الحلقة الخامسة من سلسلة ثقافات الشعوب والأقوام.
ترجمة: المجتبى الوائلي
تدقيق: ريام عيسى
تصميم: مصطفى خالد
————————
المقدمة:
كان التشوانغ يوماً ما فرعاً من شعب البايو القديم، ينحدرون من عشائر مقاطعة غوانغشي المعاصرة بعد سقوط سلالة هان في سنة 220م. وكان لدى كل عشيرة العديد من العبيد والعديد من الممتلكات، إضافة لأمتلاكهم لقوة سياسية كبيرة. عينت سلالة تانغ (618 – 907م) زعماء القبائل المحلية ليمسكوا الحكم لهم، ومنذ ذلك الحين، خضعت التشوانغ لحكم الحكومة المركزية في الصين.
الموقع:
تعد التشوانغ أكبر الأقليات القومية في الصين. يبلغ عدد سكانها 15.6 مليون نسمة في عام 1990. يعيش أكثر من 90% منهم في مقاطعة غوانغشي تشوانغ المستقلة. توجد هنالك أعداد صغيرة من التشوانغ في وينتشان تشوانغ، ولاية مياو المستقلة (في جنوب شرق يونان)، وغيرها من المحافظات. المناظر الطبيعية المتمثلة بالتلال لغوانغشي تشبه الى حد بعيد جنوب الصين. يوجد فيها أكثر من 60 وادياً تمتد لمسافة 125 ميلاً.
اللغة:
تنتمي لغة التشوانغ الى عائلة اللغات الصينية – التبتية. أعتمدت أبجدية جديدة تستند على اللاينية في عام 1955. يسمي التشوانغ أنفسهم “بوتشوانغ”،”بو” تعني “رجل”.
الفلوكلور:
للتشوانغ أساطير غنية، الكثير منها متعلقة بأصولهم. تَدعي أحدى القصص أن قبل زمن بعيد لم يكن هنالك حبوب وكان على الناس أن يتناولوا النباتات البرية. في الحقيقة، كان توجد هنالك بذور حبوب في السماء لكن لم يكن بإستطاعة أي أحد على الأرض الحصول عليها. تم إرسال كلب ليصطاد الحبوب في السماء. في تلك الأيام، كان للكلاب تسعة ذيول. عندما وصل الكلب للمكان الذي توجد فيه البذور، قام بوضع ذيوله على الأرض. الكثير من البذور علقت بالشعر. ثم تم أكتشاف أمر الكلب بواسطة أحد الحراس، الذي قام بقطع ثمانية من التسعة ذيول. لكن الكلب نجح بالهرب، وبقيت البذور ملتصقة بالذيل الوحيد المتبقي. تلك البذور كانت قد جلبت فوائد عظيمة للبشرية. لهذا السبب، يتم الإحتفاظ بالكلاب في المنازل وتغذيتها بالرز.
الدين:
التشوانغ متعددي الآلهة (يؤمنون بأكثر من إله واحد). لإنهم يعبدون أسلافهم ويُصلون أيضاً للحجارة والأشجار الكبيرة والأفاعي والطيور، والأرض أيضاً. إنهم يقومون بتقديم أضحيات لإله الجبل، إله الماء، إله المطبخ، إله الشمس، وغيرهم. وعتقدون بهذه التضحيات العديدة أن تقوم الألهة بحماية مواشيهم، محاصيلهم وأسرهم.
الأعياد الكبرى:
يحتفل التشوانغ بعشرات الأعياد. يتم الأحتفال برأس السنة الجديدة بعشاء عائلي وألعاب نارية. تغلي النساء الماء مع السكر البني وأوراق الخيزران والبصل والزنجبيل لتحضير مشروب العيد الخاص. يتم تنظيم بعض المسابقات الرياضية وفعاليات أخرى في المدن الصغيرة. يحتفل التشوانغ بنفس العادات في نهاية رأس السنة الجديدة في نهاية الشهر.
يعتبر الثامن من نيسان عيد الإله بوفالو (الجاموس). يقوم الناس بغسل الجواميس بالفرشاة، يطعمونهم الأرز المسلوق الملون، ويسمحون لهم بالراحة ليوم كامل.
