كتبه لموقع “منتال فلوس”: جوردون روزنفيلد
نُشِر بتاريخ: 19\06\2018
ترجمة: رفاه عبد الرزاق
مراجعة : امير صاحب
تصميم الصورة: أسماء عبد محمد
على الرغم من مرور 500 عام من الدراسة ، فقد تكون الزائدة الدودية العضو الأقل فهمًا في تركيب جسم الأنسان. إليك ما نعرف من حقائق حول هذا العضو الغامض.
1. أطلق القدماء المصريون عليها إسم ( دودة) الأمعاء
الزائدة الدودية في الإنسان لها شكل أنبوبي صغير يعطي انطباع الدودة وهذا ما تعرف إليه المصريون حين كانوا يجهزون الجثث للطقوس الجنائزية. وحتى الأن، بعض المصادر الطبية تشير للعضو باسم الدودة.
2. تظهر الزائدة الدودية في رسومات ليوناردو دافنشي
تم تدوين أقدم وصف للزائدة الدودية في عصر النهضة في عام 1521 من قبل عالم التشريح الفيزيائي “ياكوبو بيرنغاريو دا كاربي”. لكن يُعتقد قبل ذلك أن ليوناردو دافنشي قد قام برسم أول تصوير لعضو الزائدة الدودية في رسوماته التشريحية في عام 1492 ، كما ادعى أنه قام بتشريح 30 جثة بغية الوصول لمفهوم عمل الجسم من المنظور الميكانيكي والفسيولوجي.
3. إنها بحجم اصبع الخنصر
ترتبط الزائدة الدودية بالقولون الصاعد وهي عبارة عن كيس صغير في بداية الأمعاء الغليظة في الزاوية اليمنى السفلى من البطن. ويكون عمل القولون الصاعد باستلام الطعام الغير مهضوم من الأمعاء الدقيقة وامتصاص السوائل والأملاح الباقية وخلطها مع مخاط لتسهيل التخلص منها. ووفقًا لما ذكره الأستاذ المساعد، محمد أبو زيد الجراح في جامعة نيويورك، أن للزائدة الدودية تركيب نسيجي مشابه للقولون الصاعد.
4. إعتقد تشارلز داروين أنها عضو لا وظيفي
لطالما كان للزائدة الدودية سُمعة لا تستحقها لزعمهم أنها تطورت بدون وظيفة مُكتشفة، ويمكننا أن نلوم داروين على هذا. ففي منتصف القرن التاسع عشر، تم تحديد الزائدة الدودية في البشر والقرود العظيمة. اعتقد داروين أن أجدادنا السابقين كانوا يأكلون النباتات في الغالب وهذا الغذاء يحتاج إلى قولون كبير لتكسير الألياف المتينة.
افترض داروين أنه مع مرور الوقت، تطور النظام الغذائي للبشر والقردة لطعام أكثر تنوعًا وأكثر سهولة في الهضم، وتبعًا لذلك، انكمش حجم القولون الصاعد. واعتقد داروين أن الزائدة الدودية تكونت من طيات القولون المنكمش بدون وظيفة خاصة بها.
5. ربما تُساعد الزائدة الدودية في الوظيفة المناعية
التشابه النسيجي ما بين الزائدة الدودية والقولون الصاعد يُشير إلى أن الأخير ربما يلعب دورًا في عملية الهضم، لكن هنالك فرق ملحوظ في الزائدة الدودية ويمكن أن تراه فقط تحت المجهر الدقيق. « تملك الزائدة الدودية تركيز عالي من الخلايا المناعية في جدارها »، كما يُخبر أبو زيد مينتال فلوس.
جرت دراسة في عام 2015 لـ “نايتشور ايميونولوجي”، أكتشف فيها باحثون أستراليون نوع الخلايا المناعية وتسمى الخلايا الليمفاوية الفِطرية، وتتكاثر هذه الخلايا في الزائدة الدودية وتبدو أنها تحث على إعادة توطين البكتيريا التكافلية في الأمعاء. ويساعد هذا، الأمعاء في التعافي من العدوى التي تميل إلى القضاء على السوائل والمغذيات والبكتيريا الجيدة.
بحثت دراسة في عام 2016 عن التطور المنطقي للزائدة الدودية في الثدييات، باحثون من جامعة ميدويستيرن وجامعة ديوك ، استنتجوا أن هذا العضو قد تطور 32 مرة على الاقل بين الانسجة مختلفة و لم يكن ذلك بتأثير العوامل البيئية أو الغذائية. وقد تم تحليل 533 أنواع من الثدييات في دراسة جرت في عام 2017 وتم إيجاد أن أولئك الذين يمتلكون الزائدة الدودية لديهم الكثير من الأنسجة مناعية في القولون الصاعد. وهذا يُشير إلى أن الزائدة الدودية المجاورة قد تعمل كعضو مناعي ثانوي. بالإضافة إلى أن الأنسجة الليمفاوية قد تحفز من نمو أنواع مفيدة من بكتيريا الأمعاء، وهذا يُقدم المزيد من الأدلة على أن الزائدة الدودية تكون كالبيت الآمن لبكتيريا الأمعاء المفيدة. كما وتساعد هذه البكتيريا في تجديد الزغابات الصحية في الأمعاء بعد الإصابة بالعدوى أو المرض.
6. حوالي 7% من الأمريكيين يصابون بالتهاب الزائدة الدودية خلال حياتهم
وفقًا لأبو زيد، يحدث التهاب الزائدة الدودية حينما يحدث انسداد بسبب تصلب الغائط أو كما يعرف بحصى الزائدة، بعد الإصابة بالالتهاب الفيروسي أو البكتيري يزداد المخاط وتتراكم الخلايا المناعية. ويكون خطر الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية في الولايات المتحدة هو واحد من 15 ، كما ويزداد حدوثها في البلدان المتقدمة حديثًا. ويكثر التهاب الزائدة الدودية في الشباب البالغين وتكون أكثر خطورة في كبار السن.
