كتبه لموقع ”بيغ ثينك“: سكوتي هيندريكس
ترجمة: ياسين إدوحموش
تدقيق: آلاء عبد الأمير
تصميم: مينا خالد
لو تحداك أحدهم أن تسمي عشرة فلاسفة خلال عشر ثوان، قد يصل البعض منا لعشرة، في حين يمكن أن يصل معظمنا لسبعة. من بين هؤلاء الأسماء، من المرجح أن يكون أغلبهم شخصيات إغريقية قديمة ويكون البقية شخصيات حديثة و غربية. وفي حال تم إعطاء اسم غير غربي، فمن المرجح أن يكون واحداً من المفكرين الأكثر شهرة في آسيا، من أمثال (كونفوشيوس)، أو (بوذا) أو (لاو تزو) أو (سون تزو). لكن، كم منا سيقدم مفكر عربي أو مسلم كمثال؟
إن هذا أمر يدعو للخجل، باعتبار أن العصر الذهبي (القرن الثامن – القرن الثالث عشر) في الشرق الأوسط ولَد بعضاً من أهم الأفكار في تاريخ البشرية، إذ بفضل هؤلاء المفكرين تمكن الغرب من استعادة الوصول إلى أفكار أرسطو وأفلاطون. من بين النجوم التي تحمل أسماء علم شائعة الاستعمال، يحمل معظمها أسماء علماء فلك شرق أوسطيين، حتى نظام الأرقام الذي نستخدمه، بما في ذلك الصفر، هم من ابتكروه، كما وضعوا المعيار المتبع في المنهج العلمي لمئات السنين، لذا يستحيل فهم الفكر الغربي فهماً كاملاً دون فهم أفكار هؤلاء المفكرين.
فيما يلي عشرة من الفلاسفة الأقل تقديراً والذين يُستخف بقدرهم من الشرق الأوسط، مرتبين حسب التسلسل التاريخي:
1. أبو بكر محمد بن زكريا الرازي (854-925)
طبيب وكميائي وفيلسوف شهير. يعد أول من وصف الجدري والحصبة بأنها أمراض منفصلة. مستندًا إلى أفلاطون،. طور نظامًا ميتافيزيقيًا وصف من خلاله الكون على أنه يتكون من خمسة عناصر، وهي الإله، الزمان، المكان، الروح، والمادة، كما أنه مؤلف أول كتاب عن طب الأطفال.
“لقد كتبت 20000 صفحة (بأحرف صغيرة) ، وعلاوة على ذلك ، أمضيت خمس عشرة سنة من حياتي – ليلاً ونهارًا – في كتابة المجموعة الكبيرة المعنونة “الحاوي”، وخلال تلك الفترة فقدت بصرى وأصبحت يدي مشلولة، والنتيجة أنني حُرمت الآن من القراءة والكتابة، ومع ذلك لم استسلم أبداً.”
2. سعيد الغيومي (882-942)
حاخام عاش خلال العصر الذهبي للإسلام في مختلف مراكز الخلافة العباسية، واشتهر بالعمل على اللغويات العبرية، وترجمة النصوص العبرية إلى العربية، والقانون اليهودي، وحال دون حدوث الإنشقاق في الديانة اليهودية من خلال حجة بسيطة. كان أول أجنبي يُعين رئيساً لأكاديمية السورا. جمع بين العبرية والفكر اليوناني.
“إن نَظم القصائد يُذكّر المرء بحالة الضعف والبؤس والكد التي يعيشها”.
3. يحيى بن عدي (803-974)
مُنظر حول المنطق وطبيب كان يقيم في تكريت في العراق الحديث. له عشرات من ترجمات الفلسفة اليونانية إلى اللغة العربية. بصفته مسيحياً، كان قادراً على استخدام معرفته الفلسفية للدفاع عن اللاهوت المسيحي النابع من الفكر الكلاسيكي.
“يعيش الكثير ممن ماتوا من خلال المعرفة.”
4. ابن سينا (980-1037)
علامة فارسي يُنظر إليه غالباً على أنه أعظم مفكر في العصر الذهبي الإسلامي. ألف 450 كتابًا، أحدها كان يعد كتاباً معيارياً في الطب إلى غاية سنة 1650. نقح المنهج العلمي الذي كان يتبعه في الماضي أرسطو، قدوته في الفلسفة، كما كتب في علم الفلك، والكيمياء، والجيولوجيا، والدين، والمنطق، والرياضيات، والفيزياء ، وحتى أنه نظم الشعر. كان لتعليقاته وترجماته لأرسطو تأثير على الفكر الأوروبي خلال عصر التنوير.