طقوس الإنتقال:
هوابو (المرأة الزهرة) هي ألهة الولادة وراعية الأطفال أيضاً. بعد ولادة الطفل مباشرة، توضع لوحة تذكارية تكريماً لهوابو وحفنة من الزهور البرية على الجدار القريب من سرير الطفل. إذا مرض الطفل، تعرض الأم هدايا لهوابو وتقوم بسقاية الزهور البرية.
طقوس جنازة التشوانغ ليست عادية. يتم دفن الميت في تابوت بعمق قدمين تحت مستوى سطح الأرض. بعد ثلاثة أو خمسة سنوات، يتم فتح التابوت. كل ما تبقى من اللحم تم تنظيفه من على العظام. ثم يتم وضع الهيكل العظمي بوضعية الجلوس داخل جرة من الطين ورشها بمادة كبريتيد الزئبق (مسحوق أحمر). يتم كتابة أسم الشخص المتوفى وتواريخ الميلاد والموت داخل الغطاء. يتم بعدها دفن الجرة المختومة بمقبرة العشيرة.
العلاقات:
الشباب بإمكانهم أن يتواعدون بحرية، الحفلات الغنائية هي أحدى الوسائل المعروفة للتعرف على الأشخاص، ويتم عقدها في جميع أيام العطل.
إذا كانت هنالك قبعة قش معلقة على الباب فذلك يعني أن هنالك أمرأة تلد بالداخل.
الظروف المعيشية:
معظم منازل التشوانغ الآن تبدو مشابهة لجيرانهم الصينيين. على الرغم من أن بعض المناطق لا تزال توجد فيها منازل ” ذات ركائز”. تم بناء المنازل على ركائز لتحافظ على العائلة داخلها بعيداً عن رطوبة الأرض والحيوانات. في غوانغشي المنازل والمساكن ذات الركائز مصنوعة من الخشب والخيزران. يتراوح حجم المنزل بين ثلاث وسبع غرف. يتم وضع الماشية والبضائع المخزنة في الطابق الأرضي عادة.
حياة العائلة:
أسر التشوانغ صغيرة عادة ويتم تناقل أسم العائلة بواسطة الذكور. التشوانغ أحاديي الزواج (يتزوجوا من شخص واحد فقط). مكانة المرأة أقل نوعاً ما من مكانة الرجل. بعد حفل الزواج مباشرة، ترجع العروس مع وصيفات الشرف الى أهل العروس، وتستمر في ذلك للثلاث الى الخمس سنوات الأولى من الزواج، وتعود لزوجها في الأعياد والمناسبات فقط. مع ذلك، فهي ستعود لبيت زوجها إذا ما حملت!
الأزياء:
في بعض المناطق الريفية، يحافظ التشوانغ على تقاليدهم القديمة. ترتدي النساء ملابس من دون ياقات وأزرار على الجانب الأيسر، وسراويل فضفاضة، ومآزر مطرزة. البعض يرتدين تنانير مطبوعة بصورة داكنة ومستقيمة مع أحذية مطرزة وأوشحة مطرزة على رؤوسهن. ومع ذلك، فإن معظم شعب التشوانغ يرتدون قطعتين هادئتين من الملابس المسطحة، بألوان داكنة.
الطعام:
الطعام الأساسي لشعب التشوانغ هو الأرز والذرة. إنهم يحبون تناول الوجبات المالحة والحامضة. الأسماك الخالية من الجلد والعظام تعتبر طبق مميز. في أيام العطل، يقومون بصنع أطباق من الأرز اللزج (المّعجّن بالعراقي). ذلك يشمل أيضاً الكعك، المعكرونة، والفطائر الملفوفة بأوراق النباتات
التعليم:
حوالي 95% من الأطفال بسن المدرسة يلتحقون بالمدارس. هنالك 17 جامعة في مقاطعة غوانغشي. ربع طلاب الجامعات في الإقليم ينتمون الى الأقليات الصينية. الغالبية العظمى منهم ينتمون للتشوانغ.
