضوليون كذلك لمعرفة حجمه، الحوت الأزرق يمثل أَضخم حيوان وجد على سطح الأرض في التاريخ، فلذلك فإن قلبه يجب أن يكون أضخم قلب.
بينما تم فحص قلوب حيوانات أخرى من قبل ميلر، قالت أن هذه أول مرة يتم فيها حفظ قلب حوت أزرق للبحث و العرض. أراد الفريق أن يختبروا أفكاراً متداولةً عن هذا العضو، مثل هل يمكن حقاً أن “تسبح” في الأوعية الكبرى له؟ و أن يمتلكوا جواباً محدداً للسؤال الأشهر: كم حجمه بالتحديد؟ عرضه حوالي مترٍ و نصف، تبين أنه أصغر مما تم توقعنا. تم تجميده لمدة سنة تقريباً، و لم يكن بحالة جيدة عندما تم تحضيره من قبل فريق ميلر.
المصدر: هنا