عندما تحدث الإصابة، تنتفخ الزائدة الدودية بسبب امتلاء التجويف الداخلي بالقيح. ويزداد حجمها أكثر من الحجم الطبيعي ب3 بوصة. في عام 2004، أزيلت الزائدة من رجل بريطاني وكان يبلغ حجمها فوق 8 بوصة. في حين أن عينة أخرى ، ذكرت في عام 2007 في مجلة علم الأمراض السريرية بقياس 8.6 بوصة ; يشعر الأفراد المصابون بالتهاب الزائدة الدودية بألم في عموم البطن يتمركز غالبًا في الجهة اليمنى منها. وقد تشمل الأعراض، غثيان أو تقيء وحمى أو توعك الجسم وكما يُصاب البعض بالإسهال.
7. عمليات إستئصال الزائدة الدودية فعالة 100% تقريباً في معالجة الالتهاب
هناك طريقتان لمعالجة التهاب الزائدة الدودية، بالأستئصال الجراحي للعضو أو بتطبيق الخط الأول من المضادات الحيوية لمعالجة العدوى. تصل فعالية الأستئصال الجراحي لأكثر من 99% ضد إعادة الإصابة بالالتهاب حيث أن العضو مسأتصل. وتوجد حالات يكون فيها العضو غير مستئصل بشكل كامل حيث يحدث الالتهاب بشكل متكرر مما يؤدي إلى جراحة إضافية.
تُشير الدراسات إلى فعّالية المضادات الحيوية كنجاح أولي يصل لحوالي 72%. من ناحية أخرى، إذا تتبعنا وضع هؤلاء المرضى خلال سنة، فغالبًا ما تتجدد إصابتهم بالتهاب الزائدة الدودية.
8. الزائدة الدودية الملتهبة لا تنفجر فعليًا
«عندما يحدث انسداد في الزائدة الدودية، يتولد ضغط داخل تجويف العضو، هذا بدوره يمنع وصول الدم إلى أنسجة معينة وبالتالي يحدث موت في أنسجة الجسم وعلى إثره يتكون الثقب، كما يقول أبو زيد». لكن، بدلًا من الانفجار، يقوم العضو بتسريب السوائل التي من الممكن أن تًصيب الأنسجة الأخرى.
يقول أبو زيد، انفجار الزائدة الدودية هي حالة طبية طارئة ففي بعض الأحيان تكون العدوى في القيح، والتي يمكن التعرف عليها من أشعة اكس أو التصوير المقطعي ويتم علاجها بحقن المضادات الحيوية داخل الأوعية الدموية “حقنة وريدية”. لكن إن تُركَت العدوى بدون علاج فستنتشر إلى أجزاء أخرى من البطن وتتحول إلى حالة خطرة تُدعى التهاب الصفاق – أي التهاب في الطبقة الداخلية المبطنة للتجويف البطني- وفي هذه الحالة تكون خطرة وتهدد الحياة.
9. يمكن للجراحين إزالة الزائدة الدودية من خلال شق صغير
في عام 1894، نشر تشارلز ماكبرني، جراح في مستشفى روزفلت في نيويورك، تقنية بعمل فتحة في التجويف البطني وفصل العضلات لإزالة الزائدة الدودية المًصابة بالالتهاب، ويطلق اليوم على هذه التقنية باستئصال الزائدة الدودية بالجراحة المفتوحة. استمر الجراحون باستعمال طريقة ماكبرني حتى قدوم الجراحة بالمنظار، طريقة أقل أذى حيث يصنع الطبيب جرح صغير في بطن المريض ويُدخل أنبوب دقيق مزود بكاميرا وأدوات جراحية إلى داخل الشق. ويتم إزالة العضو من خلال أحد هذه الشقوق والتي عادة ما يكون طولها أقل من بوصة.
وقد نُفذت أول عملية إزالة الزائدة الدودية بالمنظار في أوائل عام 1980 بواسطة طبيب ألماني يُدعى كورت سيم ومنذ ذألك الحين أصبحت هذه الطريقة العلاج القياسي لمعالجة التهاب الزائدة الدودية الغير متضاعف. أما لحالات الالتهاب الحادة، تُجرى عملية الاستئصال الجراحي المفتوح.
10. تأجيل حفل التتويج الملَكي بسبب الزائدة الدودية
عندما إنهار ملك بريطانيا العظمي إدوارد السابع بسبب التهاب الزائدة الدودية في حزيران 1902، كان معدل الوفيات مرتفع 26%. وقد كان هذا قبل أسبوعين من موعد التتويج الملكي في 26 يونيو عام 1902 و قاوم ادوارد عملية الإستئصال وقد كانت حينها إجراء جديد نسبيًا. لكن الجراح وخبير التهاب الزائدة الدودية فريدريك تريفيز، أضحوا أن أدوارد ربما يموت بدونها. استنزف تريفز خُراج إدوارد المُصاب بدون إزالة العضو وقد كان هذا في قصر باكنغهام، وعندها تشافى إدوارد وتُوجَ في التاسع من أغسطس عام 1902.
11. أطول زائدة دودية في العالم تصل إلى أكثر من 10 بوصة
في السادس والعشرين من شهر أغسطس عام 2006، قام جراحون بتشريح جثة تعود لشخص يبلغ من العمر 72 عامًا في زغرب، مستشفى في كرواتيا وقد كان طول الزائدة الدودية آنذاك 10.24 بوصة. يحمل المتوفي حاليًا الرقم الأكبر في موسوعة غينيس لأكبر زائدة دودية مستأصلة.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا