كتبه لـ ( أي تي آي): كارا غولد فارب
منشور بتاريخ: 10-5-2018
ترجمة: عبدالرحمن الكنامة
تدقيق: آلاء عبد الأمير
تصميم: مينا خالد
يُعتبر فايروس التهاب الكبدB السبب الأشيع لالتهاب الكبد الوبائي الذي يعاني منه أكثر من 250 مليون شخص حول العالم.
وقد تحدثت الدراسات المنشورة حديثا بتاريخ 9 آيار/مايو بمجلة (نايتشور) عن اكتشاف وجود فايروس التهاب الكبد في جمجمة بشرية تعود إلى العصر البرونزي، وتأتي أهمية هذا الاكتشاف في أنَّه يجعل من هذا الفايروس أقدم فايروس يصيب البشر تم اكتشافه على الأطلاق.
وعلى أثر هذا الاكتشاف قام مجموعة من علماء الوراثة بأخذ عينات من الحمض النووي ل 300 هيكل عظمي من آسيا و إفريقيا
تتراوح أعمارها بين 200 و 7000 عام، فوجدوا أنَّ هنالك 12 نمط جيني من فيروس التهاب الكبدB ضمن هذه العينات، وهي الأنماط نفسها السائدة حالياً في آسيا و إفريقيا، بالإضافة إلى بعض الأنماط الجينية الغير متواجدة حالياً، وهو ما أوضح لأول مرة أنَّ الفيروسات يمكن أن تنقرض.
وقد كان الاكتشاف الأول لهذا الفيروس في جمجمة إنسان عمرها 4500 سنة يعود إلى حضارة (بيكر بيل/ الفنجان الجرسيّ) في ألمانيا والتي جاءت تسميتها من أكواب الفخار بشكل الجرس التي وجدت في أثرهم. أما أقدم فيروس تم اكتشافه قبل هذا فيعود لحوالي 450 سنة فقط .
وعلَّق (جوهانس كراوس) وهو عالم الوراثة التطورية في معهد (ماكس بلانك) لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا على هذا الاكتشاف: “إننا حاليا بمنتهى الحماس بعد أن تجاوزنا هذه العتبة و عدنا للوراء من خلال فايروس التهاب الكبدB.”
ووفقاً لـ(ليلي يوين) وهي عالمة في المختبر المرجعي للأمراض الوبائية في ولاية فيكتوريا فقد تم اكتشاف فيروس التهاب الكبد في جينات بعض الطيور القديمة، وهو ما يقترح وجود هذا الفيروس منذ ملايين السنين.
ولكن ما هو التهاب الكبد B؟
إنَّ التهاب الكبدB هو التهاب يصيب الكبد ويمكن أن يتطور لاحقاً ليؤدي إلى قصور كبدي، أو سرطان كبدي. وعلى الرغم من وجود لقاح واقي من فايروس التهاب الكبد إلا أنَّ العلم فشل في إيجاد دواء شافي من الإصابة المزمنة به، فكثير من المصابين المزمنين بهذا الفايروس يكونون قد أصيبوا خلال مرحلة الطفولة دون أن يلاحظوا، حيث يبقى الفيروس بمرحلة الخمول، و تبقى الأعراض خفية لعدة سنوات، يتطور فيها المرض ولا ينتبه المريض لإصابته إلا ويكون الكبد قد بدأ بالتشمع.
وكما ذُكر سابقاً فإنَّ الدراسة كشفت عن بعض الأنماط الطافرة من فايروس التهاب الكبد والتي لم تعد موجودة في يومنا هذا، ولكن يمكن لها أن توفر لنا معلومات مهمة عن كيفية تطور هذا الفايروس وهو ما سيساعدنا على مواجهة السلالات الأخطر مستقبلاً.
وقد علق (إدوارد هولمز) عالم الفيروسات في جامعة (سيدني) على الدراسة المنشورة: ” إنَّ هذا الاكتشاف بالغ الأهمية في فهمنا لأحد أهم العوامل الممرضة للبشر.”
المقال باللغة الأنجليزية: هنا