التراث الثقافي:
يعتبر الغناء جزءاً مهم من ثقافة التشوانغ الشعبية، فهو يعتبر الفعالية الأساسية في المهرجانات. الحدث الغنائي في مهرجان ما بإمكانه أن يجذب حوالي 10000 مشاهد تقريباً. الرقص مهم أيضاً، رقصات التشوانغ تشمل رقصة الطبل البرونزي، رقصة جمع أوراق الشاي، رقصة قطب الكتف، ورقصة الجاموس.
العمالة:
العمل التقليدي لشعب التشوانغ هو الزراعة والسعي في الغابات. شعب التشوانغ في غوانغشي يزرعون الأرز وأنواع أخرى من الحبوب، ويزرعون أيضاً قصب السكر، الموز، الأناناس والمانجا للصناعات الغذائية.
الرياضة:
يعرف شعب التشوانغ كأحد أفضل لاعبي الجمباز. يتم توفير التدريب المكثف للشباب من الذكور والإناث على أساس طوعي بعد ساعات الدوام المدرسي.
يتم لعب لعبة قذف الكرة التقليدية مع حقيبة قماش مبطنة وزنها حوالي باوند واحد (نصف كيلو غرام). يتم ربط وتر ملونة بالحقيبة. يتم تقسيم الفتيان والفتيات الى فريقين. يتم رمي الكرة من قبل أعضاء الفريق الواحد الى المنافس من خلال الضغط على الوتر بيد واحدة، أرجحتها في دوائر، وتركها تنطلق. إذا فشل الطرف الآخر في السيطرة على الكرة، يتم القبض على أحد أعضائهم. عندما يتم القبض على آخر أعضاء الفريق، تنتهي اللعبة.
التسلية والإحتفالات:
تعتبر مشاهدة التلفاز هواية شعبية جداً للتشوانغ المتحضرين. معظم البلدات الصغيرة تمتلك الآن محطات تلفزيون، بإمكان الأسر مشاهدة الكثير من البرامج التلفزيونية.
هنالك الكثير من الأعياد خلال السنة، ويقام معرض كبير كل ربيع. الأعياد التذكارية النصف سنوية للأسلاف تتميز بوجود عناصر ترفيهية كثيرة، كحفلات الغناء، عروض الرقص، وأوبرا التشوانغ.
الحرف والهوايات:
يشتهر شعب التشوانغ بطبولهم البرونزية. تكون الطبول جوفاء ومقعّرة ذات سطح مستوي. تتفاوت الطبول في حجومها ويتم تزيينها بالصور والتصاميم.
يعتبر القماش المطرّز شكل أخر من أشكال الفن عند شعب التشوانغ. يتم تشكيل المنسوجات القطنية والحرير الملون بتصاميم جميلة ودائمة. يستخدم شعب التشوانغ المنسوجات في تعليقها على الجدران وكشراشف للطاولات وكوسائد وستائر أيضاً. تحب فتيات شعب التشوانغ أرتداء الحقائب المطرزة.
المشاكل الإجتماعية:
للغوانغشي تربة خصبة، ومناخ دافئ، وأمطار وفيرة، لكن شعب التشوانغ ليس غنياً. لا يتم إستغلال الثروات المعدنية والمواقع السياحية في المنطقة بشكل كامل. العديد من عمال الريف، من ضمنهم التشوانغ، هاجروا من غوانغشي الى أقليم غوانغدونغ المجاور لأن إقتصادها أكثر تقدماً. هذه الهجرات تسبب مشاكل خطيرة لكلا الأقليمين.
المصدر:
http://bit.ly/1uUohFK
للاطلاع على الحلقات السابقة من سلسلة ثقافات الشعوب والأقوام:
الحلقة الاولى: شعب الزولو
http://on.fb.me/1ykGZGZ
الحلقة الثانية: شعب الهان
http://on.fb.me/1vv3fBJ
الحلقة الثالثة: شعب ايمارا
http://on.fb.me/1srYlDr
الحلقة الرابعة: شعب التشام
http://on.fb.me/VpKKOg
#Iraqi_translation_project
#المشروع_العراقي_للترجمة
#ثقافات_الشعوب_والأقوام