“ينقسم العالم إلى رجال أذكياء ليس لهم دين ورجال لهم دين وليسوا أذكياء”.
5. السهروردي (1154-1191)
فيلسوف فارسي، مؤسس مذهب الإشراقية في الاسلام. قام بتأسيس مذهب إسلامي وميتافيزيقي مبني إلى حد كبير على الأفكار الأفلاطونية، ثم انصرف بعدها لكتابة عشرات الكتب حول الفلسفة والتصوف وعلاقتهما بالإسلام.
“كل من يعرف الفلسفة ويواظب على شكر وتقديس نور الأضواء، سوف يحوز على المجد الملكي.”
6. فخر الدين الرازي ( 1149-1209)
عالم، وفيلسوف، وعالم لاهوت. اقترح عدة نماذج ممكنة للكون بما في ذلك نموذج متعدد الأكوان. كتب كتاب “التفسير الكبير” حول القرآن الكريم، وهو كتاب لا يزال يشار إليه كمرجع في كثير من الأحيان. ألّف كتب إضافية عن المنطق والطب، بالإضافة إلى موضوعات أخرى.
“إن حجج الفلاسفة لإثبات أن العالم واحد حجج ضعيفة وواهية، تستند إلى فرضيات ضعيفة”.
7. كاتب جيليبي (1609-1657)
مؤرخ و عالم جغرافيا عثماني. ألف موسوعة ببليوغرافية تضم 14500 مدخلة. كتب بإسهاب عن الشريعة الإسلامية والأخلاق واللاهوت بالإضافة إلى التاريخ والجغرافيا. يعد المصدر الرئيسي للتغيير الاجتماعي في الإمبراطورية العثمانية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، بما في ذلك إدخال القهوة إلى الإمبراطورية.
“مع قدوم فترة الانحدار، توقفت رياح المعرفة عن الهبوب”.
8. دارا شكوه (1615-1659)
أمير هندي عاش حياة تناسب مسرحية. تم إعدام (دارا) لكونه على الطرف الخاسر من الصراع على الخلافة بعد مرض إمبراطور الإمبراطورية المغولية. على الرغم من حياته القصيرة، استطاع أن يجد الوقت للعمل على الأسس الصوفية المشتركة بين الفكر الهندوسي والإسلامي. له عدة كتب وترجم العديد من الكلاسيكيات السنسكريتية لتُدرّس لاحقاً من قبل علماء دين آخرين. لا تزال المكتبة التي شيدها تستخدم من طرف جامعة (جورو جوبيند سينغ إندرابراستا).
“وفي حين أعجبت بشوق لرؤية المذاهب الغنوصية لكل طائفة وسماع تعبيراتهم السامية عن التوحيد والإطلاع على العديد من الكتب اللاهوتية التي كنت من أتباعها لسنوات عديدة، ازداد شغفي كل لحظة بالوحدة، التي هي محيط لا حدود له.”
9. محمد عبده (1849-1905)
“عالم، وفقيه، ومصلح، وفيلسوف مصري. يعتبر مؤسس مدرسة الحداثة الإسلامية، ومنظّر لتطبيق الفكر الليبرالي في الدول الإسلامية. تعرض للنفي من مصر من قبل السلطات البريطانية لاستغلاله جريدته للدعوة للاستقلال. زعم بأن العديد من الأفكار الغربية لها جذور في الفكر الإسلامي.
“ذهبت للغرب فوجدت إسلامًا ولم أجد مسلمين.. ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكننى لم أجد إسلاماً”
10. فاطمة المرنيسي (1940-2015)
نسوية وعالمة اجتماع مغربية. درست تاريخ الفكر الإسلامي والدور الذي تضطلع به المرأة، نشرت أعمالاً تشير فيها إلى أن الحالة التي تعيشها المرأة في البلدان الإسلامية لا تتماشى والتصريحات التي يمكن إثبات أنها أفكار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. مؤلفة كتاب “ما وراء الحجاب.”
“عندما تعتقد امرأة أنها لا تساوي شيئاً، تبكي العصافير الصغيرة. من يستطيع أن يدافع عنها على الشرفة، إن لم يمتلك أحدهم رؤيا لعالم ليس فيه مقاليع؟”
المقال باللغة الإنجليزية: هنا