من الامور المحيّرة، بل العويصة لحد الان، هو طبيعة احدى المخطوطات القديمة التي أخجلت أعظم العقول المفككة للرموز والمخطوطات القديمة في العالم، والسؤال هو: هل أن هذه المخطوطة هي لغز بحاجة الى حل،ام انها مجرد خدعة متقنة؟
لقد جئت الى مكتبة بينيك، في جامعة ييل، من اجل حل لغز عظيم ،الذي سيجعل من لغز رواية شيفرة دافنشي عبارة عن حيوان اليف بالنسبة اليه،فكتابنا الذي نحن بصدده،كتاب لا احد يستطيع قراءته ،مكتوب بلغة لا وجود لها ،ويتضح فيه ايضا ،نباتات ومخلوقات لم تُشاهد على سطح الارض!
المخطوطة التي نحن بصدد الحديث عنها هي مخطوطة وفوينك المسماة باسم التاجر ويلفرد فوينك الذي يزعم انه اكتشفها في ايطاليا عام 1912 ، ومنذ ذلك الوقت شغلت خبراء المخطوطات وولدت لهم هواجس ونظريات لا تعد ولا تحصى،سواء كانت تلك النظريات عملية ام غريبة الاطوار،وواحدة من النظريات الغريبة الاطوار “ان هذا الكتاب عبارة عن قصة لمراهقي الكائنات الفضائية والتي تركوها اثناء زيارتهم للارض “كما تقول راي كليمنس امينة مكتبة بينيك.
المخطوطة عبارة عن ملزمة من 240 صفحة غنية بالرسوم والصور،نباتات غريبة ،رموز فلكية ،مخلوقات مثل قناديل البحر وما يشبه سرطانات البحر،في صور اخرى ،مجموعة من السيدات العاريات السمراوات ،النص كُتب باللون البني وحبر العلقم الحديدي النادر.
فوينك ،كان ينتمي الى الاثنية الليتوانية ،مما كان يعرف بالامبراطورية الروسية،ولد 1865 ،وتم سجنه لفترة وجيزة في سيبيريا ،قبل ان يلوذ بالفرار،عبر منشوريا الى لندن ،اقام محل لبيع الكتب المستعملة ،والتي اصبحت مركزل لالتقاء المنفيين السياسيين ،وكان من بينهم كارل ماركس.ادعى فوينك انه عثر على مخطوطة في معهد ديني لليسوعية خارج روما..منذ ذلك الحين شكّلت هذه المخطوطة بمثابة فينوس ،الصائدة للعقول اللامعة .
الامريكي ويليام فريدمان ،واحد من اعظم مفككي الرموز في القرن20 وهو الصانع لمؤسسة اصبحت شهيرة بعد حادثة ادوارد سنودن في وكالة الامن القومي ،حيث قضى 30 سنة محاولا فك رموز المخطوطة ،مشيرا الى ادعاء احد علماء النبات ان بعض النباتات هي من امريكا الاوسطى..اذن ماهي هذه المخطوطة؟ شيفرة للبحث عن كنز مدفون؟ام كتيب سام؟ام انه وصفة مشفرة للشباب الابدي؟يجب ان ننبه ،ان المخطوط ربما يكون مزوّر من قبل فوينك نفسه.حيث كان فوينك يتعامل بالسحر كما انه حصل على كميات كبيرة من الرق التي استخدمها علماء الكيمياء في جامعة موسكو ،وكرروا عليها احبار من القرون الوسطى ..لكن اختبارات الطب الشرعي على الحبر والاصباغ ،تعود فعلا الى القرن 15 !!..
وبذلك تواصل المخطوطة ممارسة سحرها
المصدر: هنا