—————————————–
ترجمة: المجتبى الوائلي
تصميم بوستر: محمد الأسدي
—————————————
1-إذا كان البشر قد أنحدروا من الشمبانزي، لماذا لم تتطور باقي قردة الشمبانزي الى بشر؟
البشر، الشمبانزي والقردة هم فقط أقرباء تطوريون بعيدون. نحن لم نأتي من الشمبانزي، بل من سلف مشترك شبيه بالإنسان والشمبانزي عاش قبل عدة ملايين من السنين. في الحقيقة، خلال السبعة ملايين سنة الأخيرة الكثير من الكائنات الشبيهة بالإنسان تطورت؛ بعض الأمثلة تشمل الإنسان الماهر والإنسان المنتصب والنياندرتال. كل تلك الأنواع أنقرضت في أوقات مختلفة، نحن فقط الذين بقينا أحياءاً مقتسمين الكوكب مع باقي الرئيسيات.
2-هنالك الكثير من الثغرات في السجل الأحفوري ليجعل من التطور حقيقة!
في الحقيقة، يوجد الكثير من الأحافير الأنتقالية. الأريكوبتركس، على سبيل المثال، هي أحد أقدم الأحافير المعروفة للطيور المبكرة بهيكل عظمي لحيوان زاحف ذو ريش. الآن توجد أدلة حول أن بعض الديناصورات أمتلكت شعراً وريش. الثيرابسيديات هي المرحلة الأنتقالية بين الزواحف والثديات، التيكتاليك هي أحد الأسماك فصيات الزعانف المنقرضة تمثل المرحلة الأنتقالية بين الأسماك والبرمائيات، هنالك الآن حفريات لستة مراحل أنتقالية على الأقل لتطور الحيتان، وفي تطور الإنسان هنالك على الأقل دزينة من أحافير المراحل الإنتقالية وصولاً الى أحافير أشباه البشر المتفرعة من القردة العليا قبل 6 مليون سنة. آخذين بالإعتبار الإحتمالية القليلة جداً لتحجر النباتات أو الحيوانات النافقة مما يجعلنا محظوظين جداً لأمتلاكنا هذا العدد من الأحافير. في البداية على الحيوان النافق أن يهرب من فكوك الحيوانات المفترسة، ثم عليه أن يدفن تحت ظروف نادرة لتحوله الى متحجر بدلاً من أضمحلاله. ثم تساهم القوى الجيولوجية بطريقة ما بأن ترجع الأحفورة الى السطح مرة أخرى ليتم أكتشافها بعد ملايين السنين من قبل علماء الحفريات الذين يبحثون عنها.
3- إذا كان التطور قد حدث تدريجياً خلال الملايين من السنين، لماذا لا يُظهر السجل الأحفوري تغيراً تدريجياً؟
التغيرات المفاجئة في السجل الأحفوري لا تفتقد الأدلة للتطور التدريجي؛ إنها أدلة موجودة بعلامات مرقّمة. تكون الأنواع مستقرة على مدى فترات طويلة لذلك تترك عدداً وافراً من المستحاثات في طبقات الأرض عندما تكون في حالتها المستقرة. التغير من نوع الى آخر، مهما يكن، يحدث بصورة سريعة نسبياً (بمقياس الزمن الجيولوجي) بعملية تدعى بالتوازن المشكل. بإمكان نوع ما أن يتحول الى نوع جديد عندما تغادر مجموعة صغيرة وتنعزل عن المجموعة الأم. هذه المجموعة المؤسسة حديثاً، طالما أنها لا تزال صغيرة ومعزولة، قد تواجه تغيراً سريعاً نسبياً (العدد الكبير من السكان يكون مستقراً جينياً). التغيرات النوعية تحدث بصورة سريعة تاركة عدد قليل من المستحاثات لتسجلها. لكن حالما تتغير الى نوع آخر، فإن الأفراد يحافظون على نمطهم الظاهري لزمن طويل، تاركين خلفهم الكثير من الأحافير المحفوظة جيداً. بعد ملايين السنين نتائج هذه العملية في السجل الأحفوري تكون أغلبها ثابتة. علامات الترقيم تكون هنالك مابين حالات التوازن.
4- لا يوجد هنالك أي أحد شاهد حدوث التطور!
