منشور في صحيفة ”ذي ايكونومست“ بتاريخ: 12/6/2018
ترجمة: أحمد طريف المدرس
مراجعة وتدقيق: آلاء عبد الأمير
تصميم: مينا خالد
قد يكون شهر رمضان صعباً على المسلمين الصائمين الذين ينتظرون بفارغ الصبر عيد الفطر للاحتفال بتتويج الشهر، وللتذكير بالعودة إلى الحياة الطبيعية، حيث يأكل المسلمون ويجتمعون مع العائلة. ولكنهم لن يكونوا متحدين في الاحتفال، حيث سيحتفل المسلمون في أيام مختلفة (15 حزيران/يونيو الأكثر شعبية هذا العام)، ولا تنشأ الانقسامات بين الدول فحسب، بل أيضاً داخل المجتمعات وحتى العائلات، فهنالك قصص عن مشاجرات تندلع في المساجد، ومن الغريب أن يكون التنظيم البسيط لهكذا حفل ديني مثيراً للجدل. فلماذا لا يتفق المسلمون على الموعد؟
ترتبط القضية بافتقار الإسلام إلى سلطة دينية مركزية. ففي البلدان الإسلامية، يتم تحديد تاريخ العيد من قِبل الحكومة أو المحكمة أو الهيئات ذات الصلة، أما في البلدان غير الإسلامية فيتم اتخاذ القرار فردياً من قبل المساجد، إذ يستخدم الإسلام التقويم القمري وتتزامن بداية كل شهر مع ظهور القمر الجديد. أحد مجالات الخلاف هو ما إذا كنت ستأخذ تفسيراً تقليدياً أو عصرياً للنصوص الدينية للإسلام. يعتقد كثير من العلماء أن الشهر لا يبدأ عند ظهور القمر الجديد، ولكن عندما يمكن رؤية الهلال بالعين المجردة، وفي الليلة التي يُتوقع أن يكون فيها القمر مرئياً تقوم لجان الأرصاد الجوية وحتى الأفراد العاديون بمراقبة السماء، لكن الاعتماد على المشاهدة وحدها يعني أن شيئاً بسيطاً مثل بعض الغيوم في الليل يمكن أن يؤدي إلى تأخير العيد يوماً واحداً. وتقول مجموعات أخرى، بدافع فهم أقل حرفية للقرآن، أن المسلمين يجب أن يستخدموا العلم الحديث. إذ يقول المجلس الفقهي لأمريكا الشمالية والمجلس الأوروبي للفتوى والأبحاث، وهما رابطتان لرجال الدين المسلمين، إن الحساب الفلكي هو منهج مقبول، مما يعني أن التواريخ ستكون معروفة قبل سنوات، و قادوا محاولات لإنشاء تقويم إسلامي عالمي، لكن دون جدوى.
حتى بين أولئك الذين يحتاجون إلى رؤية القمر بالعين المجردة، هناك خلاف آخر. يطالب البعض بالمشاهدة المحلية، لكن البعض الآخر يشعر بالولاء للمملكة العربية السعودية، سواء كان ولاءً روحياً أو بفضل برنامج التمويل الضخم للمساجد والمدارس الدينية (من الناحية المالية). لذلك تقوم العديد من المساجد بمزامنة تقاويمها مع تلك الموجودة في مكة. لكن الفصل العرقي داخل المجتمع الإسلامي يتمثل بأن المساجد التي تضم مجموعات من المهاجرين (الذين يتألف معظمهم من المهاجرين من شبه القارة الهندية)، غالباً ما يتبعون قرارات السلطات الباكستانية أو الهندية، وذلك لغرض مزامنة العائلات التي يتواجد أفرادها في دول مختلفة، لكن انقسام المجتمع الذي يضم مساجد مختلفة بهذه الطريقة من شأنه أن يعزز القبلية الوطنية.
وتعكس مناقشة النظر إلى القمر انقسامات أوسع في الإسلام، حيث تتنافس الأيديولوجيات المختلفة من أجل السيطرة، فيدفع الحداثيون الغربيون من أجل تغيير التقاليد القوية في السعودية. فيما نلاحظ أن المسلمين الأصغر سناً بدأوا بأخذ الأمر على عاتقهم، فنرى تزايداً في البحث على جوجل عن “رؤية القمر” قبل كل عيد. لكن طالما تستمر لامركزية الإسلام وغموض القرآن، فمن غير المحتمل أن يتوافق المسلمون.
المقال باللغة الإنجليزية: هنا