الرئيسية / ثقافة / الاقزام الرماديون .. قصة لمن لايزال نبضهم يشع صبا وشباب

الاقزام الرماديون .. قصة لمن لايزال نبضهم يشع صبا وشباب

كان لكتابة  تلك الحكايات  الرائعة حول الأقزام باللغة الانجليزية دوراً كبيراً في إنتشار ولمعان اسم (دنيس وتكنس بتجفور) كأعظم كاتب لقصص الأطفال.

 

وقد أُعترفَ بمنزلتهِ الأدبية الرفيعة حين نال وسام كارنيج عام 1942 عن قصته الأقزام الرماديين، تلك الحكاية التي تعتبر من أهم ما كُتب للطفولة من قصص وحكايات. ولربما تكون أحداثها  مستوحاة من رؤيتهِ لمخلوقات صغيرة في غرفة نومهِ. وكما أعتاد دينيس، فالكتاب مليء بالكثير من الرسوم التوضيحية واللوحات الجميلة وتحليل  رائع للألوان وتوظيف مذهل للمغامرات المثيرة ألتي تأسر الألباب، فنلحظه يسهب بوصف الحقول الأنجليزية والجداول والغابات ألتي تجذب فكر القارئ  وتدفعه إلى التصديق أن  هنالك حياة كاملة تحت جذر كل شجرة أو حتى  فوق غصنها. نعم، فهنالك كائنات قابعة في الظل وأنه بجانب أي شق صغير أو حفرة قد يوجد عالم  رائع  بكامل تفاصيله.

القصة تروي مغامرة ملحمية لأربع أخوة أقزام (دودر, بالدموني، سنيزورت وكلاود بيري) يسكنون أنجلترا في جحر دافئ تحت جذور شجرة البلوط المعمرة على ضفاف فولي بروك في واريكشاير. لقد كانوا يتمتعون بحياة ملئها السعادة والهدوء حتى أصبح كلودبيري مهووسا برغبة جامحة لإكتشاف العالم الواسع البعيد.

 

بالرغم من تحذيرات إخوته حول المخاطر الملتحفة بها الحياة الجديدة, لكنه خرج إلى البعيد في رحلته. مرت سنتان وكلودبري لم يعد بعد. لم يعلم أحد شيء عن مكانه. بالرغم من معاندة دودر الصارمة إلا أن الأخوان الباقيان قاما ببناء قارب وانطلقا للبحث عنه. تتكشف أحداث القصة عن  سلسلة من المغامرات تتضمن أحداث قتل مخيفة  والغرق للتعاويذ السحرية وكذلك لقاءات مع (الإله الأعظم بان) حينها تصل الأمور والأحداث إلى ذروة مثيرة وغير متوقعة تماماً.

لقد نشر الكتاب في أحلك الأيام من عام 1942 حيث الحرب العالمية الثانية وفظائعها المهولة. لكن طيبة قلب دنيس وجميل أحاديث مخيلته ما خفف الكآبة في زمن الموت والدمار، لقد ألقى بسحر حكايات جنياته الرقيقات على الواقع لينشر الحلم. هكذا كان الكتاب موجها للصغار والكبار على حد السواء، حيث أنه وقف أمام اختبار الزمن فلازال، ولحد الآن،  مطلوباً في مجال ألطباعه والانشر. وقد واصل الكاتب تتمة منشوراته سنة 1948 حين كتب (تحت الجدول المشرق) بنفس الروح المغامرة لحكاوي الأقزام .

 

 

ربما مقدمة ألكاتب بنفسه لقصته (الأقزام الرماديون) هو أفضل ما يهيئ القرّاء لتلك المساحة من المغامرات والأحداث لأولئك لرجال الصغار .

 

“تدور أحداث هذه القصة حول آخر الأقزام في بريطانيا. أقزام حقيقيين, وليس مثل البهرجة والكذب في كتب النوم للأطفال, يعيشون عن طريق صيد الحيوانات والأسماك تماما كما الحيوانات والطيور بالطريقة الصحيحة العادلة فقط. قد لاتؤمن بالناس الصغار، هذا لأن معظم كتب الجنيات تصور الأقزام بأجنحة صغيرة مبهرجة الألوان تفعل كل الأشياء المستحيلة مع الزهور وخيوط العنكبوت. هذا النوع من الأشياء ألتي يُعتقد أنه من الممكن تحقيقها لكنها لي و لك هي محض خيالات لا معنى لها. في سردي لهذه القصة أطلب من القارئ الأندماج مع رحلة النفس للنفس في الخيال الروحي. لقد وجدت أن من الضروري السماح لأقزامي وحيواناتي إمتلاك القدرة على الكلام . وذلك لأن الكتاب موجه للناس الراشدين مما يسهل متابعة الحكاية. لكن ولأني احترم وكثيرا عقلية المتلقي فهي بأحداثها لاتتجاوز الممكن إلى المستحيل.”

المصدر: هنا

عن

شاهد أيضاً

كيف تركز على شيء واحد فقط

نشر في: موقع فوكس تأليف: ريبيكا جينينغس بتاريخ: 4 سبتمبر 2019 ترجمة: مازن سفان تدقيق …

هل تجعلنا قراءة قصص الخيال أشخاصاً أفضل؟

تقديم: كلوديا هاموند ترجمة: ياسين إدوحموش تصميم الصورة: امير محمد كل يوم يُباع أكثر من …