التطور هو علم تاريخي مثبت بحقيقة وجود العديد من الخطوط المستقلة من أدلة التقارب تقود الى هذه النتيجة. المجموعات المستقلة من البيانات الجيولوجية، علم المتحجرات، علم النبات، علم الحيوان، الجغرافيا البايولوجية، علم التشريح المقارن، علم الفسلجة، علم الوراثة، البايولوجيا الجزيئية، البيولوجيا التطورية، علم الأجنة، علم الوراثة السكانية، تسلسل الجينوم، والكثير من العلوم الأخرى كلها تقود الى نقطة واحدة وهي أن الحياة قد تطورت. يطالب الخلقيون بـ”حفرية أنتقالية واحدة” ترينا التطور. لكن التطور لم يتم أثباته بحفرية واحدة. التطور يُثبت بواسطة العديد من الحفريات المتقاربة، مع التقاربات الجينية المقارنة بين الأنواع، والتقارب التشريحي والفسلجي المقارن بين الأنواع، والعديد من الخطوط الأخرى للتحقق. (في الحقيقة بإمكاننا رؤية التطور يحدث بين الكائنات الحية ذات دورات الحياة والتوالد القصيرة التي تستخدم في التجارب المختبرية بتسليط ضغوط بيئية عليها. معرفة تطور الفايروسات والبكتريا تكون أساسية في العلوم الطبية).
5- يدعي العلم أن التطور يحدث بالصدفة وتحكمه العشوائية!
الإنتخاب الطبيعي ليس “عشوائي” ولا يحدث بالصدفة. الإنتخاب الطبيعي يحافظ على المكاسب ويستأصل الأخطاء. لتوضيح ذلك، تصور قرداً جالساً على آلة كاتبة، ليتمكن قرد من طباعة رسائل هاملت الـ13 الأولى مناجياً نفسه بالصدفة، ستأخذ منه 26^13 مرة ليكتبها بالشكل الصحيح. هذا أكبر بـ16 مرة من عدد ثواني عمر المجموعة الشمسية. لكن لو حفظت كل رسالة صحيحة وأستأصلت كل رسالة غير صحيحة، العبارة “أكون أو لا أكون” سيكون بالإمكان الحصول عليها (إنتخابها) بـ335 محاولة فقط. أو لمدة عدة ثواني فقط في برنامج حاسوبي. يُعرف ريتشارد دوكينز التطور بأنه “طفرات عشوائية + إنتخاب تراكمي غير عشوائي.” إن الإنتخاب التراكمي هو الذي يقود التطور. تطورت العين من نقطة مفردة حساسة للضوء في خلية الى العين التي نراها اليوم ليس بسبب الصدفة، لكن من خلال الآلاف من الخطوات الوسيطة، كل منها حُفظت لأنه أنتجت عيناً أفضل. الكثير من تلك الخطوات ما زالت موجودة في الطبيعة لدى الكائنات الأكثر بساطة.
6- مصمم ذكي فقط هو من يستطيع صناعة شيء معقد كالعين!
تشريح عين الإنسان يظهر أنها يمكن أن تنتج من أي شيء إلا “تصميم ذكي”. لقد صممت رأساً على عقب ومتجهة الى الوراء، مع فوتونات من الضوء عليها أن تسافر خلال القرنية، العدسة، سائل مائي، أوعية دموية، خلايا عقدية، خلايا عديمة المحاور، خلايا أفقية، وخلايا ثنائية القطب، قبل أن تصل الى القضبان والمخاريط الحساسة للضوء التي تحول الإشارة الضوئية الى نبضات عصبية، والتي بدورها سوف تُرسل الى قشرة الإبصار التي تقع في الجزء الخلفي من الدماغ لتظهر على شكل أنماط ذات معنى. لرؤية أمثل، لماذا على مصمم ذكي أن يقوم ببناء عين رأساً على عقب والى الخلف؟ هذا التصميم يكون ذا معنى فقط لو كان الإنتخاب الطبيعي قام ببناء العيون من مواد متاحة، وبتكوين معين لهياكل عضوية لأسلافنا الذين سبقونا. العين ترينا أحدى ممرات التاريخ التطوري، إنها لا ترينا أي تصميم ذكي.
7- التطور نظرية فقط!
كل فروع العلم أُسست على نظريات، والتي ترتكز على فرضيات قابلة للأختبار وتفسر مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحقائق حول العالم. تعتبر النظرية متينة إذا كان بإمكانها التنبأ بالظواهر المستقبلية بإستمرار. الحقائق هي بيانات الكون. النظرية هي أفكار تفسيرية لتلك البيانات. البنى والبيانات الأخرى الغير قابلة للأختبار لا تعتبر جزءاً من العلوم. نظرية التطور تمتلك كل المعايير التي تجعلها جزءاً من العلوم الحقيقية، حسبما تقرر من قبل القاضي ويليام أوفيرتون في محاكمة الخلقيين:
– إنها موجهة بقانون طبيعي.- إنها مفسرة بالرجوع الى القوانين الطبيعية.- إنها قابلة للإختبار في العالم التجريبي.- لها أستنتاجات دورية وغير ثابتة..- إنها قابلة للإختبار والتخطئة.
