بقلم : Lise Brix
ترجم من الدنماركية : بلسم عبود
تدقيق وتصميم: بهاء محمد
———————
الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية لديهم نسبة خطورة أعلى لبعض الأمراض من الأطفال الذين يولدون بشكل طبيعي. تجارب الفئران تبين أن الولادة الطبيعية تعطي ألاطفال جهاز مناعي أفضل. أذا اختار المرأة الحامل مخيرة بين العملية القيصرية أو الولادة الطبيعية، فهناك المزيد و المزيد من البحوث العلمية التي تشير إلى إنها قد تكون فكرة سديدة أن تختار الطريقة القديمة، و تلد بشكل طبيعي.
في دراسة دنماركية حديثة، قام العلماء بتجارب على الفئران بينت أن الفئران التي ولدت بشكل طبيعي لديها كمية أكثر من البكتيريا المعوية و جهاز مناعي أفضل و أكثر توازن. “هذه دراسة مهمة مقارنة مع غيرها من دراسات لأنها ترسم صورة شاملة الانطباع بأن الطفل المولود بشكل طبيعي هو أكثر صحة. لكن معظم النساء ليس لديهم خيار، لهذا ينبغي لهذه الدراسة أن تقدم للنساء الحوامل الذين يملكن خيار بين الولادة الطبيعية و العملية القيصرية، اثناء الاستشارات الطبية” يقول البروفيسور كارستن بوشارد من مؤسسة بارثولين في مستشفى (Rigshospitalet). هو أحد الباحثين في هذه الدراسة الجديدة التي نشرت للتو في مجلة علمية (Journal of Immunology) أي مجلة علم المناعة.
العملية القيصرية: قد تزيد من خطورة الاصابة في بعض الامراض في السنوات الأخيرة، اظهرت العديد من الدراسات الدنماركية و الدولية أيضا بأن الاطفال الذين يولدون بعملية قيصرية، يكونوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الاول والحساسية و الربو أكثر من الاطفال الذين يولدون ولادة طبيعية.
الاختلاف هذا غير معلوم سببه الى حد الان، لكن الباحثون يعتقدون، بإن هذا له علاقة في البكتيريا التي يتلقاها الطفل من الأجزاء السفلية للأم اثناء الولادة. يقول البروفيسور (كارستن بوشارد): ” عندما تولد المرأة ولادة طبيعية تعطي الطفل هذه البكتيريا، في حين أن العملية القيصرية هي أكثر تعقيما لذلك على ما يبدو بالتالي، أن الطفل يحصل على هذه البكتيريا من الأم و بهذا يحصل على مستعمر بكتيري معوي بأسرع وقت ممكن”.
البكتيريا هذه تشكل جهاز المناعة (كارستن بوشارد) يشرح النظرية، بأن البكتيريا تؤثر على الجهاز المناعي للطفل، بكلمات أخرى، تتعلم بإن تميز الجزيئات التي تكون موجودة في الجسم نفسة و الجزيئات الغريبة و الضارة. “داء السكري الأول هو مرض، معروف بأن خلايا المناعة لا تتعرف على خلايا الجسم و بهذا تهجم على الخلايا التي تنتج الأنسولين، التي تهجم على الجسم نفسه” يقول (كارستن بوشارد) في عام 2008 أجرى دراسة أضهرت أن أطفال القيصرية لديهم خطر الاصابة بمرض السكري أكثر بنسبة 23% من الاطفال الذين يولدون بشكل طبيعي. كيف يمكن معرفة ما اذا كانت هذه النظرية بأن البكتيريا من الولادة هي التي تلعب دوراً في الجهاز المناعي للطفل و التي تسبب مخاطر لاحقة من أمراض معينة؟
اناث الفئران خضعوا للقيصرية في دراسة جديدة، عمل الباحثون على أختبار اناث الفئران أن تلد طبيعي أم قيصرية. بعد ذلك تابع الباحثون صغار الفئران و أجروا بعض الدراسات عليها. هنا كان في وسعهم أولاً بتحديد أن كمية البكتيريا المعوية من الفئران الذين ولدت بعملية طبيعية أكثر من القيصرية. وقال البروفيسور (أكسيل كورنيروب هانسن) من وزارة علم الأحياء للأمراض البيطرية في جامعة كوبنهاجن: “نحن نرى بأن صغار الفئران لديها مختلف انواع البكتيريا في الامعاء تعتمد على ان كانت مولودة قيصرية أم طبيعية، لكن الشئ المثير للأهتمام كان، بأننا عندما نظرنا في البكتيريا لاحقاً، لم نعد نرى أي فرق”.
الفئران القيصرية لديهم جهاز مناعي أسوء في حين ان الفرق بين الفلورا المعوية على ما يبدو بأنها تخف من تقدم السن، لذلك كان هناك فرق بين المجموعتين من الجهاز المناعي لصغار الفئران خلال مرحلة بلوغهم.
يوضح (Axel Kornerup Hansen) “نحن نرى بأن الفئران الذين ولدوا بطريقة طبيعية، كان لديهم خلايا أكثر من نوع معين من خلايا الجهاز المناعي، تدعى هذه الخلايا بالخلايا التنظيمية (T-Cells). وضيفة هذه الخلايا هي أنها تتذكر كل الاشياء التي يتعامل معها الجهاز المناعي. مثلا لا جدوى من هجوم الجهاز المناعي للطعام الذي نأكله، لهذه هذه الخلايا لا ترسل الى كل ما في الجسد”. ويضيف الى ذلك بأن كان هناك فرق كبير بين عدد الخلايا في مجموعتين الفئران.
