السجائر الالكترونية تؤثر على الأوعية الدموية حتى بدون النيكوتين

ترجمة: حيدر هاشم

تدقيق: ريام عيسى

تصميم الصورة: أسماء عبد محمد

 

ربما تكون السجائر الالكترونية أكثر أماناً من السجائر التقليدية، ولكن لها مخاطرها.

 

• استخدمت دراسة جديدة جهاز الرنين المغناطيسي لفحص تأثير تدخين السجائر الالكترونية على القلب والاوعية الدموية بعد تدخينها مباشرة. 
• نتائج الدراسة أظهرت أن تدخين الڤيب يؤدي إلى اعاقة الدورة الدموية، شرايين أكثر تصلباً، واوكسجين اقل في الدم. 
• تتوافق هذه الدراسة الجديدة مع عدد متزايد من الأبحاث العلمية التي بيّنت أن السجائر الالكترونية من الممكن أن تكون أكثر اماناً من التقليدية ولكنها بعيدةٌ عن كونها بلا ضرر. 

 

تدخين السجائر الالكترونية له تأثيرات سلبية على الاوعية الدموية، حتى لو كانت عصارة الڤيب خالية من النيكوتين او المنكهات، وفقاً للدراسة الجديدة. 

 

في هذه الدراسة، التي نشرت يوم الثلاثاء (٢٠ اب ٢٠١٩) في مجلة علم الاشعة (Radiology)، استخدم الباحثون في كلية (پيرلمان) للطب التابعة لجامعة (پنسلڤانيا) جهاز الرنين المغناطيسي لفحص اوردة وشرايين ٣١ شخصاً بعد فترة قليلة من استنشاقهم عصارة الڤيب الخالية من النيكوتين والمنكّهات. بعد استنشاقهم ١٦ نفساً من الڤيب دام كل منها ثلاث ثوان، ظهر أن هناك إعاقة للدورة الدموية، شرايين أكثر تصلباً، واوكسجين اقل في دمهم. 

يقول فيلكس ويرلي الباحث الرئيسي في الدراسة لمجلة (Wired): “دحضت نتائج دراستنا الفكرة السائدة بأن تدخين السجائر الالكترونية لا يسبب أضرار، لقد توقعنا بأنه سيكون هناك تأثير، ولكننا لم نفكّر قط بأنه سيكون كبيراً كالذي وجدناه… انه لم يكن تغييراً صغيراً بل كان بالغاً.”

 

بدون النيكوتين والمنكّهات يحتوي الڤيب بصورة رئيسية على مادّتي ال (پروپيلين گلايكول) وال (گليسرول). أظهرت النتائج أنه عندما يتم تسخين عصارة الڤيب وتدخينها، ستمر هذه المواد خلال الرئة وتشق طريقها إلى الشرايين والاوردة. تقوم هذه المواد، بعد ذلك، بتهييج الظِهارة، والتي هي طبقة رقيقة من الخلايا تبطن الاوعية الدموية. 

 

هذا يعيق الوظيفة الطبيعية للأوعية الدموية من خلال تضييقها بنسبة ٣٠ بالمئة. عندما تبقى الاوعية الدموية متضيقة على مدى طويل، من الممكن للناس أن يُصابوا بالجلطات الدماغية والقلبية. 

 

الخبر الجيد: رجعت الاوعية الدموية للمشاركين في الدراسة إلى طبيعتها بعد بضع ساعات. ولكن النتائج اوحت أن المدخنين بكثرة سيُقاسون اعتلال الاوعية الدموية هذا بصورة منتظمة. طبعاّ، إن تدخين السجائر الالكترونية ليست الفعالية الوحيدة التي تؤثر على الاوعية الدموية. 

 

يقول گريگوري كونلي رئيس الرابطة الامريكية لتدخين السجائر الالكترونية، لمجلة (Wired): “تم تبيين أن كثرة من الفعاليات الأخرى، بضمنها التمرين وتعاطي الكافيين، لها تأثير وجيز على نشاط الاوعية الدموية، ولكن هذه التغييرات قصيرة المدى لا تعني بالضرورة أن لها قيمة تنبؤية على المدى البعيد.”

 

الكلمة المهمة فيما قاله هي “ليس بالضرورة”؛ فالعلماء لا يزالوا يبحثون عن التأثيرات الدقيقة طويلة الأمد لتدخين السجائر الالكترونية. 

قال الدكتور روبرت جاكلر مؤسس مشروع بحث جامعة (ستانفورد) في مدى تأثير إعلانات التبغ، في جلسة للكونغرس: “لا أحد يعلم ماذا يفعل الشهيق والزفير المتكرر لمادتي ال(الپروپيلين گلايكول) وال(گليسيرين) على هيئة رذاذ برئة الإنسان. إنها تجربةٌ فقط، بكل صراحة،سنجد النتائج بعد سنين من الآن.” 

 

تتوافق هذه الدراسة الجديدة تتوافق مع عدد متزايد من الأبحاث العلمية المبيّنة أن السجائر الالكترونية- بينما من الممكن أن تكون أكثر اماناً من السجائر التقليدية- لكنها تدمر القلب، خلايا القلب والاوعية الدموية، والرئتان. في الأسبوع السابق، فتح مركز السيطرة على الامراض ومنعها تحقيقاً في التأثيرات الصحية للسجائر الالكترونية بعد أن أبلغ ٩٤ شخصاً من مدخنيها بتعرضهم لأمراض رئة خطيرة من شهر حزيران الى تموز (٢٠١٩). 

 

المصدر: هنا