إذا كان بإمكانك أن تجد مستحاثة لأحدى الثديات في نفس الطبقة الجيولوجية التي توجد فيها ثلاثيات الفصوص سيكون التطور حينها خطأ. لم يجد أحد بيانات متناقضة كتلك لحد الآن.
8- أتضح أن الأدلة على تطور الإنسان وهمية، مزورة وخيالية..
بحرص على تشويه سمعة التطور، يرفض الخلقيون مستحاثات أسلاف الإنسان المكتشفة ويختارون أمثلة من الخدع والأخطاء في الإعتقاد على أن الأخطاء في العلم هي علامة على الضعف. هذا يعتبر سوء فهم فادح لطبيعة العلم، والذي يتقدم بإستمرار مستخدماً كلاً من النجاح والفشل. إنها القدرة على البناء التراكمي من الماضي لكيفية تقدم العلم. سمة التصحيح الذاتي للمنهج العلمي هي من أعظم ما يمتلكه العلم. الخدع مثل إنسان بلتداون، والأخطاء اللامقصودة مثل إنسان نيبراسكا، إنسان كالافيراس والهيسبيروبيثيكوس، كانت، في وقتها، صحيحة. في الحقيقة، لم يكن الخلقيين هم من أكتشفوا خطئها، العلماء هم من فعلوا ذلك. الخلقيين قاموا بقراءة كشف خطأ تلك الأخطاء ببساطة، ومن ثمّ أتهموهم كما لو كانوا هم من أكتشفوا تلك الأخطاء.
9- القانون الثاني للديناميكا الحرارية يثبت أن التطور شيء مستحيل!
القانون الثاني للديناميكا الحرارية يُطبّق على النظام المغلق والمعزول. منذ أن أستلمت الأرض مقدار ثابتاً من الطاقة من الشمس – صارت نظاماً مفتوح وغير معزول يتبادل المادة والطاقة – لهذا السبب نتمكن من دراسة الأنماط من حولنا والتنبؤ بالأحداث قبل وقوعها، كدورة الكواكب ومرور المذنبات الخ؛ مع إن الشمس من خلال هذه العملية تخسر من طاقتها تدريجيا، فهي تعمل عمل المدفأة التي لها مخزون معين من الطاقة قبل ان تنتهي وتنطفئ، حينها نصل الى مرحلة الإنتروبيا العالية والتبعثر العالي، وحينها فقط تنعدم شروط الحياة على الأرض. لهذا السبب الأرض ليست نظاماً مغلقاً وبالتالي الحياة تتطور دون ان تتناقض مع قوانين الطبيعة. وما دامت الشمس تشتعل، ستبقى الحياة تتطور وسنبقى نصنع الفطائر في الأفران، وسنبقى نشغل المكيفات للتبريد، التي كلها امور نظرياً تتناقض مع القانون الثاني من الديناميكية الحرارية.
-10- لا يمكن الإعتماد على التطور أخلاقياً.
ككائنات اجتماعية جداً لقد تطورنا مع حس عالي للأعمال والأشياء السيئة ولأخرى جيدة؛ وذلك لكون الجنس البشري يعتمد على التعاضد ويرفض الأنانية الزائدة والأعمال الطفيلية. وعلى نفس المنوال لقد تطورنا بمشاعر اخلاقية ترفض الكذب والخيانة والسرقة، لأنها اعمال تؤدي الى تحطيم اصر العلاقات فيما بيننا كبشر وبالتالي تؤدي الى انعدام الثقة والتفكك بين افراد المجتمع البشري، وبالتالي هذا امر يؤدي الى القضاء على الحياة، الأمر الذي يتنافى بالمطلق مع التطور. لهذا السبب اخلاق البشر بمنحى هي اخلاق تطورية تسعى الى المحافظة على الحياة وتطورها، وكل شيء يتنافى مع الحياة والحفاظ عليها سينبذ تلقائياً؛ ومن هنا الأهمية الغريزية التي نضعها على الصدق، والإحترام والتعاضد نحو الأهداف المشتركة؛ لأنها غريزياً اموراً تحافظ على الحياة وتطورها. ومن هنا إن مجتمعاتنا بنيت على هذه الأخلاق الغريزية، بغية التقدم والرقي ابداً عبر سلم التطور.
المصدر:http://proud-a.blogspot.com/2014/04/Evolution.html?m=1