كتبه لموقع ”الاندبندنت“ بتاريخ 27\6\2018, ”جوش جاباتس“
ترجمة: ورد عرابي
مراجعة وتصميم: أحمد الوائلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُعتبر قمر انسيلادوس (سادس أكبر أقمار كوكب زحل) الوحيد الذي يمتلك هيئة تشبه هيئة الارض، ويُلبي جميع متطلبات الحياة الاساسية كما نعرفها
توصلت دراسةُ قام بها فريق دولي من الباحثين على جزيئات عضوية عديدة تسربت الى الفضاء من احدى فوهات المحيطات العميقة على احد اقمار كوكب زحل, الى ان هذه العينات تَدل على وجود موادٍ غنيةٍ بالكربون تكونت تحت قشرة القمر “انسيلادوس”، وقبل وقتٍ قصيرٍ من تبخرها في الغلاف الجوي لكوكب زُحل، تم التقاط عينات من هذه المواد الصادرة عن الشقوق الجليدية للقمر “انسيلادوس”، عن طريق المركبة الفضائية “كاسيني” التابعة لوكالة ناسا الفضائية. الأمر الذي يَدل على انه يحتوي على “جميع المتطلبات الاساسية للحياة” والمتمثلة بـ (مركبات المواد العضوية)
أدى هذا الاكتشاف إلى ذهول العلماء، وذلك لانه في السابق كان من غير المعروف ما اذا كانت تحدث مثل هذه التفاعلات الكيميائية الدقيقة والمعقدة على القمر “انسيلادوس”، اما الآن فقد أتضحت الصورة واصبحنا ندرك وجودها. وقال الدكتور الذي قاد البحث “فرانك بوتنبرغ” من جامعة “هايدلبيرغ” لصحيفة الأندبندنت: “إن الجزيئات العضوية المعقدة لا توفر بالضرورة البيئة الصالحة للحياة، الا انها من ناحية اخرى، تعتبر مؤشراً على وجود الحياة“.
وعقّب الدكتور المتخصص في علم كيمياء محيطات الفضاء “كريستوفر غلين”: ”النتائج الجديدةُ تعني أن القمر انسيلادوس يمتلك هيئة تُشبه هيئة الأرض التي تُلبّي جميع المتطلبات الأساسية للحياة كما نعرفها. اننا مذهولون من الخصائص التي يمتلكها القمر “انسيلادوس”، في السابق اكتشفنا جزيئات عضوية بسيطة تحتوي على ذرات الكربون في هذا القمر، وحتى ذاك الاكتشاف البسيط كان مثيراً للاهتمام للغاية“.
ويعد هذا الاكتشاف تتويجاً لسنوات عديدةٍ من جمع العينات التي قامت بها المركبة الفضائية “كاسيني” في رحلتها الاستكشافية بالقرب من اقمار زُحل. وقد افادت الدراسات الاستطلاعية الاولية إلى ادلة تُشير على وجود محيطٍ هائلٍ من المياه قابع تحت القشرة الجليدية للقمر انسيلادوس. إن التحليقات الفضائية المحاذية للقمر أسفرت ايضاً عن اكتشاف آثارٍ لمركبات عضوية صغيرةُ مثل غاز الميثان، وكذلك الهيدروجين. الأمر الذي يَدل على وجود فوهات مائية حرارية في اعماق محيطات القمر.
وأضاف الدكتور “هانتر وايت” الذي شارك في هذه الدراسة من معهد “ساوثويست للأبحاث”: ”إن الهيدروجين يوفر مصدراً للطاقة الكيميائية التي تدعم الميكروبات التي تعيش في محيطات الارض بالقرب من الفوهاتها المائية الحرارية. وباللحظة التي تكتشفت فيها وجود مصدرٍ لغذاء الميكروبات في المحيط، عليك السؤال عن: “ما هي طبيعة المواد العضوية المعقدة في هذا المحيط؟” تُمثل هذه الدراسة الخطوة الاولى في طريق الأجابة عن هذا السؤال.
وقد أتت هذه الاخبار بعد وقتٍ قصيرٍ من أعلان “ناسا” حول اكتشاف وجود المكونات الاساسية للحياة على كوكب المريخ، الأمر الذي حظى بترحيب مِن قِبل العلماء بإعتباره واحد من افضل الأدلة على أحتمالية وجود كائنات فضائية.
أن البيانات التي تم جمعها من كوكب المريخ تُعد اكثر تفصيلاً من تلك التي تم اكتشافها على القمر انسيلادوس، ولكن الاكتشافات التي تم التوصل اليها خلال الفترة السابقة التي تتراوح ما بين 12-15 شهراً قد صنَّفت انسيلادوس على أنه واحداً من ابرز الاماكن التي من المُحتمل وجود الحياة فيها في نظامنا الشمسي.
وقال الدكتور “بوتسبيرغ”: ”أن احتمالية الحياة الفضائية على القمر انسيلادس تزداد يومًا بعد يوم، لكن لاتوجد هنالك جدول مخطط لمتابعة اكتشافات “كاسيني” هناك. ومع ذلك, فأن التكنولوجيا المتخصصة في اكتشاف مثل هذه الحياة لا تزال موجودة، ومن المتوقع أن يتم اتخاذ القرار في الخمس سنواتٍ القادمة حول مهام الاستكشاف المستقبلية في هذا القمر المليء بالمياه. إنه بالطبع واحد من اعظم الاسئلة العلمية، هل توجد حياة خارج الأرض أم لا؟. وهذا القمر هو نقطة صغيرة في هذا الكون والتي بمتناولنا التحقق منها لمعرفة ما اذا كان هنالك حياة خارج الارض ام لا”.
*تم نشر هذه الاكتشافات في مجلة “ناتشر”
رابط المقال باللغة الانكليزية: هنا