ثمة درس هام من بحثنا هو على الارجع ان مواجهة البكتيريا الاولى يجب ان يكون واضحا ويفضل ان يحدث في وقت مبكر من حياة الانسان حيث يمكن ان يتم تمرين جهاز المناعة على التمييز بين الاشياء الموجودة في جسدنا.
يقول البروفيسور (Axel Kornerup Hansen): “في هذا السياق، بالطبع هناك فرق بين الفئران والبشر، لأن صغار الفئران لديهم فرصة افضل في الحصول على البكتيريا من الأم بعد الولادة. على العكس للأطفال الصغار يعيشون صغار الفئران في عشوائية، حيث الام تأكل وترمي فضلاتها، لهذا يتعرضون لكل هذه البكتيريا من الأم، بينما صغار البشر لا يحتكون بالطبيعة كما الفئران، لهذا من الضروري جدا بالاحتكاك مع البكتيريا في أقرب وقت ممكن”.
هل ينطبق هذا على البشر؟
يشير ألى انه على الرغم من صعوبة التساوي بين نتائج البشر والفئران، هناك أحتمال جيد بأن النتائج المأخوذة من الفئران قد يتم العثور على مثيلها في البشر. اضاف الى ذلك، اذا كنت تتحدث عن أمراض معينة، فالفئران ليسو النماذج الأمثل ونتائج الفئران من الصعب ان تنقل الى البشر. لكن عندما نصل الى آلية من هذا النوع، أي قياس خلايا معينة، النتائج تكون غالبا قابلة للمقارنة للبشر.
(Peter Bager) كان له العديد من البحوث بخصوص تعرض الاطفال المولودين قيصرياً لخطورة الاصابة بالامراض، لذلك، عرضت عليه مجلة العلوم” الدراسة الجديدة بهذا الخصوص لعلّها تكون مثيرة لأهتمامه”.
ينبغي النظر بأعين ناقدة على هذه النتائج (Peter Bager) يؤكد بضرورة نقد النتائج وما يدعى بالفرضية النظيفة، وهي فرضية عامة عن أنظمة مناعة الأطفال تحسن عن طريق التقائها مع البكتيريا وما شابه.
النقاش حول اطفال القيصرية والامراض التي قد تصيبهم في وقت متلأخر في الحياة فرضية تتسم بالفرضية النظيفة، وان الأطفال يولدون بفلورا المعوية أخرى مقارنة بالاطفال الاخرين. هي مثيرة للأهتمام، لأن النظرية سهلة الفهم ومتناسقة، قيلت بأسلوب شعبي، يجب أن يعيش الطفل في بيئة متسخة لكي يمرن جهازه المناعي.
يقول (Peter Bager): بالطبع فهو مثير للأهتمام، أن ينظر إلى الاختلاف في الفلورا المعوية، حسب كيفية الولادة. لكن السؤال هو، اذا ما كان هذا له تأثير عن تطور الأمراض لاحقاً.
الأسباب الوراثية قد تلعب دوراً (Peter Bager) اجرى دراسات شاملة تستند الى 26 دراسة عالمية، تبين هذه الدراسات بأن الأطفال الذين ولدوا بعملية قيصرية لديهم (20% – 30%) نسبة خطورة أعلى للأصابة بالربو وحساسية حمى القش مقارنة بالاطفال الذين ولدوا بشكل طبيعي.
لكنه يشير الى انه لا توجد معرفة عن السببية، أي لماذا اطفال القيصرية لديهم نسبة خطر أعلى لبعض الأمراض عن غيرهم من الاطفال الذين ولدو بشكل طبيعي.
يقول (Peter Bager): يمكن أن تكون هناك عدة أسباب مختلفة تجعل النساء يولدون بعملية قيصرية، لكننا لا نعلم، اذا هذه الاسباب قد تلعب دور في زيادة خطورة اصابة بمرض معين عند الطفل. أحد الاسباب التي تجعل النساء يولدن بعملية قيصرية هي السمنة أو الربو. هذه مجموعة مختارة من النساء يخضع الى القيصرية، وربما قد تكون هناك أسباب وراثية أخرى قد تصيب أطفالهم بعدة أمراض.
هو يعتقد، لايزال هناك القليل من الأدلة في هذا المجال، اي النساء الذين يولدون بعملية قيصرية، يجب ان تهتم بوجود خطورة بأن اطفالهم قد يصابون بالمرض السكري الأول، الربو أو حساسية حمى القش.
عملية قيصرية أم لا؟ في مستشفى (Rigshospitalet) يقول (Karsten Buschard) بأن هناك عدد كبير من النساء التي تحصل على عملية قيصرية، بسبب وضع الطفل أي لأسباب تقنية.
لكنه يتفق مع فكرة أن هناك عوامل أخرى قد تلعب دوراً في أصابة أطفال القيصرية ببعض الأمراض، لكن هو يرى بأن هناك الكثير من الدراسات التي تشير الى أن العملية القيصرية بحد ذاتها وعدم التعرض لبكتيريا الأم قد يكون أحتمال مرجح جداً، وقد تكون هذه العوامل هي مفتاح اللغز.
يقول (Karsten Buschard) ملخصا: عموما هناك العديد من البراهين الجيدة، بأن الصحي هو أن تلد الأم بشكل طبيعي، لكن هناك العديد من النساء اللواتي لا يمتلكنْ هذا الخيار.
المصدر:-
http://videnskab.dk/krop-sundhed/dyreforsog-kejsersnit-kan-fa-immunforsvaret-til-fungere-forkert